تتحول العاصمة الإيطالية روما في النصف الثاني من أكتوبر إلى قبلة لعشاق الفن السابع، مع انطلاق الدورة العشرين من مهرجان روما السينمائي الدولي، الذي يحتفي هذا العام بعرض أكثر من 150 عملاً بين أفلام ومسلسلات من 38 دولة، في واحدة من أغنى الدورات في تاريخه.
تُقام العروض في قاعة “باركو ديلا ميوزيكا” وعدد من أبرز الفضاءات الثقافية في المدينة، مثل “ماكسي” و”كازا ديل سينما”، بحضور مجموعة من ألمع نجوم السينما العالمية، من بينهم جينيفر لورانس، أنجلينا جولي، وماتيلدا دي أنجيليس، فيما تتولى الإعلامية الإيطالية إيما ستوخولما تقديم حفلي الافتتاح والاختتام.
ويفتتح المهرجان بفيلم “La Vita va Così” (هكذا تمضي الحياة) للمخرج ريكاردو ميلاني، الذي يُعرض ضمن البرنامج الرئيسي خارج المنافسة الرسمية، على أن يُطرح في القاعات الإيطالية ابتداءً من 23 أكتوبر، بمشاركة فيرجينيا رافاييلي ودييغو أباتانتونو. يستند الفيلم إلى قصة حقيقية عن راعٍ من سردينيا يواجه مشروع منتجع سياحي دفاعاً عن أرضه وجذوره، في مزيج فني يجمع بين الكوميديا الإنسانية والتأمل الاجتماعي. ويقول ميلاني إن العمل يجسد “قوة الرفض الإيجابي في مجتمع منقسم”، في إشارة إلى الصراعات القيمية التي يعيشها المجتمع الإيطالي المعاصر.
وتترأس الممثلة والمخرجة باولا كورتيليسي لجنة تحكيم المسابقة الدولية التي تحمل عنوان “السينما التقدمية: رؤى لعالم الغد”، حيث تتنافس 18 فيلماً دولياً تتنوع بين الوثائقي والدراما الاجتماعية، من بينها فيلم وثائقي عن المخرج الإيطالي الكبير روبرتو روسيلّيني، وفيلم “40 Secondi” المستوحى من القصة الحقيقية للشاب ويلي مونتيرو دوارتي الذي قُتل في حادث مأساوي عام 2020.
كما يقدم المهرجان مجموعة من الأقسام غير التنافسية مثل “فري ستايل”، المخصص للتجارب السينمائية الجديدة، و”جراند بيبول” الموجّه للجمهور العريض، إضافة إلى قسم “الأفضل في 2025” الذي يستعرض أبرز الأعمال الفائزة في المهرجانات الكبرى لهذا العام.
ولم تغب القضايا السياسية والإنسانية عن الدورة العشرين، إذ تتناول العروض الخاصة موضوعات الحرب والنزاعات المعاصرة. من أبرزها فيلم “كان يا ما كان في غزة” للمخرجين طرزان وعرب ناصر، الذي يُعرض في 24 أكتوبر كتحية لذاكرة المدينة قبل الحرب، وفيلم “عقدين ليات” عن قصة اختطاف في إسرائيل عام 2023، إلى جانب فيلم “2000 متر إلى أندرييفكا” للمخرج الأوكراني الحائز على الأوسكار مستيسلاف تشيرنوف، الذي يوثق مهمة عسكرية لتحرير بلدة أوكرانية صغيرة.
بهذا التنوع الغني في المواضيع والأساليب، تؤكد دورة 2025 من مهرجان روما السينمائي الدولي مكانتها كحدث ثقافي بارز يجمع بين الإبداع السينمائي والوعي الإنساني، ويعيد التأكيد على قدرة الفن السابع على أن يكون مرآة للعالم وجسراً بين الثقافات.
سينفيليا
