فيما يشكّل بلوغ سن 21 محطة رمزية للاستقلال والانطلاق، تحتفل الدورة الحادية والعشرون من مهرجان زيورخ السينمائي (ZFF) هذا الأسبوع بين 26 سبتمبر و5 أكتوبر، بروح مشابهة من الطموح والرغبة في ترسيخ مكانتها على خريطة المهرجانات العالمية.
فبعد انتقاله إلى الملكية الخاصة هذا العام بقيادة مديره الفني كريستيان يوغن عبر عملية شراء إدارية، يسعى المهرجان إلى إعادة تموضعه ليصبح محطة أساسية في موسم الجوائز السينمائية، ويؤكد يوغن أن الهدف يتجاوز الاحتفال بحد ذاته، قائلاً: «المهرجانات ليست غاية بحد ذاتها، بل وسيلة لدعم الأفلام ومنحها زخماً وفرصاً أكبر للترشح للأوسكار».
وقد لعب توقيت المهرجان دائماً دور الورقة الرابحة، إذ يقع بين فينيسيا وتورونتو من جهة ولندن من جهة أخرى، ما يجعله جسراً مثالياً للأفلام الساعية للحفاظ على زخمها خلال موسم مزدحم. ويشير يوغن إلى أن زيورخ بات خياراً متزايداً لصنّاع السينما الذين يسعون لعرض أعمالهم أمام أعضاء الأكاديمية والناخبين لجوائز الأوسكار وغولدن غلوب.
برنامج هذا العام يعكس بوضوح الطموح الجديد، حيث سيتم عرض 115 فيلماً من بينها 40 عرضاً أولياً أوروبياً وعالمياً. ومن أبرزها The Smashing Machine لبيني سافدي من بطولة دواين جونسون وإميلي بلانت، وفيلم Hedda لنيا داكوستا مع تيسا طومسون ونينا هوس، بالإضافة إلى Roofman لديريك سيانفرانس مع تشانينغ تاتوم. كما يضم المهرجان أعمالاً بارزة مثل Nuremberg لجيمس فاندربيلت، والفيلم البرازيلي المرشح للأوسكار The Secret Agent، وفيلم Christy بطولة سيدني سويني، وThe Ballad of a Small Player لإدوارد بيرغر.
كما سيحضر عدد من النجوم العالميين لتقديم أعمالهم، إذ يقدّم راسل كرو فيلم Nuremberg، وكولين فاريل فيلم The Ballad of a Small Player، فيما يرافق فاغنر مورا فيلم The Secret Agent. وتفتتح داكوتا جونسون المهرجان بفيلم Splitsville للمخرج مايكل أنجلو كوفينو، إلى جانب تكريمها بجائزة “العين الذهبية” عن مجمل مسيرتها.
ويُعتبر تزايد اهتمام أعضاء الأكاديمية أكبر دليل على صعود مكانة زيورخ، إذ شهد العام الماضي حضور أكثر من 150 منهم خلال فعاليات القمة المصاحبة للمهرجان، حيث يتمكنون من مشاهدة أفلام ربما لم تسنح لهم فرصة رؤيتها في تورونتو أو غيره بسبب ازدحام البرامج.
رغم ذلك، يواجه المهرجان تحديات كبيرة في ظل اعتماده على تمويل خاص بنسبة 90% مقارنة بمهرجانات مدعومة من الدولة مثل برلين وكان. ويقر يوغن بأن تأمين الميزانية السنوية مرهق لكنه يؤكد تحقيق تقدم من خلال جذب 10 رعاة جدد هذا العام. أما من ناحية البنية التحتية، فيعاني المهرجان من تقلص صالات العرض في وقت يواصل فيه النمو، بحسب نائبته ريتا غويتغ.
ويؤكد القائمون على المهرجان أن النجاح الحقيقي لا يتحقق إلا بجودة الأفلام، فالمشاهير وحدهم لا يكفون لضمان تجربة ناجحة. ويضيف يوغن: «عندما عرضنا فيلم Conclave أمام بعض كبار التنفيذيين العام الماضي، خرجوا بانطباع رائع، ولاحقاً فاز الفيلم بالأوسكار. تلك هي المصداقية التي نريدها لزيورخ».
سينفيليا