اختتمت فعاليات الدورة الحادية والعشرين من مهرجان قازان السينمائي الدولي بعاصمة جمهورية تتارستان الروسية، حيث تُوّج فيلم “حصن الصمود” للمخرج نيكولا فوكتشيفيتش من جمهورية الجبل الأسود بالجائزة الكبرى. الفيلم، الذي أُنتج عام 2024، يمتد لـ95 دقيقة، ويعرض قصة طفل مسيحي فقد والديه وقريته في أتون الحرب العالمية الثانية، ليجد نفسه أمام مأساة جديدة حين يلتجئ إلى منزل رجل مسلم ألباني يواجه بدوره خياراً مصيرياً بين إنقاذ حياة الطفل والتمسك بتقاليده.
وكان للسينما الإيرانية حضور بارز في المهرجان بحصدها عدة جوائز، منها جائزة أفضل فيلم روائي قصير لفيلم “بدون جنسية” الذي يحكي مأساة أب أفغاني يعيش معضلة البقاء غير الشرعي في إيران، وجائزة أفضل وثائقي لفيلم “الموسم الضائع” الذي يوثق حياة سكان قرية إيرانية طحنتها موجات الجفاف والغبار. كما حاز المخرج الإيراني إبراهيم أميني جائزة أفضل مخرج عن فيلم “عيون الشرق”، الذي تناول قصة مراهقة تقع في حب مغنٍ كوري، فيما حصل الفيلم نفسه على جائزة لجنة تحكيم شبكة “نيتبك” إلى جانب الفيلم الروسي “في مايو 1944”.
وواصلت السينما الإيرانية تألقها بجائزة جديدة لفيلم “كل شيء من أجل رانا” الذي طرح قضية إنسانية مؤثرة لأسرة تبحث عن قلب جديد لابنتها، متناولاً أسئلة حول الحب والفقد وأخلاقيات الطب. كما تقاسم فيلم “مخدومقلي فراغي”، وهو إنتاج مشترك لأوزبكستان وتركمانستان، جائزة “روسيا-العالم الإسلامي”، حيث تناول سيرة الشاعر والفيلسوف التركماني الكبير فراغي، مسلطاً الضوء على محطات من حياته الدراسية والفكرية.
هكذا، عكست الدورة الـ21 لمهرجان قازان تنوعاً فنياً وثقافياً غنياً، جمع بين قصص إنسانية عابرة للحدود وتجارب سينمائية من مختلف أنحاء العالم.
سينفيليا