الرئيسيةالسينما العربيةنجوم هوليوود يدعمون فيلم “صوت هند رجب” التونسي قبل العرض العالمي في فينيسيا

نجوم هوليوود يدعمون فيلم “صوت هند رجب” التونسي قبل العرض العالمي في فينيسيا

في خطوة سينمائية استثنائية، حظي الفيلم التونسي الجديد “صوت هند رجب” (The Voice of Hind Rajab) للمخرجة كوثر بن هنية بدعم غير مسبوق من مجموعة من أبرز نجوم هوليوود، قبل عرضه العالمي الأول في مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي الدورة 82. وقد شكّل هذا الدعم دفعة قوية للفيلم، الذي يتناول مأساة حقيقية لفتاة فلسطينية قُتلت في غزة، ويستعد ليكون مرشح تونس الرسمي لجائزة أفضل فيلم روائي عالمي في الدورة الثامنة والتسعين من جوائز الأوسكار.

دعم النجوم: قوة جذب إعلامية وجوائز مرتقبة

انضمام أسماء لامعة مثل براد بيت، خواكين فينيكس، روني مارا، ألفونسو كوارون، وجوناثان غليزر إلى المشروع كمنتجين منفذين لم يكن مجرد إعلان دعائي، بل حركة استراتيجيّة كان لها أثر كبير في تسليط الضوء على الفيلم وجذب اهتمام الإعلام والجمهور. ويكشف الفيلم في نهاياته عن شراكات إنتاجية مع شركات بارزة مثل Plan B التابعة لبراد بيت وديدي غاردنر وجيريمي كلاينر، إضافة إلى Film4 البريطانية وMBC Studios الشرق أوسطية.

كما انضم إلى طاقم الإنتاج الشخصيات العامة المؤثرة، من بينها جميما خان الصحفية السابقة والمحولة إلى منتجة، ورجل الأعمال الكندي ومؤسس Lionsgate السابق فرانك جيسترا، ومصممة المجوهرات والمشهورة الاجتماعية سابين غيتي. وقد حصلت مها دخيل من وكالة CAA على تقدير خاص في قسم الشكر من المنتجين.

هذه الأسماء لم تضف فقط قيمة تسويقية، بل من المتوقع أن يكون لها دور كبير في انتشار الفيلم عالميًا وربما مساهمتها في فوزه بجوائز دولية، كما جرى مع عدة أفلام سابقة استفادت من دعم النجوم العالميين قبل المهرجانات.

قصة مأساوية حقيقية: نداء هند الأخير

يستعرض الفيلم التسجيل الصوتي الحقيقي للطفلة هند رجب قبل أن تُقتل هي وعائلتها على يد القوات الإسرائيلية في قطاع غزة. يظهر الفيلم اللحظات الأخيرة لهند، وهي تستغيث عبر الهاتف بجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، دون أن يتمكن أحد من إنقاذها، ما يعكس مأساة إنسانية حقيقية خلف أحداث الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

هذا البعد الإنساني والواقعي في الفيلم يضفي عليه عمقًا دراميًا، ويمنحه مصداقية كبيرة أمام المهرجانات الدولية، حيث لا يكتفي الفيلم بالسرد التقليدي، بل يربط المشاهد مباشرة بالصوت والصورة للأحداث المأساوية.

مسار عرض دولي: من فينيسيا إلى الأوسكار

بعد العرض العالمي الأول في مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي، يواصل الفيلم رحلته عبر مهرجانات كبرى حول العالم، من بينها تورنتو، سان سيباستيان، بوسان ولندن، وسط ترجيحات قوية بأن يمثل تونس في سباق الأوسكار المقبل.

كوثر بن هنية ليست غريبة عن المنافسة على الأوسكار؛ فقد رشحت مرتين سابقًا عن أفلامها “الرجل الذي باع جلده” و**“بنات ألفة”**، ما يعكس خبرتها في تقديم محتوى سينمائي تونسي يلقى صدى عالميًا.

الإخراج والابتكار السينمائي

يعتبر فيلم “صوت هند رجب” استمرارًا لمسيرة بن هنية في المزج بين السينما الواقعية والدراما الإنسانية، حيث يعتمد أسلوبًا مبتكرًا يجمع بين التسجيلات الصوتية الحقيقية والسرد البصري، ما يخلق تجربة سينمائية مؤثرة.

كما تبرز براعة المخرجة في توظيف أسماء النجوم العالميين ليس فقط كأداة تسويقية، بل كضمانة لتوسيع نطاق التوزيع الدولي وإتاحة الفيلم لجمهور أوسع، ما يعكس فهمًا دقيقًا لأهمية العلاقات الصناعية والشبكات السينمائية في تحقيق النجاح العالمي.

فيلم صوت هند رجب
فيلم صوت هند رجب

السياق الإنساني والسياسي

الفيلم لا يقتصر على الجانب الفني فقط، بل يحمل رسالة إنسانية قوية حول مأساة الأطفال الفلسطينيين في مناطق الصراع. من خلال توثيق نداءات هند رجب الأخيرة، يسعى الفيلم إلى تسليط الضوء على الواقع الإنساني الصعب، وجذب الانتباه الدولي إلى قضايا حقوق الإنسان.

ويرى النقاد أن مثل هذه الأعمال السينمائية تلعب دورًا مهمًا في رفع مستوى الوعي العالمي، وتحفيز النقاش حول العدالة الإنسانية والسياسية، حيث تدمج بين الفن والالتزام الإنساني.

التوقعات المستقبلية للفيلم

مع الدعم غير المسبوق من نجوم هوليوود والمسار الدولي الذي يسلكه الفيلم، تشير التقديرات إلى أن “صوت هند رجب” قد يحظى بانتشار واسع بين جمهور المهرجانات، وربما يصل إلى التوزيع التجاري في أسواق عربية وغربية.

كما يتوقع الخبراء أن يكون لهذا الفيلم دور بارز في تعزيز مكانة السينما التونسية على الساحة العالمية، بعد سلسلة النجاحات التي حققتها أفلام كوثر بن هنية السابقة، ما يرفع سقف التوقعات حول الجوائز المحتملة، خاصة في فئة أفضل فيلم روائي عالمي في الأوسكار.

المخرجة كوثر بن هنية
المخرجة كوثر بن هنية

خلاصة

فيلم “صوت هند رجب” ليس مجرد إنتاج سينمائي تونسي، بل مشروع عالمي يحمل رسالة إنسانية قوية، مدعومًا بأسماء لامعة من نجوم السينما والصناعة، ومسار عرض دولي واسع. يجمع الفيلم بين الحدث الواقعي المأساوي والابتكار السينمائي، مما يجعله أحد أبرز الأفلام المنتظرة في موسم المهرجانات، ومنافسًا محتملًا على الجوائز الكبرى، بما في ذلك الأوسكار.

سينفيليا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *