بدأ النجم الأمريكي أوستن باتلر، المرشّح لجائزة الأوسكار، في مراجعة منهجه التمثيلي بعدما عاش تجربة صعبة مع أسلوب “الممثّل المنهجي” (Method Acting)، الذي اعتمد عليه بشكل كامل خلال تجسيده شخصية إلفيس بريسلي في فيلم Elvis عام 2022، وهي تجربة انتهت به منقولًا على وجه السرعة إلى المستشفى بسبب ما وصفه بانهيار جسدي تام.
باتلر كشف في حوار مطوّل مع مجلة Men’s Health، على هامش فيلمه الجديد Caught Stealing من إخراج دارين أرونوفسكي، أن رحلته مع هذا الأسلوب في الأداء جعلته يدرك أنه لا يجب أن يكون التمثيل دائمًا عملية “مؤلمة” تقوده إلى الانكسار النفسي والجسدي. وأضاف: “طوال فترة من حياتي، كنت أظن أن عليّ أن أخرج من كل دور محطمًا، لكنني تعلّمت أن مواجهة الجوانب المظلمة في الذات لا تعني بالضرورة إنكارها أو إلغائها، بل إيجاد طريقة لدمجها بشكل صحي”.
ورغم مواصلته لعب أدوار درامية معقدة، إلا أن الممثل الشاب أصبح يبحث عن التوازن في حياته اليومية. فقد استفاد كثيرًا من تجربته مع توم هاردي خلال تصوير فيلم The Bikeriders عام 2023، حيث لاحظ عاداته بعد انتهاء التصوير: “كان يعود إلى المنزل مرتديًا سترة أثقال، ويؤدي ألف قفزة صندوقية”، يقول باتلر، مشيرًا إلى أن هذا الالتزام بالرياضة والعادات البسيطة كان له أثر إيجابي عليه. وأضاف: “أنا بدوري أحاول أن أتبنى عادات صغيرة تساعدني مثل التمارين، الاستحمام بالماء البارد، أو مجرد قضاء بعض الوقت تحت أشعة الشمس. أحيانًا تكون هذه التفاصيل البسيطة هي الأكثر أهمية”.
أما جيريمي ألين وايت، زميله في فيلم Enemies من إنتاج A24، فأكد أن باتلر أصبح في مرحلة يسعى فيها لتقديم أفضل أداء ممكن، لكن دون أن يفقد استقراره النفسي، قائلاً: “أظن أنه يبحث عن التوازن، إلى جانب التزامه بفنه”.
وبعيدًا عن زملائه أمام الكاميرا، كان للنجمة لورا ديرن دور مؤثر في تغييره لطريقته في التعامل مع الأدوار الثقيلة. فبعد لقاء جمعهما في مناسبة فنية، نصحته بأن “استكشاف الجوانب المظلمة في الذات” لا يعني السماح لها بتدمير بقية حياته. ويقول باتلر عن نصيحتها: “هي ساعدتني على أن أرى أن العودة من هذه الأدوار ممكنة، بل وربما تكون فرصة للشفاء والاندماج النفسي. يمكن أن يكون الأمر علاجيًا بشكل أو بآخر”.
هكذا، يبدو أن أوستن باتلر قد بدأ فصلًا جديدًا في مسيرته الفنية، حيث يسعى لتقديم أدوار مؤثرة دون أن يدفع ثمنًا قاسيًا من حياته الشخصية، مستفيدًا من دعم وتجارب أسماء بارزة مثل توم هاردي ولورا ديرن، الذين ساعدوه على اكتشاف أن الفن لا يجب أن يكون طريقًا إلى الألم بقدر ما يمكن أن يكون سبيلًا للتوازن والشفاء.