في أمسية مبهرة بمدينة لوكارنو السويسرية، خطف النجم العالمي وأيقونة السينما الآسيوية جاكي شان الأضواء خلال الدورة الـ78 لمهرجان لوكارنو السينمائي، حيث تم تكريمه بجائزة الفهد الذهبي الفخري (Pardo alla Carriera) عن مسيرة امتدت أكثر من ستة عقود في عالم الفن السابع.
حظي شان باستقبال حافل في ساحة بيازا غراندي التاريخية، حيث هتف الجمهور باسمه قبل حتى أن يطل على خشبة المسرح. وبمجرد وصوله، حيّا الحاضرين بكلمة “Buona sera” بالإيطالية، ثم مازحهم قائلاً إن الجائزة “ثقيلة جداً”.
في كلمته المؤثرة، أعرب شان عن سعادته العميقة قائلاً: “أنا سعيد وممتن للغاية لوجودي هنا، وأشكر لوكارنو والجمهور على منحي هذه الجائزة المميزة، وأشكر جميع المخرجين والنجوم حول العالم الذين جعلوني أبدو في أفضل صورة، وأخص بالشكر جمهوري الوفي في كل مكان، لأنكم السبب في وقوفي هنا اليوم”.
واستعاد النجم ذكريات مع والده الذي سأله يوماً إن كان سيظل قادراً على القتال بعد سن الستين، فأجاب مبتسماً وسط تصفيق الحضور: “عمري الآن 71 عاماً وما زلت أستطيع القتال”. وأضاف بفخر: “هذه السنة أحتفل بـ64 عاماً في صناعة السينما”، قبل أن يختم رسالته بدعوة للوحدة والسلام قائلاً: “الحب والسلام… أحبكم جميعاً! Ti amo”، مرفقاً عبارته بقبلات في الهواء.
الاحتفاء لم يتوقف عند منصة التكريم، فقد كان الحماس واضحاً في كل أرجاء المدينة، إذ ارتدى المعجبون قمصاناً تحمل صور شان ورفعوا لافتات كتب عليها “I Love Jackie Chan”. ومع ظهوره على الشاشة الكبيرة وهو يلتقط صوراً من شرفة مطلة على الساحة، دوّى التصفيق والهتاف. وعند وصوله إلى السجادة الحمراء، ألهب الأجواء بابتساماته وتحياته للمصورين، وحتى بأداء وقفة قتالية استعرض فيها جانباً من روحه المرحة.
كجزء من التكريم، قدّم شان بنفسه فيلمين من أشهر أعماله التي أخرجها ومثل بطولتها: “مشروع A” (1983) و**”قصة شرطي” (1985)**، وهما من العلامات الفارقة في مسيرته.
مدير المهرجان الفني جيونا أ. نازارو وصف تكريم شان بأنه حلم تحقق لعشاق السينما، مشيداً بمسيرته التي أعادت صياغة قواعد السينما العالمية، سواء من خلال أعماله في هونغ كونغ أو في هوليوود، قائلاً: “جاكي شان مخرج، ممثل، كاتب، مغنٍ، رياضي، ومنفذ مشاهد خطيرة، وهو أحد أكثر الوجوه شهرة في العالم منذ ما يقرب من 60 عاماً”.
يُذكر أن جائزة الفهد الذهبي الفخري تُمنح بدعم من هيئة السياحة في أسكونا-لوكارنو، وقد حصل عليها في سنوات سابقة أسماء بارزة مثل جونّي تو وكوستا غافراس وشاه روخ خان العام الماضي.
سينفيليا
