تتنافس المخرجة السودانية سوزانا ميرغني بفيلمها الروائي الطويل الأول “ملكة القطن” ضمن مسابقة أسبوع النقاد في الدورة 82 من مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي، التي تقام من 27 غشت إلى 6 شتنبر 2025، في عمل درامي نسوي ينهل من الواقع السوداني بطابع شاعري وسردي بصري آسر.
تدور أحداث الفيلم في قرية سودانية يشتهر أهلها بزراعة القطن، حيث تنشأ “نفيسة” في كنف جدتها، “الست”، التي تحكي لها بطولات الماضي ومقاومة الاستعمار البريطاني. لكن قدوم مستثمر شاب من الخارج يحمل مشروعًا جديدًا وزرعًا معدّلًا وراثيًا، يقلب موازين القرية، ويضع “نفيسة” في قلب صراع بين الماضي والمستقبل، والتقاليد والتغيير.
في هذه اللحظة المفصلية، تكتشف نفيسة ذاتها وتتحول من فتاة صامتة إلى صوت للمقاومة والحرية، في رحلة ذاتية لا تعود بعدها كما كانت، شأنها شأن قريتها التي تقف على عتبة تحوّل جذري.
“ملكة القطن” من تأليف وإخراج سوزانا ميرغني، ويشارك في تصويره مديرة التصوير فريدا مرزوق، صاحبة التجربة الثرية، كما يتولى تأليف الموسيقى التصويرية الملحن العالمي أمين بوحافة، فيما أنجز المونتاج الثلاثي أمبارو ميخياس، سيمون بلاسي، وفرانك مولر. الفيلم من بطولة مهاد مرتضى، رابحة محمد محمود، طلعت فريد، حرم بشير، محمد موسى، وحسن محي الدين.
يتولى توزيع الفيلم في العالم العربي MAD Distribution بالتعاون مع Film Clinic Indie Distribution، وهو إنتاج مشترك بين مؤسسات من ألمانيا، فرنسا، فلسطين، مصر، قطر، والسعودية، بمشاركة أسماء بارزة في الإنتاج السينمائي مثل كارولين دوب، ديدار دومهري، آن ماري جاسر، محمد حفظي، علاء كركوتي، وغيرهم.
تصف ميرغني فيلمها بأنه “صرخة في وجه القيود”، وتساؤل وجودي حول كيف يمكن لفتاة سودانية أن تتجاوز الصمت والخضوع، لتشق طريقها نحو القوة والاستقلال، وسط مجتمع تحكمه تناقضات الحياة بين القديم والجديد، والتراتبية الأبوية الصارمة.
وتوضح المخرجة أن الفيلم يتناول قضايا مثل ختان الإناث، والزواج القسري، واستغلال النساء، من خلال منظور فتاة في طور التحوّل، تسعى لفهم ذاتها وامتلاك مصيرها. وأضافت: “في السودان، لا توجد صناعة سينمائية متكاملة، بل محاولات فردية متناثرة، وهذا ما يجعلني أكثر إصرارًا على خلق مساحة لصوت الأنثى السودانية، لحلم عن وطن أكثر عدلًا وإبداعًا.”
سبق لسوزانا ميرغني أن أخرجت عددًا من الأفلام القصيرة مثل “الست”، الحائز على جوائز دولية عديدة بينها جائزة Canal+ بمهرجان كليرمون فيران، وفيلم “صوت افتراضي” الذي عُرض بمهرجان تريبيكا، بالإضافة إلى وثائقي “كامالا إبراهيم إسحاق: حالات الوحدة”، في تعاون مع معارض سربنتين. أما “ملكة القطن”، فقد فاز بجائزة “آرتكينو” في مهرجان كان 2022، مما مهّد الطريق لانطلاقه العالمي في فينيسيا 2025.
سينفيليا
