لقد طال انتظار عمل فني يدمج بين قوة الأداء الصوتي والعمق العائلي وتفاعل شخصي من داخل النجومية، وهو ما تحقّق بالفعل في أحدث مشروع لنجمة البوب والموضة Rihanna مع فيلم الحركة العائلي الجديد Smurfs. في قلب هذه المغامرة، تُقدّم Rihanna شخصيتها المحبوبة Smurfette، بعد شغف مبكر بالرموز الزرقاء، لتقديم أداء صوتي ينبض بالعاطفة والدفء، وما يميّز الأمر هو أنها ليست فقط صوتًا مألوفًا بل شريكًا في صناعة العمل: بصفتها منتجة، أخذت Rihanna دورًا فعّالًا في تقرير نهج العمل، من الإخراج الموسيقي إلى اختيار النهج الفني العام.
حضور Rihanna في المهرجانات العالمية كان مشهدًا لافتًا بدءًا من العرض العالمي في بروكسل، مرورًا بجذب الأنظار في باريس، وانتهاءً بأمسية ساحرة على السجادة الزرقاء في لوس أنجلوس بتاريخ 13 يوليو 2025. ارتدت فستان Saint Laurent بنقشة دانتيل باللون البني الفاخر، أكمَلته بصدرية عسكرية جلدية، فيما حرصت على مشاركة أبناءها RZA وRiot في لحظات عائليةٍ ساحرة، ارتدوا بدورهم أزياء Dior مصغّرة، بدعم من تعاون Jonathan Anderson، وهو ما انعكس كمشهد إثبات أن الفن والعائلة تعيشانه في كل تفاصيل حياتها .
الألوان الهادئة، والقطع الراقية التي اختيرت بعناية، وأسلوب “الأزياء الموجهة للرضع”، أضفت لمسة ساحرة: Riot ارتدَ سترة خضراء مزدوجة الصدر مع شورت أبيض، بينما ارتدى RZA قميصًا ورديًا وربطة عنق، مع بنطال كارغو أخضر—تصميمات تنم عن رؤية رشيدة ومفصلة في تنسيق ملابس الأطفال حتى سن مبكرة .
لكن عن خلف الكواليس، كانت Rihanna أكثر فخرًا بالمشاركة التي تعدّت الظهور: من خلال صوتها وشغفها بشخصية Smurfette كشفت رؤيتها للتفاصيل وجعلتها “المناسبة تمامًا لهذا الدور”، حسب تصريحات Ramsey Naito، رئيس Paramount & Nickelodeon Animation، واعتراف صريح من المخرج Chris Miller بأن الارتباط العاطفي لفيلم الذكريات الصبيانية من مرحلة الطفولة كان الدافع الحقيقي وراء دعم Rihanna لهذا المشروع.
لكن طبيعة “Smurfs” لم تكتفِ بدور التمثيل: Rihanna توّجت حضورها الفني بإطلاق أول أغنية جديدة لها منذ سنوات، بعنوان “Friend of Mine”، والتي صدرت في 16 مايو 2025 ضمن الساوندتراك، وتعدّ أول أغنية جديدة منذ “Lift Me Up” لفيلم Black Panther: Wakanda Forever 2022. الأغنية تتميز بإيقاع Synth‑Heavy يعكس التيمة الموسيقية للأطفال، وقد لاقت تفاعلًا واسعًا عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث وصِفت “بنجاحها المفاجئ كأنغام صيفية” وعنصر من التفاعل الفيروسي المحتمل.
ردود فعل الجمهور تنوعت بين الحماسة والانتقاد: بعضهم احتفل بها باعتبارها “موسيقى للأجيال الصغيرة”، فيما عبر آخرون عن رغبتهم بأعمالها المعتادة بعبارات مثل:
“I just want Rihanna the singer back”
ومع ذلك، فإن الأغنية حققت حضورًا بارزًا لدى الأطفال، ما دعا البعض لتفسيرها كـ”فيروسي للأطفال” يمتد أثره لعائلات تتعاطى مع الفيلم .
أناجي بالرؤية الموسيقية، قابل Rihanna تعاونًا مميزًا مع James Corden في أداء بعض المقاطع ضمن الساوندتراك، وهو تعاون نادر ومفاجئ جذاب؛ Corden كشف أنه حاول لسنوات دعوة Rihanna لبرنامج Carpool Karaoke دون أن يفلح، إلّا أن الفكرة وجدت صدًى في المشروع الصوتي الجديد الذي أثبت “مهارات صوتية لم يكن يتخيلها”.
من الجانب السينمائي، يجمع عمل Chris Miller الذي سبق أن أخرج “Puss in Boots” وتقاليد الأفلام العائلية، بين القالب الموسيقي والحكاية الكوميدية المغامَرة: Smurfette ورفاقها ينطلقون في رحلة لإنقاذ Papa Smurf من ساحرين شريرين، وسط توليفة متنوعة من المواهب الصوتية من أمثال John Goodman، Sandra Oh، Octavia Spencer، وغيرها—تشكيلة تضفي جدية وحيوية على العمل الفني.
في المجمل، يقدم “Smurfs” تجربة مركبة، تنطوي على:
-
مشاعر الأمومة والهوية الفنية: Rihanna توجه مشروعًا تلفيقياً يجسد ربطها بالماضي والمستقبل عبر الفن والإنتاج والعائلة.
-
انعكاس اهتمام المجتمع الحديث بالأسرة والجماليات، من خلال تركيزها على الأزياء العائلية في العرض الرسمي.
-
تقاطع الترفيه الجماهيري مع صناعة موسيقى حديثة, ممثّلة في استعادة Rihanna للدور الموسيقي وتحقيق نقلة بعد سنوات من الغياب عنها كامرأة قبل أيقونة فنية.
باختصار، قد لا يكون “Smurfs” توقيع Rihanna الأكبر في المضمون السينمائي، لكن ظهوره كمشروع يحمل توقيعًا فنيًا عميقًا يجعل منه حدثًا ثقافيًا يبحث في مفهوم الشهرة، والتجديد، والأمومة في قلب الإنتاج الفني.
سينفيليا
