يستعد الفنان والمخرج المغربي سعيد الناصيري للعودة إلى الساحة السينمائية من خلال فيلم جديد يحمل عنوان “تسخسيخة”، أو “Lagalag” بالتسمية الفرنسية، في تجربة تجمع بين الكوميديا الاجتماعية والدراما، وتغوص في أعماق الأزمات النفسية والاجتماعية التي تواجهها شريحة من الأسر المغربية الهشة.
تسخسيخة… حين يتحول الانهيار إلى حكاية سينمائية
في تصريح خص به موقع هسبريس، كشف سعيد الناصيري أن فيلمه الجديد يقدم معالجة فنية لـ”حالة التسخسيخ”، وهو تعبير دارج يرمز إلى الانهيار العصبي والجسدي الناتج عن الضغوط والإجهاد المستمر. وأضاف أن الفيلم يسلط الضوء على أسرة مغربية تتعرض لسلسلة من الأزمات النفسية والاجتماعية، ما يجعلها تعيش واقعًا هشًا ومعقدًا.
ورغم أن الترجمة النهائية لعنوان الفيلم لم تُحسم بعد، إلا أن “تسخسيخة” تبقى الأقرب، نظرًا لوقعها المباشر على المتلقي المغربي وارتباطها بالبيئة الاجتماعية المحلية.
قصة الفيلم: فقدان، اختطاف، ومواجهة مع المجهول
تدور أحداث الفيلم في مدينة الدار البيضاء وضواحيها، حيث جرى تصوير مشاهده خلال الأسابيع القليلة الماضية. تبدأ القصة بوفاة رب أسرة في ظروف غامضة، فتجد الزوجة نفسها في مواجهة مصير غامض، فتضطر للاستنجاد بشقيقها لمساعدتها على تجاوز المحنة.
غير أن الأمور تأخذ منحىً أكثر تعقيدًا حين يتورط الاثنان في سلسلة من الأحداث المتشابكة، ويجدان نفسيهما في مواجهة مافيا الكوكايين، بعد أن يتعرض ابن البطلة للاختطاف من طرف عصابة تطالب بفدية مالية وكميات من المخدرات تمت سرقتها منها.
إنتاج خاص بعيدًا عن الدعم العمومي
في ذات التصريح، أوضح الناصيري أن الفيلم من إنتاج خاص للمنتج مصطفى الربادي، ولم يستفد من الدعم العمومي الذي يقدمه المركز السينمائي المغربي، وهو نهج اختاره الناصيري في عدد من أعماله الأخيرة، مفضلًا الاشتغال خارج منظومة الدعم الرسمية لضمان استقلاليته الفنية والإنتاجية.
عودة حنان الإبراهيمي إلى الشاشة الكبيرة
يشارك في بطولة فيلم “تسخسيخة” ثلة من الممثلين المغاربة، من بينهم النجمة حنان الإبراهيمي، التي تعود إلى السينما بعد فترة من الغياب، إلى جانب كل من جواد العلمي، زكرياء عاطفي، وأمين بنجلون، إضافة إلى أسماء أخرى من الساحة الفنية المغربية.
ويُرتقب أن يشكل هذا العمل فرصة لإبراز طاقات فنية جديدة وتجديد الحضور الفني لمجموعة من الأسماء التي طبعت ذاكرة المتفرج المغربي في فترات سابقة.
فيلم “الشلاهبية”.. عمل آخر ينتظر دور العرض
على صعيد آخر، أنهى سعيد الناصيري مؤخرًا تصوير وتوضيب فيلم سينمائي آخر بعنوان “الشلاهبية”، الذي أصبح جاهزًا للعرض في القاعات السينمائية الوطنية. ويتطرق هذا العمل إلى كواليس الحملات الانتخابية وما يرافقها من تجاوزات وفساد انتخابي، في قالب كوميدي ساخر يعري واقع السياسة في المجتمع المغربي.
نظرة مستقبلية: عودة قوية عبر بوابة السينما
يبدو أن سعيد الناصيري يسعى إلى استعادة مكانته في المشهد السينمائي المغربي من خلال أعمال تلامس قضايا المجتمع بجرأة فنية وتوجه نقدي ساخر. وبالعودة إلى فيلم “تسخسيخة”، يتضح أن الرهان ليس فقط على الجانب الترفيهي، بل أيضًا على تحميل الفن رسالة اجتماعية، تستفز تفكير المتلقي وتلامس قضاياه اليومية.
فهل تنجح “تسخسيخة” في اختراق جدار السينما المغربية واستعادة ثقة جمهور بدأ يبحث عن محتوى فني أكثر واقعية وعمقًا؟
سينفيليا