الرئيسيةالسينما العالمية“Jurassic World: Rebirth”… محاولة سينمائية لإحياء السلسلة وسط رهان عالمي على النجاح

“Jurassic World: Rebirth”… محاولة سينمائية لإحياء السلسلة وسط رهان عالمي على النجاح

Jurassic World: Rebirth – فصل جديد يعيد إحياء السلسلة الأسطورية

بعد أكثر من ثلاثة عقود على انطلاقة سلسلة “Jurassic Park” الأسطورية، ومرور قرابة عقد على إعادة إطلاقها بعنوان “Jurassic World”، تعود السلسلة في 2025 بفصل جديد يحمل عنوانًا لافتًا: “Jurassic World: Rebirth”. لكن هذه العودة ليست مجرد تتمة، بل إعادة إقلاع كاملة تُراهن على دم جديد ورؤية إخراجية مستقلة بقيادة المخرج البريطاني غاريث إدواردز.

في عالم السينما، هناك لحظات مفصلية لا تتكرر كثيرًا. واحدة من تلك اللحظات، دون شك، هي انطلاقة “Jurassic Park” في 1993، الفيلم الذي رسّخ الديناصورات في المخيال السينمائي العالمي، وأعاد تعريف حدود المؤثرات البصرية. لكن مع الوقت، وخصوصًا بعد الجزء الأخير من الثلاثية الثانية Jurassic World: Dominion (2022)، بدأت بعض الأصوات تنتقد الإرهاق الإبداعي والتكرار في السرد، ما دفع المنتجين والمخرجين للبحث عن طريق جديد يعيد البريق إلى واحدة من أكثر العلامات التجارية السينمائية ربحًا في التاريخ.

رؤية جديدة لكون مألوف

مع اختيار المخرج غاريث إدواردز لقيادة المشروع الجديد، بدا أن “يونيفرسال بيكتشرز” تسعى بوضوح إلى ضخّ روح جديدة في السلسلة. إدواردز ليس غريبًا عن المشاريع الضخمة، فقد أخرج في السابق Godzilla (2014) وRogue One: A Star Wars Story (2016)، وهو ما يجعله أحد أبرز المخرجين الذين يجيدون الموازنة بين الحس البصري المبتكر وضغوط الإنتاج الضخم.

لكن الجديد هنا أن “Rebirth” لا يُعد مجرد فصل جديد، بل أقرب إلى “إعادة تشغيل روحي” للسلسلة. لم يُطلب من إدواردز البناء على ما سبق، بل العكس تمامًا: “لقد طلبوا مني إعادة ضبط كاملة” حسب ما صرح به في مقابلة مع The Hollywood Reporter. وهذا ما يفسر أيضًا غياب الشخصيات السابقة بالكامل، سواء من السلسلة الأصلية أو من ثلاثية “العالم الجوراسي”.

من المجازفة إلى الانبعاث

السؤال الذي يطرحه النقاد والمهتمون الآن: هل يُمكن لسلسلة بحجم Jurassic، مع تراثها الثقيل وجمهورها العالمي، أن تنجح في إعادة اختراع ذاتها دون أن تخسر جمهورها؟

إجابة إدواردز على هذا التحدي كانت ذكية: لم يحاول استنساخ التجربة، بل أراد أن يعيد تعريفها. عندما تسلّم السيناريو لأول مرة، لم يكن يحتوي حتى على عنوان Jurassic، وكان من الممكن اعتباره فيلمًا جديدًا كليًا. هذا النهج يؤكد أن الفيلم ليس تكملة وإنما تأمل جمالي وفني في معنى العالم الجوراسي بعيون 2025.

من مجلة إلى اجتماع مع سبيلبرغ

رغم ضخامة المشروع، فإن قصة اختيار إدواردز للموقع الإخراجي تحمل بُعدًا شخصيًا ودراميًا بقدر ما هي سينمائية. فقد علم عبر مجلة صناعية أن يونيفرسال تبحث عن مخرج جديد، فقرر إرسال عرض مبتكر للغاية لدرجة أنه أثار إعجاب المنتج فرانك مارشال، الذي بدوره نظّم لقاءً مع الأسطورة ستيفن سبيلبرغ، الأب الروحي للسلسلة.

وفقًا لإدواردز، فقد شرح رؤيته للفيلم بطريقة إبداعية جعلت سبيلبرغ يطلب نسخًا من دفاتره الخاصة التي رسم فيها خططه البصرية والفكرية. هذا اللقاء ليس مجرد تفاصيل علاقات عامة، بل يعكس روح التجديد التي يحملها المشروع.

هدوء قبل العاصفة… الديناصورات تعود!

حتى اللحظة، لم تكشف الاستوديوهات الكثير عن تفاصيل القصة أو الشخصيات. ولكن الواضح أن الفيلم سيحتفظ بجوهر السلسلة: الصراع بين العلم والطبيعة، بين الشركات الجشعة والكائنات التي لا تُروّض، وبين الإنسان وغروره التقني.

لكن الجديد، حسب ما صرح به إدواردز، هو التخلّي عن “العالم المفتوح” الذي طبع الجزء الأخير، والعودة إلى مساحة أكثر تركيزًا وأقرب للرعب والدهشة الأصلية التي صنعت نجاح فيلم 1993.

ميزانية كبيرة وضغوط هائلة

يُقال إن ميزانية “Rebirth” تتجاوز 180 مليون دولار، ما يضع ضغطًا هائلًا على نجاحه في شباك التذاكر. مع ذلك، يُراهن المنتجون على حنين الجمهور وشغفه، خصوصًا في أسواق مثل الولايات المتحدة، وأوروبا، وآسيا، حيث لا تزال السلسلة تحظى بشعبية ضخمة.

ويُتوقع أن يكون العرض الأول يوم 2 يوليو 2025 في الولايات المتحدة وبريطانيا، ما يعني أنه يدخل في المنافسة الصيفية الساخنة. وقد عُرض الفيلم بالفعل في لندن في عرضه العالمي الأول يوم 17 يونيو، وسط تغطية إعلامية مشحونة بالتوقعات.

من الديناصورات إلى المعاني

بعيدًا عن الصراخ والركض وسط الزواحف العملاقة، تحمل سلسلة Jurassic عادة رسائل نقدية خفية حول أخلاقيات العلم، واستغلال الشركات، وغرور الإنسان في “تدجين” الطبيعة. فهل سيحمل “Rebirth” نفس العمق؟ أم سيكتفي بالعرض البصري؟

في مقابلاته، بدا إدواردز مهتمًا بإعادة إدخال هذه الأسئلة الفلسفية، لكن من منظور جديد. فبدل أن يتحدث الفيلم عن خلق الديناصورات، قد يتساءل: ماذا لو تعايشنا معهم منذ البداية؟ كيف يواجه الإنسان الطبيعي، المتوحش، بعد أن حاول احتواءه وفشل؟.

آراء النقاد والمشجعين

رغم السرية التي تحيط بالمشروع، فإن الآراء الأولية حول العرض الترويجي للفيلم تميل نحو الإيجابية. صحف مثل Empire وVariety وصفت اللقطات بأنها “مظلمة، مشحونة، ومختلفة”، وهو ما يعني أن الفيلم لا يحاول استنساخ النجاح، بل إعادة تعريفه.

في المقابل، لا تزال هناك أصوات تشكك في قدرة الفيلم على تحقيق توازن بين التوقعات العالية وضرورة التجديد. فهناك جمهور يتوق لرؤية الشخصيات القديمة، مثل ألان غرانت وإيان مالكوم، وآخرون يُفضّلون مغامرة جديدة دون الارتباط بالماضي.

بين المخاطرة والفرصة

في صناعة تفضّل التتمات الآمنة على المغامرات، يُعد مشروع مثل Jurassic World: Rebirth مغامرة نادرة. لكنه أيضًا فرصة نادرة لسلسلة كادت تتحوّل إلى نسخة باهتة من نفسها أن تستعيد مجدها الأول، لكن بعين سينمائية ناضجة وعصرية.

فهل سينجح الفيلم في إعادة تعريف “العالم الجوراسي” كما فعل الجزء الأول قبل ثلاثين عامًا؟ وهل يستطيع غاريث إدواردز، بتجربته الفنية والبصرية، أن يمنح السلسلة حياة ثانية؟ هذا ما ستكشفه الشاشات في صيف 2025.

معلومات عامة عن الفيلم:

  • العنوان: Jurassic World: Rebirth

  • المخرج: غاريث إدواردز

  • السيناريو: ديفيد كويب (كاتب الجزء الأول)

  • المنتجون: فرانك مارشال، باتريك كراولي

  • تاريخ العرض في بريطانيا وأمريكا: 2 يوليو 2025

  • تاريخ العرض في أستراليا: 3 يوليو 2025

  • النوع: خيال علمي / مغامرة / تشويق

  • مدة الفيلم المتوقعة: لم تُعلن بعد

  • الموسيقى: لم يُعلن عن اسم الملحن بعد

 

سينفيليا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *