افتُتحت الدورة الـ78 من مهرجان كان السينمائي في 13 مايو 2025، وسط أجواء مشحونة بالرسائل السياسية والإنسانية، حيث تحوّل السجادة الحمراء إلى منصة للتعبير عن قضايا العالم المعاصرة، متجاوزة حدود الفن إلى ميادين النضال من أجل الحرية والعدالة.
روبرت دي نيرو يتلقى السعفة الذهبية الفخرية

في لحظة مؤثرة، تسلّم الممثل الأمريكي روبرت دي نيرو السعفة الذهبية الفخرية تقديرًا لمسيرته الفنية الحافلة. قدم الجائزة النجم ليوناردو دي كابريو، الذي عبّر عن امتنانه العميق لتأثير دي نيرو على مسيرته الفنية، مشيرًا إلى أن مشاركتهما في فيلم “This Boy’s Life” عام 1993 كانت نقطة تحول في حياته المهنية .
في كلمته، لم يكتفِ دي نيرو بالتعبير عن شكره، بل استغل المنصة لتوجيه انتقادات لاذعة للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، محذرًا من التهديدات التي تشكلها سياساته على الديمقراطية والفنون. وأشار إلى خطط ترامب لفرض رسوم جمركية بنسبة 100% على الأفلام الأجنبية، معتبرًا ذلك تهديدًا للثقافة والإبداع العالمي .
جولييت بينوش: الفن كأداة للمقاومة

ترأست الممثلة الفرنسية جولييت بينوش لجنة تحكيم المهرجان، وألقت كلمة مؤثرة دعت فيها إلى التمسك بالإنسانية في وجه الأزمات العالمية. أشارت إلى معاناة المدنيين في غزة، وقرأت قصيدة للمصورة الصحفية الفلسطينية فاطمة حسونة، التي قُتلت في غارة إسرائيلية قبل عرض الفيلم الوثائقي الذي شاركت فيه .
كما تطرقت بينوش إلى قضايا التحرش الجنسي في صناعة السينما الفرنسية، مؤكدة على ضرورة مواجهة هذه الظواهر لحماية كرامة الإنسان والفن .
تكريم فاطمة حسونة وصوت غزة في كان
كان من المقرر أن تحضر المصورة الصحفية الفلسطينية فاطمة حسونة عرض الفيلم الوثائقي “ضع روحك على يدك وامشِ”، الذي يسلط الضوء على الحياة في غزة تحت الحصار. إلا أنها قُتلت مع عشرة من أفراد عائلتها في غارة إسرائيلية في أبريل 2025. أثار مقتلها موجة من الغضب، حيث وقع أكثر من 350 فنانًا ومخرجًا ومنتجًا على رسالة مفتوحة تدين صمت صناعة السينما تجاه مقتلها، وتدعو إلى تسليط الضوء على معاناة الفلسطينيين من خلال الفن.
تحديثات على قواعد اللباس والاحتفاء بالسينما العالمية
أدخل المهرجان تعديلات على قواعد اللباس، حيث تم حظر الملابس التي تروج للعري أو الأحجام المبالغ فيها، مع التأكيد على الأناقة والاحترام. كما شهد المهرجان حضورًا بارزًا للسينما الهندية، بمشاركة نجوم مثل آيشواريا راي باتشان، وعرض أفلام لمخرجين هنود في أقسام مختلفة من المهرجان.
اختتام
افتتاح مهرجان كان 2025 لم يكن مجرد احتفاء بالسينما، بل كان منصة للتعبير عن القضايا الإنسانية والسياسية التي تؤرق العالم. من خلال تكريم روبرت دي نيرو، وتوجيه الرسائل السياسية من قبل جولييت بينوش، وتسليط الضوء على معاناة غزة، أكد المهرجان على دور الفن كأداة للمقاومة والتغيير.