لم يمنع الحضور المكثف للفنان عبد الله ديدان في موسم رمضان الحالي، من خلال مشاركته في خمسة أعمال تلفزيونية، من نيل إشادة النقاد بقدرته الفريدة على تقمص أدوار متنوعة، متجنبًا فخ التكرار والنمطية.
عادة ما يُنظر بعين الانتقاد إلى احتكار الممثلين للشاشات خلال الموسم الرمضاني، إذ يرى البعض أن تكرار الظهور يحد من مصداقية الأداء ويُضعف التأثير على المشاهد. إلا أن ديدان استطاع أن يثبت عكس ذلك، حيث تألق في أدوار متعددة جعلت من حضوره المتكرر إضافة نوعية لكل عمل شارك فيه.
حضر ديدان هذا الموسم في مسلسلات “الدم المشروك” و”الشرقي والغربي” على القناة الثانية، و”رحمة” على قناة “إم بي سي5″، و”أنا وياك” و”جرح قديم” على القناة الأولى. وبرغم هذا التنوع، نجح في تقديم شخصيات مختلفة تمامًا عن بعضها البعض، ما أكسب أداءه احترام الجمهور والنقاد على حد سواء.
الناقد الفني أحمد سيجلماسي وصف ديدان بأنه “مبدع ومتمكن من أدواته الفنية”، مؤكدًا أن كثرة مشاركاته لم تؤثر على جودة أدائه، إذ تفادى الوقوع في فخ التكرار الذي غالبًا ما يسقط فيه ممثلون آخرون. بدوره، أشار الناقد واكريم في تدوينة على حسابه بـ”فيسبوك” إلى أن تواجد ديدان المكثف لم يكن عيبًا بقدر ما كان إثباتًا لقدراته الاستثنائية في تشخيص أدواره ببراعة.
أما الناقد زويرق، فقد عبر عن استمتاعه بالأداء الذي قدمه ديدان، مشيدًا بدوريه في مسلسلي “الدم المشروك” و”رحمة”، معتبرًا إياه الورقة الرابحة في العملين، على الرغم من انتقاده لباقي عناصرهما.
على الجانب الآخر، تعرضت الفنانة دنيا بوطازوت لانتقادات مشابهة لمشاركتها في خمسة أعمال رمضانية هذا الموسم، إلا أنها دافعت عن نفسها مؤكدة أن مهنتها كممثلة تفرض عليها التواجد باستمرار طالما تقدم شخصيات مختلفة. وأوضحت أن تصوير بعض الأعمال يبدأ قبل رمضان بعدة أشهر، ما يؤدي إلى تزامن عرضها في نفس الموسم.
ولم يكن ديدان وبوطازوت الوحيدين في هذا الوضع، فقد شهد الموسم الحالي ظهور أسماء أخرى في أكثر من عمل، مثل عزيز داداس وزهيرة صادق وسلوى زرهان. ورغم أن الظهور المتكرر لم يكن موفقًا دائمًا مع بعض الفنانين في مواسم سابقة، إلا أن ديدان استطاع أن يفرض نفسه بقوة ويكسب احترام النقاد والجمهور على حد سواء.
