الرئيسيةدراما و تلفزيونتكرار الوجوه الفنية في دراما رمضان المغربية: بين الاستراتيجية التسويقية والتأثير على المشاهد

تكرار الوجوه الفنية في دراما رمضان المغربية: بين الاستراتيجية التسويقية والتأثير على المشاهد

دراما رمضان المغربية

مع حلول شهر رمضان من كل عام، تبرز الدراما المغربية بمسلسلاتها المتنوعة، لكن هذا العام عاد الجدل حول ظاهرة تكرار نفس الممثلين في أغلب الأعمال الدرامية والكوميدية المعروضة على القنوات المغربية. هذه الظاهرة التي أصبحت سمة بارزة للإنتاجات الرمضانية تثير تساؤلات حول تأثيرها على تجربة المشاهدة، ودوافع الجهات المنتجة لاعتمادها، وما إذا كانت تؤثر سلبًا على جودة الأعمال الدرامية.

تأثير تكرار الممثلين على تجربة المشاهدة

يرى الناقد السينمائي عبد الكريم واكريم أن تكرار نفس الوجوه في الدراما الرمضانية المغربية يسبب ارتباكًا للمشاهد، حيث يجد صعوبة في التفاعل مع الشخصيات المختلفة عندما يؤديها نفس الممثلون في أعمال متزامنة. وقال واكريم في تصريح لموقع “اليوم24”: “الاعتماد على أسماء محددة بشكل مستمر في مختلف الأعمال الدرامية والكوميدية يخلق حالة من التشويش، إذ يصبح المشاهد غير قادر على التركيز مع الشخصيات الجديدة لرؤيته لنفس الممثل في عدة أدوار خلال فترة قصيرة.”

بالإضافة إلى ذلك، يعتبر هذا النهج ظلمًا لممثلين آخرين يتم تهميشهم رغم موهبتهم، حيث يتم التركيز على مجموعة محددة من الممثلين دون إفساح المجال لوجوه جديدة أو لمواهب شابة تبحث عن فرصة للظهور.

الناقد السينمائي عبد الكريم واكريم
الناقد السينمائي عبد الكريم واكريم

الاستراتيجية التسويقية ودور الإعلانات

من جهة أخرى، يرى بعض النقاد أن هذه الظاهرة ليست مجرد صدفة، بل تدخل ضمن استراتيجية تسويقية مدروسة. فالشركات المنتجة وشركات الإعلانات تلعبان دورًا مهمًا في فرض بعض الأسماء على الساحة الفنية، نظرًا لشهرتهم وتأثيرهم على الجمهور. فالممثل الذي يظهر في مسلسل ناجح يصبح وجهًا مألوفًا يسهل تسويقه في الإعلانات التجارية، مما يحقق أرباحًا كبيرة لهذه الشركات.

ويؤكد واكريم أن “الشركات المستشارة في مجال الإشهار لها دور كبير في إبراز بعض الممثلين على حساب آخرين، حيث أن الممثلين الأكثر ظهورًا في الإعلانات هم نفسهم الذين يحتكرون أدوار البطولة في المسلسلات الرمضانية، وهو ما يعزز مكانتهم على حساب فنانين آخرين.”

استثناءات لافتة في الأداء التمثيلي

رغم الانتقادات الموجهة إلى تكرار الوجوه الفنية، أشار النقاد إلى بعض الاستثناءات التي استطاعت تجاوز هذا الإشكال بفضل أدائها المتميز. ومن بين هؤلاء الممثل عبد الله ديدان، الذي نجح في تقديم شخصيات متنوعة بقدرات تمثيلية عالية، جعلته قادرًا على إقناع المشاهد رغم ظهوره المتكرر في أكثر من عمل.

نقد أداء دنيا بوطازوت

وفي السياق نفسه، تعرضت الممثلة دنيا بوطازوت لانتقادات بسبب أدائها الذي وصفه البعض بأنه يفتقر إلى التنوع. فبحسب واكريم، فإن “بوطازوت تعيد تقديم نفس الأداء في معظم أدوارها، إذ لا تزال متمسكة بأسلوب أداء الشخصية البدوية حتى عندما تلعب أدوارًا أخرى مثل شخصية امرأة الأعمال، مما يجعلها تبدو متكررة وغير قادرة على تقديم أداء جديد أو مختلف.”

خاتمة

يبقى تكرار نفس الممثلين في الدراما الرمضانية المغربية قضية مثيرة للجدل بين من يرى فيها استراتيجية تسويقية ناجحة، وبين من يعتبرها عاملًا يؤثر على جودة الإنتاجات الدرامية. وبينما يستمر هذا النقاش، يظل المشاهد المغربي في انتظار أعمال أكثر توازنًا تعكس تنوع الساحة الفنية المغربية وتفتح المجال أمام المواهب الجديدة لإثبات قدراتها.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *