متى ستفتح الخزانة السينمائية أبوابها في وجه الجمهور؟ لماذا تم تحنيط تراثنا وذاكرتنا السينمائية في هذه المقبرة السينمائية؟ أين هو مصير الأفلام التي تم ترميمها ورقمنتها؟
متى سيكون لنا الحق في اكتشاف وإعادة اكتشاف تراثنا البصري عبر برامج ” استعادة” “Rétrospectives” كما هو معمول به في كل الخزانات السينمائية في العالم؟ متى ستفتح هذه المعلمة، التي صرفت وتصرف عليها الملايير، أبوابها في وجه الأساتذة والطلبة الباحثين وكل المهتمين بسينمانا؟
وللأمانة، زرت كندا ( وهذا ليس من باب التباهي كما فعل السيد الوزير، ولكنها شهادة من باب الاستئناس عن الفوارق بين المؤسستين) سنة 2019 لإعداد للدورة 27 للمهرجان الدولي لفن الفيديو للدارالبيضاء، الذي خصصت مجمل فقراته للكبيك. زرت عدة مؤسسات فنية وثقافية في مونتريال والكبيك وأوتاوا، وكان ضمن برنامج اللقاءات الذي أضيف في آخر لحظة، زيارة الخزانة السينمائية للكبيك بمونتريال. صدقوني، أصبت بالدوار وأنا أكتشف حجم هذه المؤسسة وحجم أنشطتها التي لا تتوقف، وحجم الزوار. أتذكر حينها كان معرضا كبيرا عن هيتشكوك/تريفو، وما واكبه من عروض سينمائية ومناقشات ومحاضرات وتوقيع كتب…. اجتمعت بالمدير الفني للخزانة بعد أن طاف بي في كل أروقة الخزانة، وعبرت له عن اندهاشي وإعجابي عما يقومون به. واقترحت عليه خلق شراكة أولا مع المهرجان، وثانيا، إمكانية خلق شراكة أيضا مع الخزانة السينمائية المغربية، بحكم اهتمامي بالسينما إلى جانب فن الفيديو والفنون الرقمية. طبعا، لم أكن أتحدث باسم الخزانة أو باسم المركز السينمائي، ولكن كان مجرد فضول مني، بما أن الفرصة أتيحيت، لفتح قنوات الاتصال، ولما لا التعاون بين الخزانتين. طبعا، رحب المدير كثيرا بالفكرتين. ومن كثرة حماسي الزائد، حاولت ،عند عودتي الاتصال بالمديرة، لكنها لم تجب على مكالماتي. أصبت بخيبة امل كبيرة، رغم أني أعرف أن جل من يسير المؤسسات العمومية، لا يجيبون على المكالمات التي لا يعرفون أصحابها إلا نادرا. حتى صديقي سعيد المزواري اتصل بها مرارا لإجراء حوار معها لكنها لم تجبه. على أي هذا موضوع آخر.
في خضم ما أوردت، أتساءل الآن: متى سيفتح باب الترشيحات لإدارة هذه المؤسسة المنسية، بعد أن تبث بالملموس الفشل الذريع الذي أبان عنه المسؤولون في تدبيرها وتسييرها؟
ومتى سيفتح باب الترشيحات لإدارة المركز السينمائي المغربي؟ أليست الخزانة السينمائية والمركز السينمائي وجهان لعملة واحدة؟
والأهم من هذا كله، متى يتم إصلاح منظومة السينما المغربية؟ فتغير أو تعيين مدير جديد لا يعني في نهاية المطاف شيئا في ظل منظومة معطوبة.
لا يمكن وصف ما آلت إليه الأوضاع السينمائية في ظل التسيير الارتجالي والمزاجي، وتواطؤ المهنيين وصمتهم، سوى بالبؤس والخزي والعار.
لا أجد ما اختتم به قولي هذا سوى المقولة الشهيرة والبليغة للمدرب عبد الخالق اللوزاني، رحمه الله، حين أقيل من مهامه كمدرب: “الكار خاسر وهما تيبدلو فالشوافرية” أي “الحافلة معطلة وهم يغيرون السائقين”.
مجيد السداتي