الرئيسيةمتابعات سينمائيةمتدخلون في ندوة بفاس: آن الأوان ليصبح للصورة دور مركزي في منظومتنا التعليمية

متدخلون في ندوة بفاس: آن الأوان ليصبح للصورة دور مركزي في منظومتنا التعليمية

في إطار أنشطة الدورة 19 للمهرجان الوطني للفيلم التربوي بفاس، نظمت عن بعد مساء الخميس 8 أبريل 2021 ندوة فكرية حول موضوع “الفيلم التربوي: نحو رؤية جمالية للتربية على الصورة”، نشطها الأستاذ أحمد سيجلماسي وشارك فيها بمداخلات الأساتذة الحبيب ناصري وإدريس الذهبي وفريد بوجيدة.

في المداخلة الأولى ركز الدكتور الحبيب ناصري على فكرة أساسية مفادها أن الصورة أصبحت في وقتنا الراهن بمثابة أداة ديداكتيكية وتربوية وجمالية وثقافية لا غنى عنها، فلابد من توظيفها من خلال “الفيلم التربوي” والوسائط الأخرى، ولابد من إحلالها المكانة اللائقة بها في صلب العملية التعليمية التعلمية، ولابد من وضع استراتيجية محكمة قوامها التربية على الصورة كوسيلة ناجعة لإعداد مواطن الغد المسلح بثقافة الجمال والحس النقدي والمعتز بثقافته المحلية والمنفتح على الثقافة الكونية.

وفي المداخلة الثانية فضل الدكتور الذهبي أن يقوم في الجزء الأول منها بتحديد مفاهيم الجمال وعلم الجمال والتذوق الفني، وفي الجزء الثاني تحدث عن الصورة وجمالياتها وما تتميز به من خصائص مقارنة مع أدوات التعبير الأخرى. ولم تفته الإشارة إلى تنوع وسائل التذوق الفني من تربية بصرية ولفظية وحركية وبنائية وتشكيلية وموسيقية.

أما المداخلة الثالثة فقد وضع من خلالها الدكتور فريد بوجيدة الأصبع على ما هو أساسي فيما يتعلق بعلاقتنا بالصورة. فبعد إطلالة تاريخية على المراحل التي مرت منها الصورة انتهى المتدخل إلى أن هذه الأخيرة أصبح لها في وقتنا الراهن دور مركزي، ولهذا لابد من الارتقاء من جانبها الوظيفي إلى استعمالها كآلية من الآليات الإيجابية التي تمكننا من الإلتحاق بأفق التقدم. فبدون تربية على الصورة لا يستطيع أطفالنا وتلامذتنا وطلابنا مواكبة العصر بشكل إيجابي وبها لن يصبحوا مستهلكين للصور فحسب بل منتجين لها وقادرين على تفكيكها والتفاعل معها إيجابيا واستثمار جمالياتها كتعبير ينمي الذوق والحس الفني.

وبشكل عام يمكننا القول أن هذه المداخلات الثلاث كانت متكاملة فيما بينها، فمضامينها وما جاء فيها من أفكار وتصورات واقتراحات صبت كلها في اتجاه تثمين الدور الذي ينبغي أن تضطلع به الصورة في منظومتنا التعليمة بشكل خاص وفي حياتنا اليومية بشكل عام، وذلك لأن المجتمع الذي لا يمتلك أفراده مقومات وآليات التعاطي بشكل إيجابي مع الكم الهائل من الصور التي تنتجها التكنولوجيات الجديدة، مجتمع محكوم عليه بالتبعية والتخلف عن مواكبة العصر. فلا سبيل لنا لدخول عصر الصورة من بابه الواسع إلا العلم والتربية والمعلوميات وتملك أسرار التكنولوجيات الجديدة .. فمن لا ينتج صوره سيذوب في صور الغير.

تجدر الإشارة في الأخير إلى أن أشغال هذه الندوة وباقي فقرات برنامج الدورة 19 للمهرجان الوطني للفيلم التربوي بفاس يمكن متابعتها رقميا على الصفحة الرسمية الفايسبوكية للجهة المنظمة أي الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة فاس مكناس. فيما يلي رابطها:

https://web.facebook.com/acad.fesmeknes

أحمد سيجلماسي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *