كعادته كل سنة يكرم المهرجان الوطني للفيلم التربوي بفاس وجوها فنية وثقافية وطنية وأطرا تعليمية محلية وجهوية ساهمت في تربية الأجيال بتفان ونكران ذات. الوجوه السينفيلية والتعليمية الثلاثة التي وقع عليها اختيار إدارة الدورة 19 للمهرجان المذكور، المنظمة رقميا هذه السنة يومي 8 و 9 أبريل الجاري، للإحتفاء بها وتكريمها اعترافا بخدماتها الجليلة، هي: الأستاذة رشيدة الونجلي والأستاذ والمنشط والمبدع الفني كريم عصارة والناقد السينمائي والصحافي الإذاعي والتلفزيوني المعروف بلال مرميد. فيما يلي تعريف بهذا الفاعل الأخير، بعدما خصصنا ورقتين منفصلتين للفاعلين الآخرين:
بلال.. السينفيلي المشاغب:
لا يجادل أحد في كون الصحافي الشاب بلال مرميد (41 سنة) نجح على امتداد ما يقارب العقدين من الزمان في فرض نفسه على أمواج وشاشة “ميدي 1″، كمعد ومنشط لبرامج إذاعية (سينما بلال مرميد) وتلفزيونية (في مواجهة أو عند بلال مرميد)، لها خصوصيتها التي تميزها عن البرامج المشابهة لها في مشهدنا السمعي والبصري.
قد نتفق أو نختلف مع الناقد السينمائي بلال مرميد في طروحاته وطريقة اشتغاله، وهذا أمر طبيعي، لكن لا يمكننا بأي حال من الأحوال أن نغض الطرف عن اجتهاداته وإضافاته النوعية للبرامج الحوارية الخاصة بالسينما وما يرتبط بها من فنون وثقافة.
بلال مرميد، المزداد بصفرو يوم 27 فبراير 1980، يتوفر فيه ما لا يتوفر في بعض منشطي البرامج السينمائية بالإذاعة والتلفزيون. فهو أولا عاشق للسينما ومتيم بأفلامها ونجومها منذ مرحلة الطفولة، تشهد على ذلك مقاعد سينما المغرب العربي بصفرو، المأسوف على وضعها الكارثي حاليا، وبعض قاعات السينما بفاس والرباط وغيرهما (عندما كان تلميذا بالثانوي أو طالبا جامعيا). وهو ثانيا متخرج من المعهد العالي للإعلام والإتصال بالرباط، الذي درس به من 1998 إلى 2002 في تخصص الإعلام الثقافي والسينمائي، وحاصل على شهادة الماستر في تحليل الصورة من الجامعة الكاثوليكية “لوفان” ببلجيكا. وهو ثالثا قارئ نهم للروايات وأدبيات السينما وكتب ثقافية عديدة ومواكب بانتظام لجديد السينما هنا وهناك.
منذ التحاقه بإذاعة ميدي 1 بطنجة سنة 2003، بدأ يشق طريقه بثبات وثقة كبيرة في النفس إلى أن فرض حضوره كإعلامي متخصص في السينما وما يرتبط بها وتمكن من استضافة العديد من الوجوه المعروفة في ساحة فنون الفرجة، وطنيا وعربيا ودوليا، إلى درجة أصبحت فيها حلقات برنامجه الأسبوعي المعروف (FBM) من بين المراجع الأساسية التي تمكن المتتبعين والدارسين والسينفيليين منهم بشكل خاص من التقرب بشكل شبه حميمي من عوالم وأعمال الممثلين والمخرجين والتقنيين والمثقفين وغيرهم.
تكريم بلال مرميد في الدورة 19 للمهرجان الوطني للفيلم التربوي بفاس هو إذن تكريم لشاب مبدع وموهوب في أوج عطائه، يساهم بطريقته الخاصة في التربية على الصورة ويحلم، من خلال ما يطرحه من أسئلة على ضيوفه المغاربة ومن خلال شغبه الجميل، بمغرب منتج لأفلام مشرفة شكلا ومضمونا.
فتحية لصديقي الشاب مرميد، الذي حضر سابقا بعض عروضنا السينمائية في نادي الركاب للسينما والثقافة بفاس، والذي جمعني به سنة 2017 بمهرجان إدورار السينمائي بمدينة تاهلة، رفقة المخرجة المسرحية أسماء الهوري وزوجها المؤلف الموسيقي رشيد برومي والمخرج والفاعل الجمعوي عزيز خوادير، الاشتغال ضمن لجنة تحكيم مسابقة للأفلام المغربية القصيرة، وذلك بمبادرة من مدير هذا المهرجان الصديق الدكتور مصطفى اللويزي، الصحافي سابقا بوكالة المغرب العربي للأنباء والأستاذ الجامعي حاليا.
أحمد سيجلماسي