بعد تأجيل الدورة الرابعة والعشرون نتيجة انتشار الجائحة القاتلة، فبعدما كان منتظرا تنظيم الدورة في شهر يوليوز الماضي ستحتضن مدينة، “ياوندي”، العاصمة السياسية لدولة الكاميرون دورة جديدة للمهرجان خلال الفترة الممتدة مابين 31 أكتوبر و 7 نوفمبر 2020. دورة جديدة لمهرجان يعني بالانتاجات السينمائية والتلفزية سواء الروائية أو الوثائقية القصيرة والمطولة . ومن خلال قراءة أولية لبرنامج المسابقة والذي يبزر بشكل جلي ، وبشكل يمنح لكل الأفارقة بالافتخار “بإفريقيا الحرة” ، حيث أن أكثر من نصف الانتاجات المشاركة في هذه الدورة هي من “عصارة جنوب جنوب ” وهذه التوجهات صارع من اجلها الرعيل الأول لصناع السينما الإفريقية والذين ترافعوا في عدد من المنتديات وقدموا ملتمسات للحكومات الإفريقية .
اليوم الرعيل الأول اغلبهم غادرونا نهائيا ، وهذا المكسب ” الإنتاج جنوب-جنوب ” تحقق مع التطورات الرقمية التي عرفتها صناعة الصورة وتخلص مدراء التصوير من “رعاب مختبرات التحميض ” ، وأصبحت فرص ربح زمن التصوير متاحة والخسائر اقل و يمكن أن يكون متحكم فيها . طبعا خطوة ” الإنتاج جنوب-جنوب ” هي قديمة منذ كانت الصناعة السينمائية ميكانيكية ومع التطور الرقمي للصورة سيتيح ذلك إمكانيات التعاون شرط التخلص الإجراءات الإدارية المعقدة ، وقد نعيد الحديث عن هذا الموضوع الذي ألهمني إياه لوائح المسابقات لهذا المهرجان يهدف إلى “الرقي
بالسينما في إفريقيا، وبالخصوص بدول إفريقيا الوسطى ”
المهرجان يتضمن مسابقات مفتوحة لصانعات وصناع الصورة في الكاميرون ودول إفريقيا الوسطى وباقي دول القارة ومن بين فقرات الدورة المسابقات :
المسابقة الدولية ، والتي تتضمن ثلاث أصناف ، الروائي والوثائقي المطولة والشريط القصير :
أ – في صنف الوثائقي المطول
وفي صنف الروائي المطول تشارك عشر أشرطة من الكاميرون البلد المنظم وغانا وزيمبابوي والكونكو الديمقراطية وأوغندا ونيجريا وناميبيا والمغرب الذي يشارك بشريط : هلا مدريد .. يسكا بارصا لمخرجه عبد الإله الجوهري الذي يعالج فيه بطريقة كوميدية الزواج مابين الدين والسياسة والرياضة من خلال احد محترفي السياسي من أنصار فريق ريال مدريد وقد حول شغف بالفريق إلى مقياس لمعرفة إتباعه الحقيقيين من المنافقين له .
ب في صنف الوثائقي المطول
أول ما يثير الانتباه في هذه الفقرة هو الانتاجات المشتركة مابين دول الجنوب والتي تهم أفلاما مابين الجزائر والطوغو وإنتاج و مابين تونس وبوكينا-فاسو وأخر مابين انغولا والكونغو الديمقراطية والبقي من الكاميرون وتونس والسنغال ومدغشقر و يشارك الشريط المغربي : أشمخان لمخرجه عامر الشرقي ، و أشمخان هو احتفاء بأحد الأصناف الموسيقية المغربية ذات الامتداد الإفريقي ويتعلق الأمر بالموسيقى الكناوية الشريط له اول مشاركة دولية والتي ستعقبها مشاركة دولية أخرى بالمهرجان الرقمي لمدينة “كوطون البنينية” خلال شهر دجنبر القادم ، وشريط اشخمان عرض لأول بالدورة الثامنة للمهرجان الوثائقي لمدينة زاكورة وخرج بجائزتي السيناريو والنقد .
د- في صنف الشريط القصير
و ضمن فقرة المسابقة الخاصة بالشريط الروائي الطول الدولي يترشح لجوائز هذه الدورة 19 شريط من الطوغو،واريتريا ، وساحل العاج ، والبنين ،وبوركينا-فاسو ،وتونس ،وإفريقيا الجنوبية ،والكونكو الديمقراطية ،وكوادالوبي ،والانتاجات مشتركة “جنوب جنوب ” تهم دولتي الكاميرون وهايتي ومابين رواندا وكينيا والمشاركة في هذه الفقرة تخص المخرج بلال طويل بشريط يحمل عنوان ” شرخ ” خلال 7 ونصف يقارب المخرج احد المشاكل الأسرية الحديثة مشاكل وليدة الصناعة الرقمية والتي زحزحة العلاقات مابين مكونات الأسرة داخليا وخارجيا في علاقتها مع المحيط . الشريط مرشح كذلك للمشاركة بالدورة الأولى لمهرجان الهواة ببوركينا-فاسو أخرى بالمهرجان الرقمي لمدينة “كوطون البنينية” في دجنبر القادم وحصل على الجائزة الثالثة بمهرجان وادي زم للسينما والتراث (فبراير 2020 ).
وللإشارة فالمهرجان تنظمه ” جمعية الشاشات السوداء” منذ سنة 1997 تاريخ أول دورة له ، ومن المنتظر أن يناقش في ندوته الرئيسية موضوعا انيا : ” امة السينما ، السينما في أزمة كوفيد 19 وفرص استعادة الرهانات السينمائية ” ، ومن بين فقراته كذلك : “شاشات الأطفال ” والتكوين السينمائي ” 10 أيام لانجاز شريط سينمائي حول الجائحة ” والمهرجان جاء بالخصوص كرهان استراتيجي ثقافيا لدول إفريقيا الوسطى المتكونة من 8 دول و دولة الكاميرون من بين هذه المجموعة الإفريقية والتي تطمح لتكون متكاملة فيما بينها عبر اتفاقيات اقتصادية بتحديد العملة فيما بينها واتفاقيات ثقافية ويعتبر هذا المهرجان واحدا من بين نتائج تقارب دول إفريقيا الوسطى .
ثلاث عبد العزيز صالح