بعد “الجنسية.. مهاجر” (1975) للمخرج الموريتاني سيدني سوخونة و”أحداث بلا دلالة” (1974) للمخرج المغربي مصطفى الدرقاوي (عرضا تباعا يومي 26 و27 شتنبر الماضي)، يعرض اليوم السبت 10 أكتوبر الجاري فيلم “الزردة وأغاني النسيان” (1978- 1982) للمخرجة والروائية الجزائرية الراحلة آسيا جبار (1936- 2015)، وذلك ضمن العروض السينمائية المبرمجة من شتنبر إلى دجنبر 2020 في إطار التظاهرة الفنية والثقافية “سينما 3” التي يحتضن أنشطتها الرياض رقم 18 بدرب الفران بمراكش العتيقة وفضاءات أخرى.
“الزردة” عبارة عن فيلم مونطاج انطلاقا من أرشيفات فوتوغرافية وسينمائية كولونيالية (من غومون وباطي بالأساس) وغيرها، تغطي حقبة ثلاثين سنة من 1912 إلى 1942، ركبتها المخرجة الجزائرية آسيا جبار من وجهة نظرها الخاصة وبحسها الأنثوي لتدين النظرة الدونية للمستعمر الفرنسي إلى شعوب المغرب الكبير (الجزائر والمغرب وتونس أساسا.. وليبيا أيضا) وثقافاتها الغنية والمتنوعة.
فمن خلال التعليقات والأشعار (بالعربية والفرنسية) والأغاني والمقاطع الموسيقية وغيرها المصاحبة للصور تكشف المخرجة عن الوجه الحقيقي للمستعمر الفرنسي وعن بشاعة استغلاله لخيرات بلدان المغرب الكبير واحتقاره واستعباده للساكنة المحلية، وغير ذلك من سلبيات الظاهرة الاستعمارية.
مدة الفيلم ستون دقيقة، وهو من إنتاج مؤسسة الإذاعة والتلفزة الجزائرية، وضع موسيقاه الأصلية المبدع المغربي أحمد الصياد، المقيم بالديار الفرنسية منذ عقود، وشارك معها في كتابة السيناريو زوجها الكاتب والشاعر الجزائري عبد المالك علولة.
الفيلم متاح للمشاهدة على النيت لمدة 24 ساعة.. فيما يلي رابطه:
https://cinima3.com/La-Zerda-ou-les-Chants-de-l-oubli#LaZerda
تجدر الإشارة إلى أن الراحلة آسيا جبار سبق لها أن أخرجت فيلما روائيا طويلا لفائدة التلفزيون الجزائري سنة 1977 بعنوان “نوبة نساء جبل شنوة”، هذا بالإضافة إلى مجموعة من الأفلام الوثائقية الأخرى.
أحمد سيجلماسي