يتميز حفل اختتام الدورة الثامنة لمهرجان أيام فاس للتواصل السينمائي، مساء الأحد 22 دجنبر 2019 ابتداء من السادسة بالمركب الثقافي الحرية، بتكريم مستحق للممثلة المغربية القديرة فاطمة عاطف. ومعلوم أن هذه الأخيرة دائمة البحث عن الجودة إذ لا تقبل إلا الأدوار التي تقتنع بها.
كانت بدايتها مسرحية من خلال مجموعة من الأدوار التي تألقت في أدائها ونالت عنها جوائز مع أو خارج فرقة “مسرح الشامات” بمكناس، التي ساهمت في وضع لبناتها الأولى واشتغلت مع أفرادها لمدة ليست بالقصيرة.
شاهدتها في مجموعة من الأعمال السينمائية والتلفزيونية والمسرحية وأعجبت بأدائها القوي والتلقائي، فهي تشخص أدوارها المختلفة والمركبة أحيانا بصدق وتمكن، لأنها موهوبة أولا ومتخرجة من المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي ثانيا.
حضورها في أفلام السينما والتلفزيون أقل من حضور ممثلاث أخريات من جيلها، لكنه حضور لافت لا يحسب بالكم وإنما بالكيف. هي من الممثلات القليلات اللواتي لا يمكن نسيانهن بسهولة بعد مشاهدتهن في أدوار سينمائية أومسرحية أوتلفزيونية. كانت مقنعة إلى أبعد الحدود في أعمالها التلفزيونية (مسلسلي “دواير الزمان” لفريدة بورقية و”شجرة الزاوية” لمحمد منخار وأفلام “أكون أو لا أكون” لهشام العسري و”الشاهدة” و”الدم المغدور” لعادل الفاضلي و”أسرار صغيرة” لعزيز السالمي وغيرها) وفي أفلامها السينمائية الطويلة: “نساء الجناح ج” (2019) لمحمد نظيف و”مباركة” (2018) لمحمد زين الدين و”وليلي” (2017) لفوزي بن السعيدي و”دموع إبليس” (2014) لهشام الجباري و”خارج التغطية” (2012) لنور الدين دوكنة و”رقصة الوحش” (2011) لمجيد لحسن و”حد الدنيا” (2011) لحكيم نوري و”يا له من عالم جميل” (2006) لفوزي بن السعيدي و”عشاق موغادور” (2002) لسهيل بنبركة و”أصدقاء الأمس” (1998) لحسن بنجلون والفيلم القصير “المحاكمة” (2010) لعبد الكريم الدرقاوي …
حظيت ببعض التكريمات هنا وهناك، وهي تكريمات مستحقة لممثلة مغربية أمازيغية في أوج عطائها الفني، متميزة دوما بأدائها المقنع عبر صوتها وكلامها ونظراتها وحركات جسدها وقسمات وجهها ولباسها وغير ذلك من أدوات التعبير، وهذه التكريمات المتتالية ما هي إلا اعتراف بما راكمته من تجربة فنية معتبرة أهلتها للمشاركة في العديد من لجن تحكيم مسابقات المهرجانات المسرحية والسينمائية وغيرها، ولفتت إليها انتباه بعض صناع
السينما المغربية الذين وظفوا جزءا يسيرا من قدراتها الفنية الهائلة في التشخيص من خلال أدوار شرفت بها فن التشخيص ببلادنا، من قبيل دورها البطولي في فيلم “مباركة”، الذي حصدت عنه مجموعة من الجوائز داخل الوطن وخارجه، وغيره.
فتحية احترام وتقدير للفنانة فاطمة عاطف بمناسبة هذا التكريم الجديد، الذي نتمنى من كل أعماقنا أن يشكل فأل خير عليها وعلى مسيرتها الفنية، لنشاهدها مستقبلا في أفلام مغربية وأجنبية كثيرة.
أحمد سيجلماسي