في “الماستر كلاس” الذي قدمه فوزي بن سعيدي قبل قليل ضمن فعاليات الدورة 17 لمهرجان الفيلم القصير المتوسطي بطنجة، والذي نشطه الصديق الناقد السينمائي سعيد المزواري استعرض المخرج المغربي مرحلة طفولته وكيف انه أثرت في أعماله وظلت مرافقة له في إبداعاته السينمائية، وقال أنه حينما كان صغيرا كان يظن انه سيكون “مخترعا” وهكذا وجد نفسه في الفن حينما كَبِر وهو يحقق رغبته الدفينه هاته في “الاختراع”، وقال أنه لايشعر بالراحة حينما يبتعد عن مرحلة الطفولة هاته.
وبخصوص اشتغاله على الفضاء قال بن سعيدي أن لديه موقفا من السينما التي تصنع خلال السنوات الماضية كونها تستعمل المونطاج والكادراج للاستغناء عن الفضاء ومكوناته ولا تعطيه حقه.
واسترسل فوزي بن سعيدي متحدثا عن سينفيليته وكيف بدأت فقال أنه وخلال أواسط الثمانينيات من القرن الماضي وهو مازال في مقتبل العمر تيقن أن السينما لايمكن أن تكون ميدانا يتعيش من صاحبه أو يتخذه كمهنة خصوصا للظروف التي كانت تمر بها السينما المغربية آنذاك، ورغم ذلك فإن أسرته لم تعترض على دخوله للميدان وذهابه للدراسة في الرباط، وأضاف أنه في تلك الفترة ذهب من مدينته مكناس للدار البيضاء خصيصا لمشاهدة فيلم سينمائي، وفي مكناس نفسها كان يشاهد آنذاك وعلى حسب المتاح في المركز الفرنسي وفي عدة اندية سينمائية أفلاما وقد اكتشف في جمعية تعنى بالثقافة الفن كتبا عن السينما والسيناريو ، يث قرأ سيناريوها كان يظم حركات الكاميرا وتعليمات سينمائية وتخيل الفيلم من خلاله، وفي الرباط لما ذهب للمعهد للدراسة شاهد روائع من السينما الإيطالية وبازوليني على الخصوص أما فيلم “ثمانية ونصف” لفيليني فقد أثر فيه بشكل كبير، مستخلصا أنه وكما يمكن أن يلاحظ المشاهد فأفلامه ليس فيها كلام كثير.
يقول فوزي أنه صور فيلمه القصير ” الحيط الحيط” في حي شعبي كان مليئا بضجيج الناس، وقد حاول إسكاتهم بدون جدوى أثناء التصوير وفي مرحلة المونطاج ظهر له ان هذا الضجيج سيغني الفيلم فتركه وأضاف مع بداية الفيلم وقبل أن تنفتح الصور على الحائط ضجيج فريق التصوير قبل البدء فيه وصوته وهو يقول “سكوت”، وبالنسبة له فإن هذه الأصوات أضافت انسجاما لمكونات هذا الفيلم الذي لم تكن ميزانيته كبيرة والذي صور في يوم واحد فقط وتم الاستعداد فيه مع الممثلين في يوم واحد آخر أيضا، وهذا ما يفعله دافيد لينش يضيف فوزي إذ أنه يستعد مع الممثلين يوما قبل التصوير.
وبخصوص تأثره بالمسرح ، قال بن سعيدي أنه يعتبر نفسه محظوظا كونه مر بالمسرح قبل أن يدخل السينما، واعتبر السينما الفن الوحيد الذي يقترب من الموسيقى وعبر عن استغرابه لما لايناقش الناس الموسيقى ولايبحثون عن فهمها فيما يصرون على فهم السينما. وأضاف ان حركة ممثليه في أفلامها تأثر فيها بالمسرح إذ تحاكي دائما حركة دخول الممثلين للركح المسرحي وخروجهم منه.
وعن صعوبة وضع أفلامه ضمن نوع أو أنواع سينمائية محددة قال فوزي بن سعيدي أنه تأثر بشكسبير الذي يخلط بين الأجناس ويمزج فيما بينها ، وفي السينما بأورسن ويلز وكوروزووا اللذان يأضا نجد عندهما هذا المزج، وأضاف انه يمارس السينما لكي يحافظ لنفسه على هاته الحرية في المزج والخلط بين أجناس سينمائية متنوعة. وعن تقنياته في تصوير أفلامه استطرد قائلا أنه حينما كان في بداياته كان يحب حركات الكاميرا لكن الآن ربما تغير الأمر شيئا ما على هذا الصعيد.
عبد الكريم واكريم-طنجة