توفي المخرج المصري محمد النجار يوم الإثنين 25 يونيو 2019 عن عمر ناهز ال 65، الوفاة التي جاءت مفاجئة إثر وعكة صحية مفاجئة . وقد ترك في خزانته السينمائية اكثر من خمسين عملا سينمائيا وتلفزيا منذ انطلاقته سنة 1979 بعد حصوله على الماجستير في الإخراج ، ليعمل بعد ذلك كمساعد مخرج لعدد من السينمائيين ببلده ، وأخرج سنة 1988 أول أعماله السينمائية المتميزة، وقد كان أول عرض دولي لهذا الشريط بمدينة خريبكة ضمن المسابقة الرسمية للدورة الثالثة لملتقى السينما الإفريقية ( أبريل 1988)، وقد جاء المخرج حينها لخريبكة حاملا في فيلمه أفكارا تحاسب مرحلة الانفتاح التي نخرت المجتمع المصري، تلك المرحلة التي وسَّعت الهوة مابين مكونات المجتمع المصري والتي أدانها مثقفو تلك الفترة، وكان محمد النجار واحدا منهم. وقد هو عمل محمد النجار مع المخرج عاطف الطيب ( 1947 – 1995) في أغلب أعماله السينمائية قبل أن يصبح مخرجا سينمائيا .
جاء محمد النجار إلى خريبكة صحبة فيلمه “زمن حاتم زهران”، مرافقا نجوما لها سطوتها في المخيال المغربي، ولازالت جماهير المدينة تتذكر النجمتين بوسى ونورا.
لتقريب شريط “زمن زهران” أنقل ما جاء بالبطاقة التعريفية لهذا الشريط المنشور آنذاك في دليل الدورة : ” حاتم زهران أكثر منه شخصية متميزة . إنه الإنسان المصري (العربي ) الذي يحمل في أعماقه ، ومنذ صغره ، شعورا حادا بالظلم السافر الذي ينهشه . يحاول التخلص من هذا الظلم لكن الظروف المحيطة اقوى منه وتفرض عليه الانطواء والكتمان الداخلي لأحاسيسه ، فتاتي اللحظة التي تنفجر فيها هاته الاحاسيس بقوة مدمرة . وبموازاة قصة حاتم زهران / الرمز ، يثير الشريط اهم الاحداث التي عرفتها مصر في الفترة الراهنة ( ايام الثمانيات القرن الماضي ) من خلال ما عرفته من تقلبات اقتصادية واجتماعية وما نتج عنها من مفارقات في المجتمع المصري ومن تيارات معاكسة لطموحات حاتم زهران وأمثاله …”.
وبعد شريط “زمن حاتم زهران” تم استقطاب محمد النجار من طرف التلفزة، وغاب عنا في خريبكة، غاب عمن اعتبروه سينمائيا مهما خلف الرعيل الأول للسينما المصرية : شادي عبد السلام صلاح أبوسيف و التوفيق صالح ويوسف شاهين و أستاذه عاطف الطيب الذي ظل وفيا لتوجهه و قناعاته .
رحل الفقيد محمد النجار تاركا أكثر من خمسين عملا سينمائيا وتلفزيا من بينها الأفلام السينمائية : “الذل” ( 1990 ) “الصرخة” ( 1991 ) “الهجامة” (1992 ) .
ثلاث عبد العزيز صالح-خريبكة
