المميز الأساسي في كتاب: “مدخل إلى الفن السابع”، أنه يعد ركيزة أساس لكل من يريد الخوض في غمار موضوعة السينما، أنه يعتبر من بين الكتب القلائل التي حملت على عاتقها تقديم منهجية علمية بيداغوجيا وديداكتيكيا بشكل مبسط سلس صالح لفهم كيفيات اشتغال عالم السينما، وتقديمه للإنسان العربي بصيغة تتساوق وطبيعة تصوراته لمفاهيم تقنية ومعرفية عدة تعد من صميم عالم السينما.
جاء في مقدمة الكتاب التي قدمها الاستاذ الباحث في علوم الإعلام والاتصال “مهدي عامري”: إن المؤلف في مؤلفه ينحو إلى تقديم رؤية عن السينما انطلاقا من تاريخها، إنه يقربها للقارئبشكل مبسط وسلس، شأنه في ذلك شأن الكثير من الكتب التي تتحدث عن الفيلم السينمائي سواء على مستوى الكتابة أو السيناريو أو الإخراج. ولعل من بين أبرز هذه الكتب في المكتبات السينمائية العالمية نجد: كتاب “الإخراج السينمائي لقطة بلقطة – صناعة المشاهد البصرية من الفكرة إلى الشاشة” لمؤلفه “ستيفن كيتز”، الذي صدرت طبعته الأولى عام 1991 وكتاب “تقنيات إنتاج الفيلم الوثائقي” لمؤلفه “هوغ بادلي”، الذي صدرت طبعته الأولى عام 1963. وكتاب “صناعة الأفلامالوثائقية وأفلام الفيديو الواقعية” لمؤلفه “هاري بامب”.
لذلك، يسعى الكثيرون ممن يرغبون في اكتشاف عالم السينما ومجالاته المتشعبة، إيجاد مدخلًا تأسيسيًا يبدؤون من خلاله تحصيل كم معرفي يقودهم في ثنايا ودهاليز بلاغة الصورة السينمائية، أملا في معرفة وكشف خبايا أكبر وأعمق عن تاريخها وتقنياتها وجمالياتها الفنية والأسلوبية في تقديم خطاباتها البصرية. والكتاب الذي بين يديك “مدخل إلى الفن السابع”، أيها القارئ الكريم يلبي حاجتك الماسة إلى معرفة بالسينما، باعتباره كتاب متعدد الأبعاد والرؤى، منهجه مؤلفه وفق مقاربة تاريخية تعتمد المقارنة بين مختلف السيرورات التاريخية للسينما من حيث أزمنتها وبيئتها والمناخ العام الذي انتجت فيه هذه السينما، وذلك بشكل مبسط. بعبارة أخرى، الكتاب في أبعاده يستهدف معرفيا القراء غير المتخصصين، وغايته في ذلك دمقرطة المعرفة السينمائية، وتنزيل العديد من مفاهيمها ومصطلحاتها التقنية من برجها العاجي؛ وذلك بلغة سلسة وأسلوب يزاوج بين التركيز الشديد والوضوح التام. الأمر الذي يخول للكتاب “مدخل إلى الفن السابع” أن يسافر بمتلقيه إلى عالم السينما أريحية. ويتألف الكتاب من شقين: شق أول يهم البدايات الأولى للسينما بمختلف تحولاتها إلى أن اشتد عودها وتحولت إلى وسيلة التسلية الجماهيرية الأولى في العالم. هذا إلى جانب تقديم رؤية كرونولوجية لواقع السينما في الوطن العربي من خلال نموذجي المغرب ومصر. وشق آخر يهم تناول أهم مكونات وعناصر الصورة السينمائية. بحيث عرض فيه الكاتب كيفية حيازة الفن السابع لهذه المكانة المتقدمة التي يتمتع بها بين باقي الفنون الأخرى. وتحدث أيضا عن مصطلح لغة السينما وما خلفه هذا المصطلح من نقاشات عميقة بين منظري السينما. كما تناول خصائص اللغة السينمائية. ليعرج بعد ذلك، صوب بعض عناصر اللغة السينمائية، شارحا بتفصيل فكرة المونتاج ووظائفه وأنواعه، وفكرة السردية الفلمية، وفكرة الإضاءة، وسلم اللقطات، وحركات الكاميرا وزواياها ودلالاتها.
إن هذا الكتاب الموجز الشامل بما يضمه بين دفتيه من معارف في فن السينما، والمبسط للعديد من أساسياتها النظرية والاسلوبية والتقنية، لمن الكتب التي يحتاجها بشدة كل قارئ شغوف بالسينما. أملنا أن يسد هذا الكتاب راهنا، فجوة كبرى في المكتبات العربية على المستوى السينمائي.
الكتاب: مدخل إلى الفن السابع
المؤلف: د. أكثيري بوجمعة
تقديم: الأستاذ الباحث، مهدي عامري
لوحة الغلاف: الفنان أحمد خيري
اصدار نور للنشر (NOOR PUBLISHING) ألمانيا – برلين (2019)
الكتاب يوزع عبر شبكة الانترنت لدار نور للنشر:(www.morebooks.de)
سينفيليا