يلقي الفيلم الوثائقي (شكرا صوما) للمخرجة اللبنانية كارول منصور الذي عرض مساء الثلاثاء في بيروت بمناسبة اليوم العالمي للمهاجرين الضوء على قضية العاملات المنزليات الأجنبيات في العالم العربي وخصوصا في لبنان.
الفيلم، ومدته 55 دقيقة، جاء بمبادرة من منظمة العمل الدولية وبتمويل من وكالة التنمية البريطانية والوكالة السويسرية للتنمية والتعاون، ويقدم على غير المعتاد علاقة إيجابية بين صبية لبنانية في العشرين من العمر تدعى نور وعاملة منزلية سريلانكية (57 سنة) تدعى صوما قضت أكثر من 30 سنة في خدمة عائلة نور المؤلفة من أربعة أشخاص.
وتتطور الأحداث مع قرار نور الذهاب إلى بيت صوما في إحدى قرى سريلانكا، لتكتشف هناك حياة ويوميات هذه السيدة التي لعبت دوراً كبيراً في تربيتها وتعتبرها أما ثانية لها.
ويعمل الفيلم على إظهار علاقة الاحترام والحب المتبادل بين ربة العمل وهي نور والعاملة صوما، كما يحاول المقارنة بين الثقافتين اللبنانية والسريلانكية في الطبيعة والمعتقدات الدينية والحياة اليومية، بهدف إعطاء صورة حقيقية وإيجابية عن سريلانكا التي استقدم منها لبنان كثيرا من عاملات المنازل منذ عقود.
ومن خلال المشاهد والحوار والمقابلات مع صوما ونور ونساء سريلانكيات في قرية صوما يحاول العمل نبذ الأوضاع غير الصحية التي تعيشها معظم العاملات، وكشف الحزن الدفين في قلوبهن لترك أطفالهن وهجر رجالهن للسفر من أجل كسب لقمة العيش، وتحملهن لأرباب العمل وعدم إتاحة مساحة من الخصوصية لهن سواء في العمل أو التنقل.
ويقدر عدد النساء الأجنبيات في مجال الخدمة المنزلية بالمنطقة العربية بنحو 3.16 مليون عاملة بحسب إحصاءات منظمة العمل الدولية.
وقالت كارول منصور المعروفة بإنتاج وإخراج أفلام معنية بحقوق الإنسان واللاجئين وأطفال الشوارع ”هذا الفيلم هو تذكير لنا بألا نسترخي فنتواطأ مع راحة تأتينا في واقعنا اليومي. تذكير بأن نستمر في مساءلة التركيبة القائمة وفي تسليط الضوء على الظلم المتأصل في حال العاملة المنزلية المهاجرة اليوم“.
وأضافت ”هو فيلم صُور من أجل التوعية وخلق نقاش حول العدالة وحقوق هذه العاملة ومعاملتها بأفضل الطرق وإعطائها كامل حقوقها، وذلك يبدأ من الممارسات بالتوازي مع المطالبة بتغيير القوانين“.
وحظى الفيلم بترحيب من المؤسسات والجهات الرسمية في لبنان لما يحمله من صورة إيجابية لمعاملة خادمات المنازل.
وقالت مارلين عطا لله من وزارة العمل اللبنانية ”هذا الفيلم مهم جداً لأنه فريد في طرح القضية من زاوية إيجابية، وهو يحفز الناس على معاملة حسنة للعاملة الأجنبية كصاحبة حق وإعطائها حقوقها المدنية وتحديد ساعات العمل لها وإعطائها أجرا عادلا“.
كما حظى الفيلم باهتمام المنظمات الدولية التي ساهمت بشكل أو بآخر في إخراجه إلى النور.
وقالت زينة مزهر من منظمة العمل الدولية إن الفيلم ”مبادرة للتواصل مع أصحاب العمل للعاملة المنزلية لتغيير الذهنية الحالية وخصوصاً لدى الشباب“.
وأضافت ”وجدنا أن صوت الشباب غير مسموع ولا يطرحون الأسئلة في مثل هذه القضايا، فقررنا الانطلاق من وجهة نظر الشباب العربي الذي تمثله نور لهذا الموضوع، وأن تكون مرآة لتطرح الأسئلة حول العمل المنزلي والعلاقة بين رب العمل والعاملة“.
وتابعت قائلة ”جزء من الفكرة أن تعرف الناس ما هي الانتهاكات والأخطاء في التعامل مع العاملة الأجنبية، لكن هناك تجارب إيجابية يمكن الإضاءة عليها لتكون مثالا يحتذى به، فالمقاربة الإيجابية هي جزء من الفكرة“.
ويجوب (شكراً صوما) الجامعات والمدراس والمؤسسات الأهلية والمهرجانات في أنحاء لبنان مع إجراء نقاشات مع الطلاب والشباب.
سينفيليا – رويترز