أعلن مهرجان بيروت السينمائي الدولي يوم الأربعاء تأجيل دورته السابعة عشر التي كان من المنتظر افتتاحها في الثالث من أكتوبر تشرين الأول إلى أجل غير مسمى بسبب ”الوضع الاقتصادي في لبنان“.
وقالت مؤسسة ومديرة المهرجان كوليت نوفل لرويترز إن هذا القرار اتُخذ ”بعد تفكير ملي بسبب الوضع الاقتصادي الحرج في لبنان إضافة إلى المخاوف السياسية الإقليمية المتزايدة ومخاوف من انهيار الليرة اللبنانية“.
وأثرت سنوات من الجمود السياسي على السياسة المالية مما أدى إلى تفاقم أحد أعلى مستويات الدين العام بالعالم. وتتخذ الحكومة إجراءات تقشف منذ بداية هذا العام وقامت بخفض دعمها للمهرجانات الفنية وزادت من الضرائب عليها.
ولم ينجح رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري في تشكيل حكومة جديدة رغم مرور أربعة أشهر على الانتخابات البرلمانية، وأثار التأخير مخاوف بشأن الاقتصاد اللبناني المثقل بالديون حيث بلغ الدين العام مع نهاية عام 2017 أكثر من 150 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي.
وقالت كوليت إن هناك مسوغات مباشرة للتأجيل تتعلق بعدم توفر الميزانية المطلوبة لتنظيم المهرجان الذي يتكلف 450 ألف دولار ”لم نؤمن منهم إلا 150 ألف دولار من أحد المصارف اللبنانية التي تدعمنا سنويا“.
وأضافت أن الدولة اللبنانية كانت تدعم سنويا هذا المهرجان عبر وزارتي السياحة والثقافة وبلدية بيروت ”لكن هذه السنة للأسف هناك وزارات كوزارة السياحة لم يعد لديها الميزانية الكافية لتمويلنا وأعلنت ذلك جهارا وطالبت من القطاع الخاص دعم المهرجانات الثقافية“.
وتابعت قائلة ”المبلغ الذي وعدت به بلدية بيروت قليل جدا، وفي حال ستدفعه سيكون ذلك بالليرة اللبنانية السنة المقبلة وأنا متخوفة أن تتضعضع الليرة اللبنانية، وكل ما ندفعه للمؤسسات هو بالدولار، خصوصا مستحقات حقوق العرض وتذاكر السفر… عندها لا يمكنني ان أدفع المستحقات“.
ورغم مشاركة بعض أشهر الأسماء في مجال المهرجانات الفنية هذا العام، يشكو المنظمون من عدم الاستقرار بالمنطقة وضعف الاقتصاد اللبناني وصعوبات في التمويل.
ويبدي لبنان تصميمه على الحفاظ على الاستقرار النقدي وسط تحذيرات لقادة سياسيين من أزمة اقتصادية، وهو ما أطلق شائعات دفعت المصرف المركزي إلى تقديم تطمينات متكررة بشأن متانة الربط.
وأعربت كوليت عن أملها في إقامة المهرجان عام 2019 ”خصوصا أنه مهرجان عريق ولم يتوقف حتى في ظروف قاهرة في العام 2006 حيث تأجل بسبب الحرب الاسرائيلية على لبنان بضعة أشهر فقط“.
سينفيليا-رويترز