لا تكاد هوليود تخلو من أفلام الرعب أبدا، صحيح أنها لا تحقق انتشارا على نطاق واسع مثل أفلام الأبطال الخارقين، لكنها تجد دائما مساحة لتطل منها من آن لآخر وسط العروض التقليدية.
ومن بين هذه النوعية من الأفلام، تستقبل دور العرض فيلم رعب من طراز خاص بعنوان “مكان هادئ” (أي كوايت بلايس)، يتناول قصة أسرة تلجأ إلى مكان هادئ لا يسمع فيه سوى صدى الصمت، تفاديا لأن تقع فريسة للوحوش التي تفترس بني البشر.
تلعب بطولة الفيلم النجمة البريطانية إيملي بلونت، مع زوجها جون كرازينسكي الذي يلعب دور زوجها في الفيلم أيضا، بالإضافة إلى أنه كاتب سيناريو العمل، وشارك في الإخراج مع كل من سكوت بيك، وبراين وودز المتخصص في أفلام الرعب، ومن أبرز أعماله “أضواء الليل” عام 2015.
والفيلم من توزيع شركة بارامونت، وهذا يعطيه دفعة قوية في دور العرض. وقد عرض لأول مرة في مهرجان “ساوث باي ساوث ويست” خلال مارس/آذار الماضي ولاقى استحسانا كبيرا من جانب الجمهور والنقاد على حد سواء لأسلوبه غير النمطي، رغم استخدام نفس حبكات وتفاصيل أفلام الرعب التقليدية.
ويُعدّ اختيار الشخصيات من بين أهم الاختلافات بين هذا العمل وأفلام الرعب التقليدية، فلم يعتد الجمهور من قبل على مشاهدة بلونت في هذه النوعية من الأعمال، ويبدو أنها قبلت الدور بسبب مشاركة زوجها البطولة وكتابة السيناريو والإخراج.
ويعتبر هذا العمل ثالث تجارب كرازينسكي خلف الكاميرا، والأول له مع أحد أستديوهات هوليود الضخمة، بدافع من تحفيز زوجته له لخوض هذه التجربة.
أما وودز وبيك فقد أكدا أنهما ترعرعا سويا في ولاية أيوا، وأنهما في شبابهما كانا يشاهدان الكثير من أفلام الأبيض والأسود، وقد ألهمهما ذلك تقديم هذا العمل في إطار رعب حول أسرة مكونة من أربعة أفراد: أب وأم وابن وابنة، وينتظرون قدوم الطفل الثالث، وسط ظروف اضطرتهم للالتزام بالصمت طيلة الوقت، حتى لا يتعرضون للصيد من قبل الوحوش.
لغة الإشارة
وهكذا يتعلم أفراد الأسرة التخاطب بلغة الإشارة للتواصل فيما بينهم، والسير حفاة تجنبا لصدور أدنى قدر من الضوضاء. ومع ذلك لا يخلو الأمر من مصادر للإزعاج تكسر جدار الصمت، حين يستخدم أحدهم شيئا معدنيا، فيلفت ذلك انتباه المخلوقات الغريبة، لتتجه على الفور إلى مصدر الصوت لاصطياد أصحابه والفتك بهم.
بالإضافة إلى الزوجين بلونت وكرازينسكي، يضم فريق العمل كلا من ميلسنت سيمونز ونواه جوب، أبناء الزوجين. وسيمونز ممثلة صماء استعان بها المخرج لإضفاء المزيد من الواقعية على العمل. وأوضح المخرج “هناك أسباب كثيرة دفعتني للاستعانة بممثلة صماء، حيث لم أكن أريد ممثلة تدعي الصمم لأداء الدور، إدراكا مني بأن الممثلة الصماء ستساعدني على تعلم وفهم المواقف.. كنت أريد شخصا يعيش الحالة بالفعل ويستطيع التعبير عن ذلك بواقعية أمام الكاميرا”.
تجدر الإشارة إلى أن سيمونز ساعدت العديد من الممثلين على تعلم لغة الإشارة التي تستخدمها في حياتها اليومية للتواصل، لكي يستخدموها في العديد من المشاهد التي ظهرت في الفيلم أثناء مواقف يضطر فيها أبطال العمل للتفاهم بهذه اللغة، خاصة أنه لم يكن أمام العائلة خيار آخر سوى هذه الطريقة في التواصل من أجل البقاء على قيد الحياة.
وقالت بلونت “كانت فكرة طموحة.. صحيح أني كنت أعرف تماما نوعية الأفلام التي يرغب جون في تقديمها، إلا أن إنجاز ذلك في ستة أسابيع فقط كان بالنسبة لي مذهلا بالفعل”.
الجدير بالذكر أن ميزانية الفيلم بلغت 17 مليون دولار، وتم تصويره في أحياء دتشس وأولستر بضواحي نيويورك.
وتتوقع بارامونت -موزعة الفيلم- تحقيق إيرادات طيبة عقب إشادة النقاد وإطراء الجمهور للعمل خلال المهرجان الذي عرض فيه لأول مرة. كما حصل الفيلم على تقدير 100% على موقع “روتن توماتوز” لتقييم الأفلام، وهو مؤشر جيد بالنسبة لفيلم رعب.
سينفيليا – الألمانية