شكل موضوع العلاقة بين السينما والعلوم الاجتماعية موضوع محاضرة (ماستر كلاس) ألقاها اليوم الأربعاء، الأكاديمي المغربي الأستاذ عبد الله ساعف، وذلك في إطار المهرجان الدولي للسينما والتاريخ بتارودانت، الذي تستمر فعاليات دورته الأولى إلى غاية 21 ابريل الجاري.
وبسط الأستاذ ساعف في بداية هذا اللقاء الذي تتبعه نخبة من المثقفين والفاعلين في الحقل السينمائي المغربي، بعض الملاحظات إزاء العلوم الاجتماعية التي قال بأنها لم تعرف ارتجاجات كبرى كما هو الشأن بالنسبة للرواية وغيرها من الأشكال الإبداعية الأخرى، كما أبرز أن العلوم الاجتماعية شهدت تراكمات، وتتميز بانفتاحها على الآداب وعلى العديد من التخصصات الأخرى من ضمنها المجال السمعي البصري.
وأضاف أن العلوم الاجتماعية بالرغم من كون البحث عن الحقيقية هو الهاجس الذي يحكمها باستمرار، فإنها تبقى مع ذلك مجالا إبداعيا، مع حفاظها على إمكانية إعطاء الباحث الوسائل والآليات التي من شأنها أن تتيح له الفرصة من أجل فهم أفضل وأعمق للإنتاج السينمائي.
وسجل في هذا السياق الميزة التي يتمتع بها عالم الاجتماع بوصفه متعدد الاختصاصات، عند تناوله للسينما، حيث قدم في هذا السياق كمثال العالم الراحل بول باسكون، باعتباره عالم اجتماع له إلمام بعلوم الزراعة والاقتصاد والتاريخ والديموغرافيا والانتربولوجيا والسياسة وغيرها، مع التأكيد على أن هذا التعدد في الاهتمامات بالنسبة لعالم الاجتماع لا يجب النظر إليه على أنه شكل من الفوضي، بل لكل تخصص مجالاته وضوابطه.
وخلص الأستاذ ساعف إلى الحديث عن الحالات التي يصبح فيها الباحث في علم الاجتماع مؤثرا بشكل مباشر في واقعه ومجتمعه عن طريق استخدام وسائل العمل التي يوظفها السينمائي مثل آلة التصوير والكاميرا، حيث يصبح الباحث الاجتماعي بهذه الصفة منتجا للصور والأفلام للرفع من القيمة العلمية للموضوع أو الظاهرة الخاضعة للبحث والدراسة.
و.م.ع