والعدد قيد الطبع تم الإعلان عن قائمة الأفلام المختارة للمشاركة في المسابقة الرسمية للدورة 19 للمهرجان الوطني للفيلم. ليتم اختيار 15 فيلما طويلا، ويتَّضح بعد ذلك وفي اليوم الموالي أن فيلما من بين هاته الأفلام المختارة غير جاهز للعرض هو فيلم “مسعودة، سعيدة وسعدان” لإبراهيم شاكيري، ويتم تعويضه بفيلم لفركوس.
هنا يبدو أن شيئا ما ليس على ما يرام في عملية الإنتقاء هذه، إذ كيف للجنة أن تختار عملا تعلم أنه لم ينته من إنجازه مخرجه بعد، بل كيف الحُكم على فيلم غير مُنته وتفضيله على أفلام أخرى منتهية الإنجاز؟!
إضافة لهذا ومايثير الاستغراب أكثر هو الطريقة التي خرج بها فيلم فركوس من الباب ليعود من النافذة، وهذه ليست المرة الأولى التي يستغرب فيها المهتمون من تعامل اللجان مع هذا “المخرج” بنوع من الامتياز والتفضيلية، ورغم أن كل السينفيليين يجمعون على تدني أعماله فنيا وسينمائيا فإنه ينال الدعم باستمرار، فيما يتم رفض دعم مشاريع أفلام لمخرجين أبانوا أنهم قادرون على إنجاز الأفضل. وهنا تَذكُرنا دورة للجنة الدعم تم فيها رفض مشروع فيلم لفوزي بن سعيدي، الذي قرر بدوره أن ينظم جلسة لقراءة سيناريوه المرفوض على العموم. وبالمثل بل أكثر ماوقع مع المخرج المتميز داوود أولاد السيد الذي ظل لِمَا يَربُو على ست سنوات وهو لايستطيع الحصول على تسبيق على المداخيل، إلى أن اهتدى أن الباب مُشرع لصديقه فركوس، فقدم مشروع فيلمه عن طريق شركة هذا الأخير ليُقبل على الفور.
الآن يتم إقصاء مخرج أنجز فيلمه الأول، ومن باب التشجيع فقط ولوضع السينفيليين في الصورة كي يعرفوا مستوى فيلمه، كان من المفروض أن يكون هو الفيلم الذي يتم وضعه مكان الفيلم المنسحب عوض فيلم فركوس.
على العموم فقد أبانت عملية الاختيار هاته عُقمَها، خصوص أننا في المغرب لم نصل بعد من ناحية الكم لمرحلة تجعلنا نلجأ إليها. فأن يتقدم 23 فيلما للجنة الاختيار التي ستختار 15 فيلما، عملية غير مجدية بل من الأفضل لو أعطيت كل هذا الأفلام حقها في المشاركة وللجمهور والمهتمين ولجان التحكيم آنذاك أن تُقَيِّمَهَا وتحكم عليها إيجابا أو سلبا.