نصدر عددنا الثالث الورقي هذا من مجلة “سينفيليا” والساحة السينمائية المغربية تشهد تغييرات مهمة لا يمكن التنبؤ الآن بمدى التأثيرات التي ستنجم عنها بخصوص الإنتاج السينمائي الوطني، والذي وصل إلى أكثر من عشرين فيلما سنويا بعد أن كان إلى حدود سنة 1993 يتراوح مابين أربعة وخمسة أفلام سنويا.
ومن أهم هذه المتغيرات والتي وصلنا صداها ونحن نستعد لإغلاق هذا العدد نبأ تعيين المنتج صارم الفاسي الفهري مديرا للمركز السينمائي المغربي بدلا من نور الدين الصايل، وذلك بعد مسلسل طويل من التأجيل والقيل والقال حول هذا الموضوع الذي طال أكثر من اللازم.
الخروج الرسمي لنور الدين الصايل من المركز السينمائي يضع الفترة التي أداره فيها تحت المجهر ويجعلنا مدفوعين كي نقيمها، و أظن أن أي متابع للميدان، حتى ممن يختلفون مع الصايل، لا يمكنه إلا أن يكون منصفا للرجل، كون الفترة التي تولى فيها مقاليد المركز السينمائي المغربي كانت -رغم كل ما يمكن أن يقال عليها- أهم مرحلة من ناحية الإنتاج في تاريخ السينما المغربية.
أما بخصوص مسألة الكم والكيف التي عرفت نقاشا كبيرا في فترة تولي الصايل لمقاليد المركز، وفي جدوى أن الكم يمكن أن يأتي بالكيف، وذلك بين مؤيد للفكرة وبين معارض لها، خصوصا أنها كانت الأساس الذي انطلق منه المدير السابق وبنى عليه مشروعه، فيرى البعض مع الصايل أن أي صناعة سينمائية حقيقية يجب أن تعتمد على الكم الذي لا يكون كله جيدا لكنه يفرز حتما كيفا قد يكون قليلا في البداية لكنه يبدأ بالتكاثر مع مرور الوقت، وأن تربية الجمهور على المشاهدة هي الأساس، وقد يبدأ هذا الجمهور خصوصا الشاب بمشاهدة أفلام تجارية لينتقل بعد ذلك وقد نمى ذوقه وتطور ليشاهد أفلاما ذات مستوى فني محترم.
لكن المعارضين للفكرة يرون أنه يجب التوقف عن دعم وإنتاج أفلام غير جيدة أو تجارية والاكتفاء بإنتاج أفلام ذات مستوى فني عال حتى ولو عاد الإنتاج السينمائي المغربي إلى ما كان عليه بأربعة أفلام في السنة فقط…
أما المدير الجديد فافتتح فترته بتصريح يركز فيه على أن إنشاء القاعات السينمائية سيكون من أولوياته، وأنه سيستمر في المسار الذي بدأه الصايل، وهذا جميل لو تحقق على أرض الواقع، ونحن سننتظر لفترة لنرى هل مايقوله صارم الفاسي الفهري سيتبعه بإجراءات عملية، وبعد ذلك سنقول رأينا فيه كمدير جديد للمركز السينمائي المغربي.
ورغم أن اللغط حول الفاسي الفهري قد بدأ مبكرا فيما يتعلق بشركته الإنتاجية، التي لايفهم البعض كيف سيستمر في ملكيتها وسيكون الخصم والحكم في نفس الآن، وهو تساؤل مشروع، فنحن في “سينفيليا” نفضل التريث وعدم التسرع في إصدار الأحكام حتى نرى آثار عمل الرجل، ولنا رأي بعد ذلك.
أما بخصوص عددنا الثالث هذا، فقد حافظنا على الخط الذي بدأنا به وعاهدنا قراءنا الأعزاء عليه، فهذا العدد يحتوي كما العددين الأولين على ملف عن السينما المغربية، وحالها خلال السنة الماضية، ويضم مقالات تحليلية عن حالها ومآلها، ونقدا لآخر الأفلام المنتجة والتي عرضت خلال الدورة الأخيرة للمهرجان الوطني للفيلم، يكتبها نقاد مختصون. إضافة لحوار العدد السينمائي والذي خصصناه لمحاورة الناقد السينمائي إدريس القري حول السينما المغربية.
وبه أيضا مقالات عن سينمات وأفلام عالمية.