نور الدين محقق Archives - موقع سينفيليا https://cine-philia.com/tag/نور-الدين-محقق/ cinephilia,سينفيليا مجلة سينمائية إلكترونية تهتم بشؤون السينما المغربية والعربية والعالمية Wed, 25 Apr 2018 09:47:13 +0000 ar hourly 1 https://wordpress.org/?v=6.4.4 https://cine-philia.com/wp-content/uploads/2018/03/cropped-cinephilia2-1-32x32.png نور الدين محقق Archives - موقع سينفيليا https://cine-philia.com/tag/نور-الدين-محقق/ 32 32 مزيد من الاهتمام بالثقافة السينمائية https://cine-philia.com/2018/04/25/%d9%85%d8%b2%d9%8a%d8%af-%d9%85%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%a7%d9%87%d8%aa%d9%85%d8%a7%d9%85-%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%ab%d9%82%d8%a7%d9%81%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%8a%d9%86%d9%85%d8%a7%d8%a6%d9%8a%d8%a9/?utm_source=rss&utm_medium=rss&utm_campaign=%25d9%2585%25d8%25b2%25d9%258a%25d8%25af-%25d9%2585%25d9%2586-%25d8%25a7%25d9%2584%25d8%25a7%25d9%2587%25d8%25aa%25d9%2585%25d8%25a7%25d9%2585-%25d8%25a8%25d8%25a7%25d9%2584%25d8%25ab%25d9%2582%25d8%25a7%25d9%2581%25d8%25a9-%25d8%25a7%25d9%2584%25d8%25b3%25d9%258a%25d9%2586%25d9%2585%25d8%25a7%25d8%25a6%25d9%258a%25d8%25a9 https://cine-philia.com/2018/04/25/%d9%85%d8%b2%d9%8a%d8%af-%d9%85%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%a7%d9%87%d8%aa%d9%85%d8%a7%d9%85-%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%ab%d9%82%d8%a7%d9%81%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%8a%d9%86%d9%85%d8%a7%d8%a6%d9%8a%d8%a9/#respond Wed, 25 Apr 2018 09:47:13 +0000 http://cine-philia.com/?p=961 يبدو الأمر كالبديهة حين نطالب بالاهتمام بالثقافة السينمائية وتشجيع الرغبة في الذهاب إلى السينما ومشاهدة الأفلام على مختلف أنواعها لتعزيز تذوق الفن السينمائي والاستمتاع به من جهة، وتكوين صورة عن المجتمع الذي تنتمي إليه هذه السينما أو تلك من جهة أخرى. ذلك أن السينما هي قبل هذا وذاك ثقافة شاملة لا بد للمرء أن يلم...

The post مزيد من الاهتمام بالثقافة السينمائية appeared first on موقع سينفيليا.

]]>
يبدو الأمر كالبديهة حين نطالب بالاهتمام بالثقافة السينمائية وتشجيع الرغبة في الذهاب إلى السينما ومشاهدة الأفلام على مختلف أنواعها لتعزيز تذوق الفن السينمائي والاستمتاع به من جهة، وتكوين صورة عن المجتمع الذي تنتمي إليه هذه السينما أو تلك من جهة أخرى. ذلك أن السينما هي قبل هذا وذاك ثقافة شاملة لا بد للمرء أن يلم بها وبعوالمها. فهي تغذي مداركه وتفتح عينيه على عوالم إنسانية متكاملة. من هنا كان لا بد لهذه الثقافة السينمائية التي هي ثقافة الصورة بامتياز أن توجد في مختلف أماكن الحياة اليومية. لا بد لها أن تكون حاضرة في البرامج التعليمية، وأن تكون حاضرة في دور الشباب وفي برامج المؤسسات الثقافية والجمعيات المهتمة بالثقافة. وفي مقدمة هذه الجمعيات نذكر كلاً من «اتحاد كتاب المغرب» و«بيت الشعر». فهناك وشائج قوية تربط بين السينما والأدب بمختلف تعبيراته النثرية منها والشعرية. كما أن هناك وشائج قوية تربط بين كل من السينما والفنون الأخرى كالمسرح والتشكيل وغيرهما. وهو ما يتطلب إقامة ندوات ثقافية تربط بين مختلف هذه الفنون وتقف بالخصوص عند المشترك بينها وتعمل على تقويته بما يخدم ليس السينما فحسب، بل حتى الفنون الأخرى المتعالقة معها.
من هنا تبدو الثقافة السينمائية حاضرة في مختلف المجالات. وهو ما يدعو إلى الاهتمام بها في شكل قوي. يتجلى هذا الاهتمام في جعل السينما في صلب المشهد الثقافي من طريق تشجيع النقد السينمائي وفتح المجال أمام النقاد السينمائيين لحضور مختلف المهرجانات السينمائية، بعيداً من عملية قيامهم بتغطية أشغال المهرجانات السينمائية فحسب.
فهذا عمل، على أهميته، ليس وحده المطلوب من الناقد أو الصحافي المهتم بالمجال السينمائي القيام به، بل يتجلى المطلوب في إشراك النقاد والمعنيين بثقافة السينما في شكل عام، في إدارة الندوات كما في عملية تقييم الأفلام السينمائية المقدمة وإبداء الرأي النقدي فيها. كما يتجلى أيضاً هذا الاهتمام بالسينما في عمومها في تشجيع المجلات السينمائية والقيام بعملية دعمها وفي نشر الكتب المتعلقة بالمجال السينمائي سواء كانت في شكل كتب فردية أو في شكل كتب جماعية.
إننا حين نقول هذا الأمر، فإننا لا نعني على الإطلاق أن المجال السينمائي هو وحده ما يجب الاهتمام به، بل يعني قبل كل شيء آخر جعل المشهد الثقافي المغربي في كليته مركز اهتمام. الاهتمام يجب أن ينصب على الصورة، ويهتم بالصورة كما يهتم بالكلمة، في تكامل ثقافي منسجم، بعضه يكمل بعضاً وبعضه يستفيد من بعض.
إن عملية الاهتمام بالمجال السينمائي هي عملية تسمح في شكل واضح بالولوج القوي والدائم إلى روح العصر الذي هو عصر الصورة بمختلف تجلياتها. ومعرفة الصورة تتم من طريق المشاهدة أولاً ومن طريق تعلم أدوات قراءة هذه الصورة وفك رموزها ثانياً، وهو ما يجعل الجيل الجديد جيلاً يعي ذاته ويعي العالم الذي يعيش فيه وينفتح على مكوناته في شكل حضاري ومسؤول، خصوصاً أنه يستعمل الصورة في شكل يومي بدءاً من الهاتف المحمول وليس انتهاء بالتلفزيون والإنترنت. ثم، وهذا هو المقصود في نهاية المطاف، نعرف دائماً أن هذا الانفتاح الثقافي على المجال السينمائي يكون مبنياً على قيم التعارف والتسامح واحترام خصوصيات الآخر القريب والبعيد على حد سواء، بالنظر الى أن القسم الأكبر من المتن السينمائي سواء محلياً أو عالمياً، ولا سيما إن كان منتمياً الى ما تمكننا تسميته بالسينما الجادة، ينتمي الى تلك القيم ويعبر عنها. وهو ما دفع بالكثير من المفكرين إلى الحديث في صدد الحكي عن السينما، عن حب الحياة وإلى معرفتها في شكل أفضل. وهو شكل من أشكال الفكر الإنساني المتقدم، يطل عليها من مختلف جوانبها الإنسانية ويدعو بالتالي إلى الاهتمام بها في مختلف جوانبها الإنسانية.
ذلك أن الذين يحبون الحياة يذهبون إلى السينما، كما يقول المثل السائر، وأن الذين يذهبون إلى السينما هم محبو الحياة. هكذا تكون الدعوة إلى الاهتمام بالسينما هي في العمق دعوة ثقافية إنسانية لمحبة الحياة.

نور الدين محقق

The post مزيد من الاهتمام بالثقافة السينمائية appeared first on موقع سينفيليا.

]]>
https://cine-philia.com/2018/04/25/%d9%85%d8%b2%d9%8a%d8%af-%d9%85%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%a7%d9%87%d8%aa%d9%85%d8%a7%d9%85-%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%ab%d9%82%d8%a7%d9%81%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%8a%d9%86%d9%85%d8%a7%d8%a6%d9%8a%d8%a9/feed/ 0
إنصافا للسينما المغربية… https://cine-philia.com/2016/12/09/%d8%a5%d9%86%d8%b5%d8%a7%d9%81%d8%a7-%d9%84%d9%84%d8%b3%d9%8a%d9%86%d9%85%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ba%d8%b1%d8%a8%d9%8a%d8%a9/?utm_source=rss&utm_medium=rss&utm_campaign=%25d8%25a5%25d9%2586%25d8%25b5%25d8%25a7%25d9%2581%25d8%25a7-%25d9%2584%25d9%2584%25d8%25b3%25d9%258a%25d9%2586%25d9%2585%25d8%25a7-%25d8%25a7%25d9%2584%25d9%2585%25d8%25ba%25d8%25b1%25d8%25a8%25d9%258a%25d8%25a9 https://cine-philia.com/2016/12/09/%d8%a5%d9%86%d8%b5%d8%a7%d9%81%d8%a7-%d9%84%d9%84%d8%b3%d9%8a%d9%86%d9%85%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ba%d8%b1%d8%a8%d9%8a%d8%a9/#respond Fri, 09 Dec 2016 13:54:12 +0000 http://cine-philia.com/?p=300 وهذا العدد من مجلة “سينفيليا” على أهبة الصدور، يدور نقاش لايمكن لنا في المجلة أن نَمُرَّ عليه مرور الكرام دون أن نُدلي بِدلونا فيه، وذلك لأهميته ولخطورته في نفس الآن. إذ أن هناك سابقة بخصوص مهرجان مراكش السينمائي، تجلَّت في الإقصاء التام  للسينما المغربية بدعوى أن ما أُنتج كان هزيلا ورديئا ولايستحق لا المشاركة في...

The post إنصافا للسينما المغربية… appeared first on موقع سينفيليا.

]]>
وهذا العدد من مجلة “سينفيليا” على أهبة الصدور، يدور نقاش لايمكن لنا في المجلة أن نَمُرَّ عليه مرور الكرام دون أن نُدلي بِدلونا فيه، وذلك لأهميته ولخطورته في نفس الآن.

إذ أن هناك سابقة بخصوص مهرجان مراكش السينمائي، تجلَّت في الإقصاء التام  للسينما المغربية بدعوى أن ما أُنتج كان هزيلا ورديئا ولايستحق لا المشاركة في المسابقة الرسمية لهذا المهرجان ولا حتى في فقرة “نبضة قلب” التي كانت تعرض فيها أفلام مغربية خارج المسابقة الرسمية.

لكن مع مرور أيام المهرجان تَبَيَّن أن هنالك أفلاما مشاركة في المسابقة الرسمية أقل مايقال عنها أنها دون مستوى المشاركة في مهرجان دولي، هذا إضافة إلى أن الأفلام المشاركة عُرضت خلال هذه الدورة بعد أن عُرضت في عدَّة مهرجانات أخرى، وهو الأمر الذي لايمكن أن يحصل في مهرجان دولي مهم، إذ من شروط المشاركة في مهرجان يحترم نفسه أن يكون العرض للفيلم المشارك عرضا أول.

وإذا علمنا أن فيلمين مغربيين على الأقل لمخرجين متميزين سيعرضان في مهرجانين مهمين هما برلين ودبي، فإن مزاعم كون السينما المغربية لاتُنتج سوى الرداءة مردود عليها، إذ أننا كما يمكن أن نجد أفلاما مغربية رديئة فيمكن لنا كذلك أن نجد أخرى جيدة بإمكانها المشاركة في مهرجان بحجم مهرجان مراكش أو مهرجان أهم منه.

حِين الحديث عن ضعف الأفلام المغربية لايجب التعميم، فرغم أن هنالك كثيرا من الرداءة التي يتشبَّث أصحابها بنعتها أفلاما سينمائية وماهي بكذلك، فهناك مخرجون مغاربة بالمقابل  يُبدعون أفلاما ذات قيمة فكرية وجمالية وسينمائية يمكن لهم المنافسة بها عالميا.

إضافة إلى أن أفلاما مغربية شاركت طيلة سنوات في المسابقة الرسمية لهذا المهرجان كانت مُشَرِّفة، وأخرى أُقصِيَت وكانت جيدة وتستحق المشاركة، وبعد ذلك شاركت في مهرجانات عالمية ونالت جوائز بها.

وعلى ما يبدو أن مدير المركز السينمائي السابق نور الدين الصايل كان يُشكل نوعا من التوازن ضد السيطرة الكاملة للفرنسيين على المهرجان، وحينما غاب سيطر برونو بارد ومليتا توسكان دوبلانتيي كُلِّيا وغيَّبا السينما المغربية. فَكَونُها غائبة حتى عن فقرة “نبضة قلب” التي أُنشأت لكي تعرض فيها الأفلام المغربية خارج المسابقة دليل واضح على أن الأمر مُبَيَّت له وليس وليد الصُّدفة أو يمكن إرجاعه لضعف الأفلام المغربية إضافة إلى أن فيلما ك”أفراح صغيرة” للشريف الطريبق أو الفيلم الجديد  لأحمد المعنوني، الذي عودنا دائما على الجودة الفنية، كانا سيُشرِّفان وجه المغرب في مهرجان مراكش الذي طالما اختار أفلاما أجنبية ضعيفة في مسابقاته الرسمية، إضافة لكونه يُركِّز على الأفلام الأولى والثانية لمخرجيها وليس على أفلام لمخرجين مُكَرَّسِين وذوي صيت عالمي.

إضافة إلى كل هذا فَمِن المُلفت للإنتباه أن الحضور الفرنسي تَضاعف خلال هذه الدورة بحيث أن أغلب الأفلام المشاركة هي إنتاج مشترك مع فرنسا ودول أخرى إذ هناك ضمن المسابقة الرسمية فيلم فرنسي بالكامل وخمسة أفلام إنتاج مشترك مع فرنسا من أصل 14 فيلما مشاركا بها.

وإذا كانت السنوات الماضية قد شهدت احتجاجات لفنانين مغاربة فإن هذه السنة عرفت انخراط العديد من المخرجين السينمائيين المغاربة في الاحتجاج..احتجاج من طرف البعض وتعبير عن عدم رضا بالوضع الحالي لمهرجان مراكش السينمائي من طرف البعض الآخر.. وقد عبَّروا عن ذلك بكتابات على حوائطهم الفسبوكية وبتصريحات للصحافة، ومن بين هؤلاء إدريس اشويكة، محمد الشريف الطريبق، محمد مفتكر، عبد الله الزروالي، سعد الشرايبي، عز العرب العلوي وآخرين…

وتظل الخلاصة هنا والآن وبعد كل هذه السنوات أن مهرجان مراكش السينمائي الذي تُصرف عليه الملايير من جيوب دافعي الضرائب المغاربة إما أن يُعاد النظر في طريقة تنظيمه بصفة كليَّة ويتيقن من سلمه للفرنسيين أنه قد حان الوقت ليرفعوا أيديهم عنه، أو أنه سيموت بالتدريج كونه قد دخل غرفة الإنعاش منذ مدة وتزداد حالته سوءا دورة بعد أخرى، لدرجة أصبح كجسم غريب عن المحيط الذي زُرع فيه.

The post إنصافا للسينما المغربية… appeared first on موقع سينفيليا.

]]>
https://cine-philia.com/2016/12/09/%d8%a5%d9%86%d8%b5%d8%a7%d9%81%d8%a7-%d9%84%d9%84%d8%b3%d9%8a%d9%86%d9%85%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ba%d8%b1%d8%a8%d9%8a%d8%a9/feed/ 0
العودة الى الينابيع الأولى والبحث عن براءة العالم https://cine-philia.com/2015/11/05/%d8%a7%d9%84%d8%b9%d9%88%d8%af%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%89-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d9%86%d8%a7%d8%a8%d9%8a%d8%b9-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%88%d9%84%d9%89-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%ad%d8%ab-%d8%b9%d9%86-%d8%a8/?utm_source=rss&utm_medium=rss&utm_campaign=%25d8%25a7%25d9%2584%25d8%25b9%25d9%2588%25d8%25af%25d8%25a9-%25d8%25a7%25d9%2584%25d9%2589-%25d8%25a7%25d9%2584%25d9%258a%25d9%2586%25d8%25a7%25d8%25a8%25d9%258a%25d8%25b9-%25d8%25a7%25d9%2584%25d8%25a3%25d9%2588%25d9%2584%25d9%2589-%25d9%2588%25d8%25a7%25d9%2584%25d8%25a8%25d8%25ad%25d8%25ab-%25d8%25b9%25d9%2586-%25d8%25a8 https://cine-philia.com/2015/11/05/%d8%a7%d9%84%d8%b9%d9%88%d8%af%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%89-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d9%86%d8%a7%d8%a8%d9%8a%d8%b9-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%88%d9%84%d9%89-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%ad%d8%ab-%d8%b9%d9%86-%d8%a8/#respond Thu, 05 Nov 2015 11:54:50 +0000 http://cine-philia.com/?p=470 تشهد السينما المغربية في بعض تجلياتها الفيلمية، إشعاعاً قوياً سواء على مستوى الشكل الفني السينمائي الذي تنبني به هذه الأفلام السينمائية أو على مستوى التيمات الإنسانية الكبرى التي تقدَّم فيها. ذلك أن بعض هذه الأفلام يسعى الى تقديم عمل إبداعي فني متكامل، وهو ما يجعل منه أفلاماً سينمائية قوية تحظى بالإعجاب سواء من جانب النقاد...

The post العودة الى الينابيع الأولى والبحث عن براءة العالم appeared first on موقع سينفيليا.

]]>
تشهد السينما المغربية في بعض تجلياتها الفيلمية، إشعاعاً قوياً سواء على مستوى الشكل الفني السينمائي الذي تنبني به هذه الأفلام السينمائية أو على مستوى التيمات الإنسانية الكبرى التي تقدَّم فيها. ذلك أن بعض هذه الأفلام يسعى الى تقديم عمل إبداعي فني متكامل، وهو ما يجعل منه أفلاماً سينمائية قوية تحظى بالإعجاب سواء من جانب النقاد السينمائيين وعشاق السينما والمهتمين بالأعمال السينمائية أو من الجمهور المتعطّش لرؤية سينما حقيقية تقدّم له منتوجاً فنياً يحترم ذوقه ويرقى به، كما يحترم عقله ومستواه الفكري.

هذه الأفلام السينمائية المغربية على قلتها إن هي تحققت، ستكون لها دائماً شروط التوزيع المناسبة، وسرعان ما تحظى بالتقدير والإعجاب وبالمتابعة النقدية على اختلاف مستوياتها، وهو أمر إيجابي ومطلوب. ومن بين هذه الأفلام السينمائية المغربية الجديدة، نجد «إطار الليل» للمخرجة طالا حديد، والذي نال الجائزة الكبرى في مهرجان الفيلم الوطني بمدينة طنجة هذه السنة (2015)، وكذلك جائزة النقد السينمائي في المهرجان نفسه، وهي جائزة تمنحها الجمعية المغربية لنقاد السينما. وهاتان الجائزتان معاً تثبتان قوة هذا الفيلم وقدرته على تحقيق الفرجة السينمائية، مع الحفاظ على المستوى الفكري الرفيع والشكل الفني المركب في الوقت نفسه.

يطرح هذا الفيلم علاقات إنسانية متشابكة يجد الإنسان فيها نفسه محاصراً بمشاكل متعددة لا يد له فيها. فهناك البطل زكريا (جسّد دوره الممثل البريطاني/ المصري خالد عبدالله)، المهاجر الذي يعود من بريطانيا الى المغرب، البلد الذي ترعرع فيه، حيث ما أن يستقر به الأمر فيه حتى يبدأ في عملية بحث مُضن عن مصير أخيه المجهول. هذا الأخ الذي ترك المغرب في رحلة غامضة إلى العراق في ظل الحروب المشتعلة هناك، ولا يدري أحد له مصيراً محدداً ومعلوماً، فتتم «استعادته» حين كان صغيراً عبر الذاكرة، حيث يتذكر زكريا كيف كانا يلعبان معاً والأيام الجميلة التي جمعتهما في فترة الطفولة، خصوصاً حين كانا يذهبان إلى البحر ويسبحان فيه أو يلعبان بالقرب منه. هذه الاستعادة للأخ وهو في مرحلة الطفولة، ما هي إلا وسيلة لاستعادة زمن ضائع ورغبة قوية في الانطلاق منه لبناء حاضر قوي متشبّث بالجذور، ولكنه يستشرف المستقبل الآتي. وما يزيد في لوعة البطل زكريا، هو كون زوجة هذا الأخ تصرّ هي الأخرى على دفعه الى معرفة مصير زوجها الذي ترك وراءه طفلين صغيرين، وانطلق إلى وجهة مجهولة. هكذا، سيأخذ منها زكريا صورة وحيدة لأخيه، ويرحل باحثاً عنه لا سيما بعد أن أمدّته أيضاً بورقة دُوّن فيها رقم هاتف أحد أصدقائه الذي يعيش في مدينة الدار البيضاء.

ومن الواضح أن عملية البحث هذه، هي محور الفيلم بحيث تتحول في حدّ ذاتها إلى وسيلة لمعرفة العالم في وجهه الآخر، الوجه المرعب. في طريق البحث، وكما هي العادة، ستنبثق شخصيات جديدة تؤثث فضاء حكاية الفيلم الأساسية: حكاية سارق الطفلة الصغيرة عايشة، التي جسدت دورها ببراعة الممثلة الطفلة فدوى بوجوان، وحكاية الصديقة التي جسّدت دورها الممثلة المغربية ماجدولين الإدريسي، حيث تنفتح الحكاية الأساسية للفيلم على حكايات جانبية تعضدها وتمنحها أفقاً جديداً للتعبير. فنرى سارق الطفلة المحترف الذي أدى دوره الممثل الفرنسي/ الجزائري حسين شطري، حاملاً هذه الطفلة على متن سيارته بصحبة صديقته متظاهراً بأنها ابنته، لندرك أن الغرض من الاختطاف كان بيع الصغيرة الى مهووس جنسي في الغرب، كان وعد الســـارق بمبلغ مالي كبير (100 ألف يورو).

وسنتعرف الى شخصية الطفلة عبر عملية رجوع إلى الوراء ( الفلاش باك)، حيث نرى كيف كانت تعيش في البادية وتختلي بنفسها في الطبيعة، تاركةً العنان لخيالها الطفولي الجامح. إنها طفلة ذكية مشبعة بالرغبة في الحياة، ما سيساعدها في التخلّص من سارقها هذا، تارة حين تلتقي بطل الفيلم زكريا الذي سيحملها في سيارته العتيقة هي وسارقها وصديقته معتقداً أنهم عائلة واحدة، فما يكون منها إلا أن تنفرد به وتخبره بأنها ليست ابنتهما، وترجوه أن يأخذها معه. وهو ما سيقوم به حيث سيهرب بها ليتركها عند صديقته الفرنسية جوديث، التي جسّدت دورها الممثلة الكندية ماري – جوزيه كروز، قبل أن يذهب إلى العراق باحثاً عن أخيه المختفي. وتارة أخرى، حين تهرب من السارق مرة ثانية، الذي وجدها وصديقته مجدداً وخطفاها من مكان صديقة البطل. وسينفتح الفيلم هنا على حكاية جديدة، هي حكاية السارق عباس مع صديقته التي رأت في هذه الطفلة صورتها هي أيضاً حين كانت طفلة في مثل سنّها، فتشفق عليها وتتركها تفر، ما يجعل صديقها يذيقها عذاباً مبرحاً.

دمار العراق

وهنا ننتقل الى الجانب الآخر لنلتقي زكريا وهو يتابع بحثه عن أخيه في تركيا ثم في العراق. وفي العراق، ينفتح الفيلم على الدمار وتتشابك الأقدار حيناً وتتباعد حيناً آخر، وإذا كان الأمل يتجلى في كون الطفلة عايشة (للإسم هنا رمزيته الدالة على الحياة) قد وجدت حريتها حيث فرت من خاطفيها، وعادت إلى حيث كانت تعيش مع صديقة البطل جوديث (التي يبدو أنها قد فقدت هي الأخرى صغيرها/ صغيرتها في حادث معين)، وعادت تلعب بصحبة أطفال في مثل سنها في أحضان الطبيعة، فإن البطل زكريا وهو هناك يظلّ مأخوذاً بما يرى من أحداث دامية. وفي ظلّ هذه الأحداث الدامية، لا تنسى المخرجة أن تفتح المجال لبطل الفيلم زكريا وهو يبحث عن أخيه، كي يزور بائع الكتب في إحدى المكتبات الكبيرة والذي قام بدوره المخرج/ الممثل السوري نبيل المالح. وهي إشارة إلى أهمية الكتب في الحياة ورمزيتها.

لقد اعتمدت المخرجة وهي تقدّم فيلمها الروائي هذا، على تأطيره بفضاءات سينمائية جمالية قوية حيث اتخذت الصورة كامل شاعريتها، وعبرت عن خصوصية الحكايات المقدمة في الفيلم بشكل فني بديع. كما أن الممثلين وُفقوا بل تفوقوا بشكل واضح في تجسيد الشخصيات، بحيث عبروا عن دواخلها باحترافية كبيرة، بل حتى أن الممثلة الصغيرة الطفلة فدوى بوجوان منحت الدور الذي قامت به سحراً سينمائياً فاتناً، وهو ما يجعل من هذا الفيلم السينمائي المغربي تحفة سينمائية محكمة الصنع جديرة بالإعجاب والتقدير.

نور الدين محقق

The post العودة الى الينابيع الأولى والبحث عن براءة العالم appeared first on موقع سينفيليا.

]]>
https://cine-philia.com/2015/11/05/%d8%a7%d9%84%d8%b9%d9%88%d8%af%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%89-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d9%86%d8%a7%d8%a8%d9%8a%d8%b9-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%88%d9%84%d9%89-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%ad%d8%ab-%d8%b9%d9%86-%d8%a8/feed/ 0