نقد Archives - موقع سينفيليا https://cine-philia.com/tag/نقد/ cinephilia,سينفيليا مجلة سينمائية إلكترونية تهتم بشؤون السينما المغربية والعربية والعالمية Fri, 29 Nov 2019 14:05:37 +0000 ar hourly 1 https://wordpress.org/?v=6.4.4 https://cine-philia.com/wp-content/uploads/2018/03/cropped-cinephilia2-1-32x32.png نقد Archives - موقع سينفيليا https://cine-philia.com/tag/نقد/ 32 32 “الأيرلنديّ” .. لمْ يعدْ من داعٍ للصمت https://cine-philia.com/2019/11/29/%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%8a%d8%b1%d9%84%d9%86%d8%af%d9%8a%d9%91-%d9%84%d9%85%d9%92-%d9%8a%d8%b9%d8%af%d9%92-%d9%85%d9%86-%d8%af%d8%a7%d8%b9%d9%8d-%d9%84%d9%84%d8%b5%d9%85%d8%aa/?utm_source=rss&utm_medium=rss&utm_campaign=%25d8%25a7%25d9%2584%25d8%25a3%25d9%258a%25d8%25b1%25d9%2584%25d9%2586%25d8%25af%25d9%258a%25d9%2591-%25d9%2584%25d9%2585%25d9%2592-%25d9%258a%25d8%25b9%25d8%25af%25d9%2592-%25d9%2585%25d9%2586-%25d8%25af%25d8%25a7%25d8%25b9%25d9%258d-%25d9%2584%25d9%2584%25d8%25b5%25d9%2585%25d8%25aa https://cine-philia.com/2019/11/29/%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%8a%d8%b1%d9%84%d9%86%d8%af%d9%8a%d9%91-%d9%84%d9%85%d9%92-%d9%8a%d8%b9%d8%af%d9%92-%d9%85%d9%86-%d8%af%d8%a7%d8%b9%d9%8d-%d9%84%d9%84%d8%b5%d9%85%d8%aa/#respond Fri, 29 Nov 2019 14:05:37 +0000 https://cine-philia.com/?p=4264 شبح رجلٍ مرموق اجتماعيًّا، وقاتلٍ مأجور خطير في الخفاء يقبع على كرسيّ متحرِّك في إحدى مصحات الرعاية بالمُسنين. يقبع ليطالع حياته التي طالتْ لتشهد حقبًا وأحداثًا كثيرة قد لا تحتويها ذاكرته. يحسُّ بغربة ووحشة قاتلة حوَّلتْ هذا المجرم الخطير إلى رجل مُتهالك على كرسيِّه أقصى أمانيه أنْ يجد مَن يعطف عليه. وبعد حياة إجراميَّة أراد...

The post “الأيرلنديّ” .. لمْ يعدْ من داعٍ للصمت appeared first on موقع سينفيليا.

]]>
شبح رجلٍ مرموق اجتماعيًّا، وقاتلٍ مأجور خطير في الخفاء يقبع على كرسيّ متحرِّك في إحدى مصحات الرعاية بالمُسنين. يقبع ليطالع حياته التي طالتْ لتشهد حقبًا وأحداثًا كثيرة قد لا تحتويها ذاكرته. يحسُّ بغربة ووحشة قاتلة حوَّلتْ هذا المجرم الخطير إلى رجل مُتهالك على كرسيِّه أقصى أمانيه أنْ يجد مَن يعطف عليه. وبعد حياة إجراميَّة أراد فيها التخفي والعيش في الظلام ها هو الآن يتمنَّى من الخارجين من غرفته أن يتركوا بصيص نور يتسرَّب من باب غرفته كي لا يشعر بالوحشة! .. هذا هو “الأيرلنديّ” الذي عاش حياة الجريمة صامتًا كالحجر لا يفكر في أن ينبس بكلمة، وهذا هو “الأيرلنديّ” الذي رأى ألَّا نفعَ من الصمت فبدأ يروي لنا كل شيءٍ وبالتفصيل.
“The Irishman” هو فيلم المخرج الكبير “مارتن سكوريسزي” لعام 2019. الذي حاول حشد الكثير من الدعم له فترة من الزمن إلى أن جمع مائة وستين مليون دولار ليخرج بها الفيلم على ما يرضى. ولمْ يجد مَن يدفع كل التكاليف إلا شركة “Netflix”. وإذا سألتَ لِمَ هذا الإنتاج الكبير -نسبيًّا- فستجد الإجابة عندما تشاهد فيلمًا مكونًا من ثلاث ساعات ونصف الساعة. حقق فيها “سكورسيزي” حلمًا له، واستعاد ذاكرة فيلمَيْه القديمين “الأصدقاء الطيببون”، “كازينو” (مَلهَى). وهذا ما قد يدعو البعض -ممن شاهدوا الفيلمين- أن يرى في “الأيرلنديّ” تكرارًا لهما. لكن التدقيق في المشاهدة يطلعنا على تغيرات وتطويرات كثيرة صنعها المخرج.
الفيلم من بطولة الممثلين الكبار: “روبرت دي نيرو”، “آل باتشينو”، “جو بيشي”، وغيرهم الكثير. وهو مأخوذ عن كتاب باسم “سمعتُ أنَّكَ تدهن البيوت” للكاتب/ تشارلز براندت، وكتبه للتمثيل “ستيفن زاليان”. وقد صنعت له شركة الإنتاج ترويجًا ضخمًا قبل الانتهاء منه، وكثَّفتْ الترويج بحملات إعلاميَّة قادها مخرج الفيلم وممثليه. صنعت ضجَّة ضخمة في كل العالم. ويبدو أن شركة الإنتاج تضغط على الوسط الفنيّ ضغطًا تمهيديًّا كي لا تترك لمنصات الجوائز -خاصةً الأوسكار- سبيلاً يسلكونه.
الفيلم من تصنيف تاريخ، جريمة، إثارة. يحكي قصصًا حقيقيًّة عن “فرانك شيران” (روبرت دي نيرو) السائق الذي يعول أسرة، ويرغب في تحسين أحواله الماديَّة. ورحلة هذا السائق البسيط ليكون أحد القيادات العماليَّة النقابيَّة، وأحد أذرع المافيا المساهمة في قتل الكثير من الرجال؛ كان أبرزهم “جيمي هوفا” (آل باتشينو) رئيس نقابة عمَّال سائقي الشاحنات، التي كانت في وقت من الأوقات أكبر كيانات “الولايات المتحدة الأمريكيَّة”. فعل “شيران” كل هذا بتوجيه من رجل عصابات المافيا “راسل بافلو” (جو بيشي) ذي الأصل الإيطاليّ. عن هذا الثلاثيّ تدور أحداث الفيلم.
نستطيع أن نقسم الفيلم بسهولة إلى ثلاثة فصول فيلميَّة، أو قلْ ثلاثة أفلام تتفاوت طولاً وقصرًا:
الفصل الأول: نتعرَّف على “الأيرلنديّ” السائق البائس الطموح. وهو شخصيَّة معقدة عميقة؛ شخصيَّة عاطفيَّة لكنَّ إرادته والتزامه بأرض الواقع يهزم عاطفيَّته، قد يتفاعل معك لكنَّه لن يمانع في قتلك. قد يخدم أرباب عمله بجد واجتهاد، لكن لا يتورع عن سرقتهم لتحسين دخله. قد يعشق ابنته عشقًا لكنه لا يفعل شيئًا حيال شعورها بأخطاء أبيها، وتمزُّق علاقتهما على مدار الأعوام ولو بالقليل من العطف والاجتذاب. هذا هو “الأيرلنديّ” الذي قابل مصادفةً على طريق سفره رجلاً أصلح له عطلاً أصاب الشاحنة. ولمْ يكنْ يعرف أنَّها المصادفة التي تغيَّر كل شيء حتى إنك لا تعرف نفسك من بعدها. كان هذا الرجل هو “بافلو” رجل العصابات والمافيا الذي سيقابله مصادفةً مرةً أخرى. وشيئًا فشيئًا سيرى نزعة الطموح لدى “الأيرلنديّ” فيدخله في أعمال المافيا معاونًا. وقد قُدمت شخصيَّة “بافلو” في بعض التشابه مع ملامح “العرَّاب الأب” من الفيلم الأشهر “الأب الروحي”. وبرز في هذا الفصل “روبرت دي نيرو”، و”جو بيشي”. ونراهما باستخدام تقنيات (CGI) بنسخ مصغَّرة شكلاً.
الفصل الثاني -أو الفيلم الثاني-: وفيه نسمع صوتًا يسأل “الأيرلنديّ”: سمعتُ أنَّك تدهن البيوت (يقصد أنّه يرش حوائطها بدماء الضحايا). كان هذا صوت نجم الفيلم الأشد تألقًا “آل باتشينو” في دور الرجل الشهير “جيمي هوفا” رئيس النقابة. وهو شخصيَّة قويَّة لبقة متحدثة حماسيَّة قادرة على اجتذاب الإعجاب، مرح إلى أقصى الحدود حتى في أكثر اللحظات جديَّةً، يقرر القرار بمنتهى الحسم ثم يعود فيه بعد قليل. يطلب “هوفا” من “الأيرلنديّ” أن يكون مساعده عامةً، وفي عمليات التخلص من المُناوئين له. وتبدأ حقبة من التعاون الذي يكلل بصداقة، وبصفة رسميَّة في النقابة لـ”الأيرلنديّ”. ونطالع الكثير من الأحداث السياسيَّة الحقيقيَّة ودور “هوفا” وغيره في تغيير مسار الدولة كلها، وندخل دهاليز السياسة لنفهم ما أراد صانعو الفيلم أن يقولوه من عملهم. وتمضي الأحداث إلى أن يُؤمَرَ “الأيرلنديّ” بقتل صديقه “هوفا”. ويقع في مأزق نفسيّ وأخلاقيّ كبير. فهل سيُقدم على هذا أم لا؟
الفصل الثالث: وفيه نرى الأيام الأخيرة لـ”الأيرلنديّ”، وما حدث فيها. ونتيجة كل أعماله على صعدَيْ عمله مع المافيا، وأسرته. وفيه عاد “دي نيرو” للعزف منفردًا.
لا شكّ أن أفضل فصول الفيلم هو الثاني لاجتماع كل الممثلين في أشكالهم وهيئتهم الحقيقيَّة -كما في الواقع الآن دون تقنيات-، ولتلك الحيويَّة الهائلة التي ضخَّها “آل باتشينو” في دماء الفيلم. وبالقطع لأنَّه الفصل الذي بدأت الأحداث فيه تسير سيرًا سريعًا خلاف الفصليْن الأول والثالث.
يركِّز الفيلم على معنيين أساسيين:
الأول هو المعنى العام السياسيّ الذي يريك -في رحلة طويلة- دهاليز السياسة والسياسيين والمسئولين عن حياة المواطنين، وآمال الناس البسطاء. هذه الرحلة التي يخوضها معك أبطال الفيلم لا تجعلك مطمئنًا أبدًا لأيّ مسئول حكوميّ؛ مهما أظهر من حَدَبٍ على المواطنين، ورفق بهم، وشفقة على محتاجيهم، ومهما أظهر من ملامح الملائكيَّة. فأنت لا تعرف من المشهد إلا ما يجعلك تصدقه. لكنْ إنْ علمت خبايا الأمور ستجد كم نحن مغفَّلون لصالح الآخرين، وستعرف كمْ تدفع الشعوب ضريبةً لحفنة من البشر يديرون الدول لا يعملون إلا لصالحهم. والأعجب أن هذا يتم وهو يقنعونك أنهم ما قاموا من أسرَّتهم إلا لصالحك وحدك. والفيلم يريك تصفيق الجماهير الحادّ للمسئولين الذي لا يحصلون منه إلا التهاب أكفِّهم.
المعنى الثاني هو معنى إنسانيّ بامتياز له الكثير من الأبعاد والعلاقات الدراميَّة بين الأب وابنته، الصديق وصديقه، الإنسان وأطماعه. لكنَّ أهمَّ ما فيه هو الإنسان في طور الهِرَم والشيخوخة؛ حينما يعلم بأنَّه لمْ يعدْ من داعٍ لشيء، وأنَّه ما كان من داعٍ لشيء، وأنّ كل ما حرَّكه في شبابه ليفعل ويفعل ويفعل في الحقيقة لا قيمة له. وأنَّ ضحكة صافية من قلب ابنتك تساوي كل دولارات العالم. كل هذا نراه في مشاهد الشيخوخة مع شخصية “الأيرلنديّ” وغيره من الشخصيات.
والعمل الأشد تميُّزًا في الفليم هو للمخرج “سكورسيزي” لا لشيء إلا لأن الفيلم كل ما فيه ببصمة منه. كما أنه يمتاز بالتشابه العامّ مع فيلميه -السابق ذكرهما- في تناول العصابات وعالمها، ودوران الفيلم حول ثلاثة من الشخصيات كل منهم يأخذ زمام الفيلم فترة أو فصلاً؛ وكأنها آلة مركبَّة من تروس بعضها فوق بعض، غير التشابه في الإخراج بطبيعة الحال، والتعدد في مستويات السرد، وفكرة وجود الراوي، وأخيرًا التشابه في النهاية المُؤكِّدة على أن زمن عصابات المافيا انتهى (وهذا قيل نصًّا في الفيلمين، وفي هذا الفيلم أيضًا). وغيرها من التشابهات.
وأرى أن هذا الفيلم أشدُّ تميزًا في:
1- مستويات السرد وتعددها مع غير اضطراب. وبالعموم من الممكن أن يرى المشاهد ترحال الفيلم ما بين أواخر الخمسينيات، والسبعينيات، والتسعينيات، وعام 2003م -وهو عام موت “الأيرلنديّ”-.
2- الأداء التمثيليّ المتميِّز من الجميع؛ خاصةً نجوم العمل الثلاث. عندما استطاعوا تقديم أداء جيد ومقتدر في مراحل عديدة من أعمار الشخصيات، وأحوالهم بين الصحة والمرض.
3- المكياج ودوره الرائع الذي دعم الرؤية البصريَّة دعمًا لا يضاهى.
4- استخدام توزيعات موسيقيَّة لمقطوعات إيطاليَّة معروفة لخدمة جو عصابات المافيا الإيطاليَّة. غير الأغنية المستخدمة في لحظات البداية ولحظات النهاية.
5- الكوميديا التي استطاع المخرج تبطين العمل بها.
هذا فيلم “الأيرلنديّ” الذي ستشاهده وستستمتع حتى مع طوله البالغ. لأنَّك سترى مغامرة صنَّاع فيلم حقيقيَّة، وستشاهد كم يصنع الاجتهاد والموهبة من تألق.

عبد المنعم أديب

The post “الأيرلنديّ” .. لمْ يعدْ من داعٍ للصمت appeared first on موقع سينفيليا.

]]>
https://cine-philia.com/2019/11/29/%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%8a%d8%b1%d9%84%d9%86%d8%af%d9%8a%d9%91-%d9%84%d9%85%d9%92-%d9%8a%d8%b9%d8%af%d9%92-%d9%85%d9%86-%d8%af%d8%a7%d8%b9%d9%8d-%d9%84%d9%84%d8%b5%d9%85%d8%aa/feed/ 0
قراءة في شريطي “ثاربات ن واضو” و “السفر الأخير” للطيفة أحرار https://cine-philia.com/2019/11/25/%d9%82%d8%b1%d8%a7%d8%a1%d8%a9-%d9%81%d9%8a-%d8%b4%d8%b1%d9%8a%d8%b7%d9%8a-%d8%ab%d8%a7%d8%b1%d8%a8%d8%a7%d8%aa-%d9%86-%d9%88%d8%a7%d8%b6%d9%88-%d9%88-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%81%d8%b1-%d8%a7%d9%84/?utm_source=rss&utm_medium=rss&utm_campaign=%25d9%2582%25d8%25b1%25d8%25a7%25d8%25a1%25d8%25a9-%25d9%2581%25d9%258a-%25d8%25b4%25d8%25b1%25d9%258a%25d8%25b7%25d9%258a-%25d8%25ab%25d8%25a7%25d8%25b1%25d8%25a8%25d8%25a7%25d8%25aa-%25d9%2586-%25d9%2588%25d8%25a7%25d8%25b6%25d9%2588-%25d9%2588-%25d8%25a7%25d9%2584%25d8%25b3%25d9%2581%25d8%25b1-%25d8%25a7%25d9%2584 https://cine-philia.com/2019/11/25/%d9%82%d8%b1%d8%a7%d8%a1%d8%a9-%d9%81%d9%8a-%d8%b4%d8%b1%d9%8a%d8%b7%d9%8a-%d8%ab%d8%a7%d8%b1%d8%a8%d8%a7%d8%aa-%d9%86-%d9%88%d8%a7%d8%b6%d9%88-%d9%88-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%81%d8%b1-%d8%a7%d9%84/#respond Mon, 25 Nov 2019 11:04:13 +0000 https://cine-philia.com/?p=4232 هناك فرق كونيّ بين أن تقوم بالشيء لأنك تتقنه، وبين أن تقوم به لأنك تحبه سفرية وثائقية مقنعة على دفعتين، تلك التي حظي بها الحضور، يومه الإثنين 11 نونبر 2019، داخل فضاء سينما متحف محمد السادس بالرباط. لقد كنا أوفياء لمقاعدنا طيلة دقائق عرض عملين من فكرة وإعداد وإخراج الرائعة لطيفة أحرار، التي أبانت أن...

The post قراءة في شريطي “ثاربات ن واضو” و “السفر الأخير” للطيفة أحرار appeared first on موقع سينفيليا.

]]>
هناك فرق كونيّ بين أن تقوم بالشيء لأنك تتقنه، وبين أن تقوم به لأنك تحبه
سفرية وثائقية مقنعة على دفعتين، تلك التي حظي بها الحضور، يومه الإثنين 11 نونبر 2019، داخل فضاء سينما متحف محمد السادس بالرباط.
لقد كنا أوفياء لمقاعدنا طيلة دقائق عرض عملين من فكرة وإعداد وإخراج الرائعة لطيفة أحرار، التي أبانت أن شخصها الفني المعروف على أنه “ممثل” وجدَ له منافساً ضاريا ألا وهو لطيفة “المخرج”، عبر بوابة “الوثائقي” الصعبة الخصوصية.
بداية بالعمل الأنيق”ثاربات ن واضو” أو “بنت الريح”، والذي شاهدنا من خلاله ثقافة من بين الأعرق في تراثنا الأمازيغي، والمتمثلة في ثيمة موسيقى رقصة “أحيدوس”، لتقترح علينا فيها “لطيفة أحرار” متابعة خيط قصة شابة يافعة تدعى “سناء”، لها حلم أن تصبح فنانة، بالضبط “مايسترو”، حيث رافقناها للتعرف عن خصوصية اللباس، وعلى أشعار أحيدوس.
مما لا يحتاج إلى برهان ولا يختلف فيه إثنان، أنه لطالما كان لمثل هذا الحلم حساسية اجتماعية تاريخيا، في الوسط الأمازيغي المحافظ عموما، ومسألة امتهان المرأة “الفن” حيث يُقرن ب”الحشومة” وتصبح تلك الفتاة في صورة مماثلة للرذيلة، إلا أن “بنت الريح” كما أسمتها الأستاذة أوضحت لنا العكس، فتوسلنا انفتاحا من قبل عائلة الفتاة للموضوع ورأينا مساندة الأب لها، و تفاني ملقّنها في دوره، وأبرز ما يثير النظر هو خفة روح الفتاة، عفويتها، ابتسامتها، وصوتها القوي، إضافة لشعاع الإصرار البادي في عيونها قبل أداءها.
عموماً فقد توفق فريق العمل، خصوصا على مستوى المزج الصوتي، فنجد تناسقا بين طبيعة الفضاء الجبلية التقليدية، و الجو العام للأصوات المأخوذة بعناية؛ بشرية كانت أو طبيعية أو أصوات الآلات، بشكل يريح المتابع.
لاحظنا تجلي رؤية عفوية وواقعية، لا تجميل ولا تنميق في اللقطات المأخوذة، حيث نقلت المخرجة المحيط والشخصيات كما هي، وتركت لها حرية التصرف داخل الخطوط الأربعة المحددة لما يدعى “الإطار”..
لمسنا في عدة لحظات، شاعرية الواقعية الإيطالية في التصوير، وحركة الكاميرا على طريقة الموجة الجديدة الفرنسية، الشيء الذي دفع داخلنا أحاسيس جعلت الحضور يهتم أكثر بتدرج ثواني الفيلم، وصولا لختامه الذي أشفى الغليل، و”المايسترا اليافعة” فوق المسرح تتماشى بروعة مع الإيقاعات.
ولأن وراء كل نتيجة مرضية، طاقم متمكن ،فقد كان في مساعد المخرج /الصورة و المونتاج :الجميل “أيوب آيت بيهي”، أما الصوت فقد جُنِّد من أجله: “محمد عتيق”، وقاد “أحمد مخشون” سفينة المكيساج، فيما كانت الترجمة من توقيع” خالد آروش”، إضافة لحضور عماد فجاج ضمن طاقم الفيلم الفني.
تقول: “منين تزاديت فمكناس مكنتيش حاضر، منين دخلت نقرا فوجدة مكنتيش حاضر، منين نجحت فالشهادة الإبتدائية ف كرسيف مكنتيش حاضر، منين بلغت وصمت أول مرة مكنتيش حاضر، منين خذيت الباكالوريا ف سلا مكنتيش حاضر، ومنين دخلت لمعهد المسرح مكنتيش حاضر، وف 10 يونيو 2009 ،أنا! مكنتش حاضرة.”
افتتاحية كفيلة بتحريك رمال المشاعر المتحركة، كفيلة بأن تنذرك بخزان الحزن في قصة الفيلم، إفتتاحية عظيمة الإلقاء، إبتدأت تصويريا بالسكة ولحظة وصول القطار.

نمر بمعيتكم الآن، لإتمام قراءتنا، هذه المرة حول رائعة وثائقية مليئة بالأحاسيس، كيف لا؟، ونحن نتعرف عبرها على الإنسانة لا الفنانة، على ذكرى خاصة حزينة، لكنها كانت إيجابية في تحفيز ملكة الإبداع لدى المخرجة أكثر فأكثر، طيلة سنتين من الإعداد، حديثنا سيكون عن “السفر الأخير”.
هو إهداء لروح شخصية هي البطل في حياة كل منا، وبطل لطيفة مميز تدعوه “الجينرال”.
عن روعة كلماتها المؤثرة المخططة بدم روحها، و التي لو كان للميكروفون الذي سجل صوتها وهي تلقيها قلبٌ، لرفض إتمامها الكلام.
لنأتي لقراءته تقنيا، فنحن أمام سينمائية وثائقية، احترام كبير وتعامل رائع في التصوير مع “الاكسسوار السينمائي”، في رمزيته وسيميائيته، ليس هناك إطار خالٍ من حقيبته، أو حذائه، أو شيء خاص به، ذكراه في كل ثانية من ذلك العمل، فتكون سترته العسكرية تارة خضراء باهتة وتارة خضراء يانعة، الفرق هو أن الأولى: “غيابه” والثانية: “حضوره”.
تعرفنا مع الزوجة، عن قصة التواصل بينهما بأقراص الصوت المضغوطة، ولكم كانت رائعة طريقتها في السرد، ولكم أحزننا كونه بعيدا عنهم لظروف عمله العسكرية، واشتياقهم الدائم للقطار الذي يُنزله ليلا!.

إعتُمِدت الإضاءة نصف المعتمة أثناء الشهادات، من زوجته و أبناءه :” فاطمة الزهراء، ومحمد”، وكذا أصدقاءه، المسألة التي كانت مهمة جمالياً وبلاغيا في اكتمال العمل، وكذا الاعتماد المتوازن للخارجي والداخلي في الفضاءات.
أبت الأستاذة إلا وأن يكون الرمل من قلب الصحراء، من قلب الفضاء الذي انتمى له الأب طيلة سنوات عمله…
_وهناك في كرسيف، زارت الكاميرا بعين واقعية “بيت أحرار”، والذي مازالت به رائحة عطوره، ومازالت صورته في كل ركن بالبيت، رافق التصوير سرد لطيفة لذكريات المكان، أنْسَتنا حالته حينها، ولم نراه سوى مليئا بالحياة، بل ورأينا الأب حيّا يرزق بين أعيننا.
صحيح، لم تتوفقي لتكوني معه لحظة مغادرة الروح، لكن صدقيني لقد كرّمتِ روحه أغلى تكريم، بعمل احترافي على أعلى طراز، فيه من الحب ما يغطي الكون ويدفّيه.
وصحيح كذلك، أن سترته العسكرية فارغة من جسده اليوم، لكن نودك أن ترَيها دوماً مليئة بروحه التي تتمنى لك دوما النجاح والتوفيق.
قُدِّم لنا “السفر الأخير” تحت إشراف الدكتور حميد عيدوني والمخرج المبدع الجيلالي فرحاتي، في إطار فيلم بحث التخرج من ماستر تخصص سينما الفيلم الوثائقي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية، جامعة عبد المالك السعدي، بطاقم مجتهد ضمَّ في الصورة كلا من: “سكينة بلغيتي و أيوب آيت بيهي”، هذا الأخير الذي بصَم كذلك على “المونطاج والميكساج”، وفي الصوت نجد: ياسين أزكري، مرورا للسينوغرافيا والمبدعين: “لطيفة أحرار وطارق الربح”، الذي شاركه يونس كرواد في الإنارة، والترجمة “خالد آروش”.
وختاما لقراءتي، بأفضل مشهد من الناحية الفنية والتقنية، وأقساه من الناحية العاطفية، والمرفوق بموسيقى تصويرية تنهك الأرواح، وهو المشهد الختامي، فكما بدأت بالقطار ختمت به..
مشهد جمع في إطاره الحقيبة والقطار المنطلق ولم يكن ينقصه سوى “الجنرال”..

عبد الله تاريك

The post قراءة في شريطي “ثاربات ن واضو” و “السفر الأخير” للطيفة أحرار appeared first on موقع سينفيليا.

]]>
https://cine-philia.com/2019/11/25/%d9%82%d8%b1%d8%a7%d8%a1%d8%a9-%d9%81%d9%8a-%d8%b4%d8%b1%d9%8a%d8%b7%d9%8a-%d8%ab%d8%a7%d8%b1%d8%a8%d8%a7%d8%aa-%d9%86-%d9%88%d8%a7%d8%b6%d9%88-%d9%88-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%81%d8%b1-%d8%a7%d9%84/feed/ 0
فيلم «العائد».. صراع من أجل البقاء….وبقاء من أجل الصراع https://cine-philia.com/2018/04/28/%d9%81%d9%8a%d9%84%d9%85-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d8%a6%d8%af-%d8%b5%d8%b1%d8%a7%d8%b9-%d9%85%d9%86-%d8%a3%d8%ac%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d9%82%d8%a7%d8%a1-%d9%88%d8%a8%d9%82%d8%a7/?utm_source=rss&utm_medium=rss&utm_campaign=%25d9%2581%25d9%258a%25d9%2584%25d9%2585-%25d8%25a7%25d9%2584%25d8%25b9%25d8%25a7%25d8%25a6%25d8%25af-%25d8%25b5%25d8%25b1%25d8%25a7%25d8%25b9-%25d9%2585%25d9%2586-%25d8%25a3%25d8%25ac%25d9%2584-%25d8%25a7%25d9%2584%25d8%25a8%25d9%2582%25d8%25a7%25d8%25a1-%25d9%2588%25d8%25a8%25d9%2582%25d8%25a7 https://cine-philia.com/2018/04/28/%d9%81%d9%8a%d9%84%d9%85-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d8%a6%d8%af-%d8%b5%d8%b1%d8%a7%d8%b9-%d9%85%d9%86-%d8%a3%d8%ac%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d9%82%d8%a7%d8%a1-%d9%88%d8%a8%d9%82%d8%a7/#respond Sat, 28 Apr 2018 11:19:48 +0000 http://cine-philia.com/?p=1058 «ولكن أنت لا تستسلم… هل تسمعني؟… طالما يمكنك التنفس فقاوم.. تنفس…استمر بالتنفس..»» بهذه الكلمات تفتتح الوقائع والمشاهد في الفيلم العالمي الذي سرق أضواء هوليود سنة 2015 the revenant، والذي أخرجه مخرج الأوسكار المكسيكي الأصل أليخاندرو كونزاليز ايناريتو، من إنتاج شركة centery fox 20th. والمشاهد المتأمل في هذه الكلمات التي افتتحت أحداث الفيلم، سيدرك في نهاية...

The post فيلم «العائد».. صراع من أجل البقاء….وبقاء من أجل الصراع appeared first on موقع سينفيليا.

]]>
«ولكن أنت لا تستسلم…
هل تسمعني؟…
طالما يمكنك التنفس فقاوم..
تنفس…استمر بالتنفس..»»
بهذه الكلمات تفتتح الوقائع والمشاهد في الفيلم العالمي الذي سرق أضواء هوليود سنة 2015 the revenant، والذي أخرجه مخرج الأوسكار المكسيكي الأصل أليخاندرو كونزاليز ايناريتو، من إنتاج شركة centery fox 20th.
والمشاهد المتأمل في هذه الكلمات التي افتتحت أحداث الفيلم، سيدرك في نهاية مشاهدته، أنها تلخص كل الأحداث والمشاهد التي غاص فيها أثناء العرض، إنه ذلك الصوت/ الطيف الذي لازم بطل الفيلم «هيو غلاس» منذ بداية المغامرة، صوت يدعو إلى التشبت والارتباط والتمسك بالحياة طالما هناك أمل للتنفس والمقاومة وعدم الاستسلام، وهذا المقطع يجسد صورة فيلمية قبلية تخفي في شفراتها الإيحائية تيمة الفيلم الأساسية التي اشتغل عليها ايناريتو، والتي ستنجلي في الأحداث والمشاهد البعدية، حينما سيتبين أن كل المنعرجات والمغامرات التي صادفت البطل في الفيلم ما هي إلا تجسيد ورصد لموضوع : «الصراع من أجل البقاء».
إنه صراع مزدوج يخوضه هيو غلاس ضد المعيقات (العامل المعيق) من أجل تنفيذ توصيات الصوت/ الطيف (العامل المحفز) الذي يدعوه إلى التشبث والمقاومة والنهوض بعد كل عثرة، فتارة يصارع الصعوبات الطبيعة: المناخ القاسي ـ المياه الباردة ـ الأمطار والثلوج الغزيرة ـ الأدغال الموحشة ـ الحيوانات المتوحشة (الدببة)، وتارة أخرى يصارع العراقيل البشرية التي تهدد وجوده وكيانه: حقد وكراهية جون فيتزجيرالد الذي كان يريد التخلص منه ـ هجومات الهنود الحمر ـ أطماع البعثة الاستكشافية الفرنسية…
ولتجاوز هذه المنعرجات القاسية، كان لزاما على «هيو» إيجاد طرق وتقنيات ووسائل مساعدة (العامل المساعد) تساعده على التكيف مع الوضعيات الصعبة التي واجهها. ومن غريب الصدف أن تكون هذه الوسائل منبثقة ومتولدة من نفس المعيقات التي واجهته، فالطبيعة التي حاصرت طريقه بأشواك المخاطر، هي نفسها التي ستبعث له بالحلول المساعدة، فالدب الذي هجم على «هيو» وكاد يفتك به في بداية الرحلة، هو نفسه الذي سيقيه من أنياب المناخ القاسي الذي سيواجهه، بعد أن احتفظ بفروه ـ بعد قتله ـ لغاية الوقاية من البرد، كما أن مخالب الدب التي احتفظ بها «هيو» وقلدها عنقه، كانت رمزا ووسيلة دعم معنوي له من أجل المقاومة والتشبت بالحياة وعدم الاستسلام مثلما يتشبت الدب بواسطتها في الطبيعة الموحشة لحماية نفسه والحفاظ على بقائه. ولا ننسى أيضا أن الحصان الذي استعمله أعداؤه الفرنسيون للإغارة والفتك بالقبائل الهندية (ومنها قبيلة زوجته وابنه)، هو نفسه الذي سيساعده على الهروب من هجمات الهنود الحمر، وهو أيضا الذي سيقيه من شر البرد القاسي بعد أن شق بطنه واختبأ داخله بحثا عن الدفئ. ضف كذلك إلى العوامل المساعدة الهندي الذي أنقد حياة «هيو» وساعده على متابعة مسيرة الحياة، بالرغم من أن قبائل الهنود كانوا يصارعون هؤلاء الغرباء الذين احتلوا أراضيهم وسرقوا خيراتهم.
وإذا كانت الطبيعة بعناصرها المتنوعة شكلت حاجزا ـ في البداية ـ أمام رغبة «هيو» في الانتقام من قاتل ابنه «فيتزجيرالد، فإنها ستسخر قواها ـ مع تطور أحداث الفيلم ـ من أجل بلوغ البطل لهدفه (الانتقام). فإذا كانت التداريس الجغرافية الصعبة، والمناخ القاسي البارد، والمياه الباردة، والأراضي الخالية الموحشة، قد اعترضت طريق «هيو» في البداية، فإنها أيضا رسمت له خطة الوصول إلى الهدف، وساعدته في تجاوز كثير من المخاطر والعقبات (سباحته في المياه الباردة هروبا من هجمات الهنود، معرفته لمكان هروب فيتزجيرالد من خلال آثار أقدامه على الثلوج…)، وقد تعمد المخرج كونزاليز ايناريتو هذا الازدواج في الدور الذي أسنده لعناصر الطبيعة، من خلال اعتماده على تقنيات متنوعة ركزت أساسا على الإضاءة الطبيعية، ففي اللحظات الموحشة الصعبة التي تواجه البطل يلجأ المخرج إلى الإنارة الخافتة، حيث تتغطى السماء بالغيوم الزاخرة بالثلوج أحيانا، وبالأمطار الغزيرة أحيانا، وما يزيد من ظلمة المكان هي تلك الأشجار الكثيفة التي تغطي السماء المتلبدة، والتي كثيرا ما يركز عليها المخرج من خلال تركيز الكاميرا عموديا (من الأسفل إلى الأعلى) عليها وهي تتحرك بين أنامل الرياح. وبما أنها تتحرك، فالحركة تولد التغير والتحول، وهذا ما نستشفه من خلال تحول السماء الملبدة بالغيوم والثلوج، إلى سماء منيرة يسطع وهج الشمس منها، ويتسلل عبر أغصان هذه الأشجار إلى وجه «هيو» في لحظات الفرج و الانعتاق، وقد كان لهذا المشهد حضور قوي ومتكرر في لحظات الفيلم، وهو هنا رسالة فنية تجسد الاستمرار في المقاومة والصراع من أجل البقاء إلى حين تحقيق الهدف (الانتقام).

ومن أجل أجل خلق الجمالية الفيلمية، المواكبة والمتوافقة مع طبيعة الموضوع، استعان ايناريتو بمجموعة من العناصر الفنية والتقنية، يبقى أبرزها بطبيعة الحال ما يخص الجانب التشخيصي والتصويري، فقد برع ليوناردو دي كابريو كثيرا في أدائه دور «هيو غلاس» متقمصا بذلك دورا اعتبره الدور الأصعب الذي جسده في حياته السينمائية (سباحته في مياه درجة حرارتها تحت الصفر، أكله كبد ثور بوفالو، معايشته لظروف مناخية قاسية وتضاريس جغرافية صعبة….)، ضف إلى ذلك أن ايناريتو اختار لفيلمه هذا البعد التشخيصي، خاصة مع تقليصه لمساحة الحوار، وتركيز الكاميرا على تفاصيل الأداء وتفاصيل الجسد المقاوم للحظة فنائه، الساعي للحفاظ على بقائه. إنها المقاومة والرغبة في أخد الثأر التي تفرض على الجسد التحرك والتفاعل والاستمرارية في مساحة الصورة، وهذا ما أتقنه أيضا البارع توم هاردي في أدائه لدور الشرير الحاقد فيتزجيرالد، فاختياره من قبل المخرج لأداء هذا الدور لم يكن من قبل الصدفة، بل لتناسب وتوافق صفات توم وملامحه مع هذا الدور(الحقد، الكراهية، الرغبة في القتل، الحسد، الشر…)، واختيار ايناريتو هنا لتوم يذكرنا باختيارات مخرج الويسترن سباغيتي العالمي سيرجيو ليوني لشخصية الشرس التي أداها الممثل لي فان كليف باقتدار وبراعة في فيلم «الطيب والشرس والقبيح»، حيث كانت ملامح الشروالحقد تتقطر من ملامح «فان» من بداية الفيلم إلى نهايته.
أما فيما يخص التصوير، فلا شك أن أسلوب المكسيكي ايمانويل لوبزكي المتفرد في التصوير السينمائي راق لعديد النقاد العالميين، خاصة بعد تحصله على جائزة الأوسكار لثلاث مرات متتالية عن فيلمه (جاذبية) مع المخرج ألفونسو كوارون سنة 2013 وفيلميه الأخيرين رفقة ايناريتو (بيردمان) 2014 و(العائد) الذي نحن في صدد الحديث عنه. والمتأمل لأسلوب لوبزكي من خلال الفيلمين الأخيرين سيلاحظ مدى براعته في إطالة مدة اللقطة، من خلال ما يسمى بتقنية «اللقطة الواحدة» أو «اللقطة الطويلة»، التي تصل مدة الواحدة منها إلى 10 دقائق او أكثر، وهذا ما شاهدناه في لقطة صراع «هيو» مع الدب. إنه أسلوب مميز يسعى لإخفاء المونتاج والتقليص من حجمه، من خلال اعتماد تقنية «الكاميرا المترصدة» التي تتبع وتترصد خطوات الممثلين، وتحيط بمختلف جوانب الفضاء المكاني، وذلك بالاعتماد على تصوير يتعدى حدود الكاميرا التى بين يديه فيطير ويقفز ويحلق فى الفضاء ويسقط فوق المياه وفوق الشلالات وبين أشجار الغابة ومن فوق الجبال لنرى مشاهد مختلفة ومتنوعة محيطة بكل جوانب الفيلم ومعتمدة بالدرجة الأولى على التصوير الطبيعي الصادق في نسخه للمشهد المباشر . كما ارتكز الفيلم على لقطات مكبرة في الغالب تترصد المستوى التشخيصي الذي يجسد مقاومة البطل من أجل البقاء ضد الحواجز والمعيقات الطبيعية، وإصراره على الانتقام وأخد ثأر ابنه من الهارب فيتزجيرالد.
وأسند ايناريتو دور إنجاز الموسيقى التصويرية للفيلم، للثنائي «ريويتشي ساكاموتو» و«كارستن نيكولاي»، وجاءت الموسيقى متناسبة مع طبيعة الفيلم، من خلال الاعتماد على ألحان صامتة متوافقة مع طبيعة اللحظة وتطورها في الفيلم، فتارة ننصت لتلك الألحان الموحشة المرعبة التي يتولد رنينها في ظل الامتحان الصعب الذي يجتازه «هيو» في مقاومته لعناصر الطبيعة الموحشة والمناخ القاسي، وتارة أخرى تتلود تلك النغمات الشجية الرنانة المرافقة لبروز لحظة الانفراج وبزوغ وهج الشمس الدال على استمرار الوجود.
وفي الختام، يمكن القول أن المخرج كونزاليز ايناريتو، أنجز لنا ـ من خلال فيلمه العائدـ تحفة سينمائية راقية من كل المقاييس التقنية والفنية، وهذا ما برر ترشحه وحصده لأكبر الجوائز السينمائية سنة 201ف، سواء في الكولدن غلوب، أو جوائز النقاد، أو جوائز البافتا، أو الأوسكار التي توجت مسيرة ليوناردو دي كابريو الحافلة بالجهد والعمل والمكابدة من أجل الفن، ورسخت مكانة كونزاليز ايناريتو كأحد أبرز المخرجين العالميين في وقتنا الراهن، ضف لذلك أنها كرست هيمنة ايمانويل لوبزكي على جوائز التصوير السينمائي للسنة الثالثة تواليا، وهذا ما كان له أن يكون لولا الاندماج والتوافق والاتحاد والعمل الجاد الذي ميز طاقم فيلم العائد، خاصة في ظل الظروف المناخية والجغرافية الصعبة التي رافقت إنجاز الفيلم.

محمد فاتي

The post فيلم «العائد».. صراع من أجل البقاء….وبقاء من أجل الصراع appeared first on موقع سينفيليا.

]]>
https://cine-philia.com/2018/04/28/%d9%81%d9%8a%d9%84%d9%85-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d8%a6%d8%af-%d8%b5%d8%b1%d8%a7%d8%b9-%d9%85%d9%86-%d8%a3%d8%ac%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d9%82%d8%a7%d8%a1-%d9%88%d8%a8%d9%82%d8%a7/feed/ 0
«سمير في الغبار».. إعادة اكتشاف الذات والهُوية برؤى متباينة https://cine-philia.com/2018/04/26/%d8%b3%d9%85%d9%8a%d8%b1-%d9%81%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%ba%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d8%a5%d8%b9%d8%a7%d8%af%d8%a9-%d8%a7%d9%83%d8%aa%d8%b4%d8%a7%d9%81-%d8%a7%d9%84%d8%b0%d8%a7%d8%aa-%d9%88%d8%a7/?utm_source=rss&utm_medium=rss&utm_campaign=%25d8%25b3%25d9%2585%25d9%258a%25d8%25b1-%25d9%2581%25d9%258a-%25d8%25a7%25d9%2584%25d8%25ba%25d8%25a8%25d8%25a7%25d8%25b1-%25d8%25a5%25d8%25b9%25d8%25a7%25d8%25af%25d8%25a9-%25d8%25a7%25d9%2583%25d8%25aa%25d8%25b4%25d8%25a7%25d9%2581-%25d8%25a7%25d9%2584%25d8%25b0%25d8%25a7%25d8%25aa-%25d9%2588%25d8%25a7 https://cine-philia.com/2018/04/26/%d8%b3%d9%85%d9%8a%d8%b1-%d9%81%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%ba%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d8%a5%d8%b9%d8%a7%d8%af%d8%a9-%d8%a7%d9%83%d8%aa%d8%b4%d8%a7%d9%81-%d8%a7%d9%84%d8%b0%d8%a7%d8%aa-%d9%88%d8%a7/#respond Thu, 26 Apr 2018 14:32:04 +0000 http://cine-philia.com/?p=1011 «لماذا اخترت أن تصور هنا؟ .. لماذا تصور الحجارة والجبل؟! .. إذا كنت مكانك لذهبت لأصور أشياءًا أجمل» .. هذه الأسئلة التي سألها «سمير» بطل الفيلم -وستتكرر أكثر من مرة- وهو ابن أخت المخرج الجزائري الأصل محمد أوزين معاتبًا إيّاه على اختياره تصوير هذه المدينة القاحلة. المخرج العائد من بلاد المهجر، إلى وطنه الأم بعد...

The post «سمير في الغبار».. إعادة اكتشاف الذات والهُوية برؤى متباينة appeared first on موقع سينفيليا.

]]>
«لماذا اخترت أن تصور هنا؟ .. لماذا تصور الحجارة والجبل؟! .. إذا كنت مكانك لذهبت لأصور أشياءًا أجمل» .. هذه الأسئلة التي سألها «سمير» بطل الفيلم -وستتكرر أكثر من مرة- وهو ابن أخت المخرج الجزائري الأصل محمد أوزين معاتبًا إيّاه على اختياره تصوير هذه المدينة القاحلة. المخرج العائد من بلاد المهجر، إلى وطنه الأم بعد وفاة أبيه، وجد نفسه وجهًا لوجه أمام بيئة مغايرة تمامًا بكل ما تحمله الكلمة من معنى وبكل مكوناتها الثقافية والفكرية، فقرر أن يصنع فيلمًا يعيد فيه اكتشاف تلك الهُوية التي لم يعشها أبدًا، فهو لعب داخل الفيلم دور بطل موازي مُستبطَن، كشفت عنه خياراته الفنية كوسيلته في التعبير عن رؤاه المغايرة لابن أخته، الشاب العائش بالفعل في هذه البيئة ونما وتربى فيها وبلغ من العمر 33 عامًا. فللفيلم بطلان إذًا أحدهما رأيناه أمام الكاميرا والآخر كان خلفها. وإن كان ذلك لا يضعهما في مكانة متساوية، فسمير أولًا وأخيرًا شخصية داخل فيلم أوزين، والمخرج هو رب العمل، وما أظهره سمير ظهر بعيون المخرج، فسمير كشخصية ليس مستقلًا تمامًا عن سلطة المخرج في سرد حكايته، فوجهتي النظر في النهاية في رؤية الهُوية تعود لأوزين، وهي رؤية المخرج.
الخواء، والأفق الممتد، والسكون التام الذي يلف كل شيء، والفضاء الفسيح الذي يبدو أن الإنسان أمامه ضئيل وأنه أكبر منه بكثير، هي سمات مشتركة ربما في معظم المناطق الحدودية التي تقع على الحدود الفاصلة بين البلدان. تلك الحدود الجغرافية «المصطنعة» التي قامت على أساسها القوميات وتشكلت الهُويات، باتت جزء لا يتجزأ من رؤية الإنسان لنفسه وشريك أساسي في صياغة الإنسان لتصوراته عن نفسه وعن العالم وموقفه منهما باعتباره جزء من هذا العالم.
يبدأ أوزين شريطه بسمير آتيًا من بعيد يتقدم نحو الكاميرا وخلفه جبل ضخم يحتل عمق الكادر كله ويمنحه مهابة وكلما تقدم سمير ظهر كأنه يحمل على عاتقيه ثقل هذا الإرث، ثم يصل أمام العدسة لاهثًا، ويؤسس منذ البداية لفكرة التقسيم الجغرافي سؤال الـ«أين نحن؟» وما موقعنا في هذا العالم، فيشير أن هنا تقع المغرب، وعلى مقربة منا تقع إسبانيا، وهناك فرنسا وإن تبعد في مسافتها عن إسبانيا، ونحن هنا في الجزائر هذه هي أرضنا، وأرض أجدادنا، وأرض المخرج، فيقول له أن أصولك هنا أنت تنتمي لهذه الأرض بأرضها وسمائها وأحجارها وحشائشها والذئاب التي تعوي فيها، وروحها الشيطانية، ثم يلف هذا المشهد كله صوت الآذان في الخلفية، ليمنح بُعًدا إضافيًا ويُكمل تعريفه الذي أسس إليه بالدين كمكون رئيسي للهُوية والإرث الثقافي. وبالتالي نحن أمام رجل يعرف نفسه بانتمائاته فهو جزائري أولًا عربي ومسلم ثانيًا.
رأينا كمشاهدين مدينة «سيدي عمّار» الحدودية في أعين ابنها المخرج الوافد إليها من الغرب، العائد بمناسبة دفن أبيه في وطنه بعد أن تركها وعمره 17 عامًا، محمد أوزين والذي كان مصورًا فوتوغرافيًا قبل أن يصبح مخرجًا، في تكويناته للكادر أشبه باللوحات الفنية المرسومة، والتي تصلح ككارت بوستال للسائحين والزائرين، تعبر تمامًا عن علاقته بها، فسيدي عمّار كما صورها يجتمع في مشهديتها الخلابة بالنسبة إليه انطباق السماء بسحبها البيضاء، مع الأرض ذات الحشائش البرية والأحجار والجبال والبراح. هذه رؤية الوافد الذي وقع في أسر حب الطبيعة وجمال مدينة لم يعش بها يومًا قبل أن يأتيها، فكانت كادراته الثابتة الفوتوغرافية -إذا شئنا- تصلح كأغلفة لمجلات الطبيعة والجغرافيا. مؤكدًا ربما على غيريته، ورغم انتمائه بحكم أصوله البيولوجية إلى هذا المكان الذي جاء منه أبيه، إلا أنه يُعد آخر بالنسبة لسمير، وغريب على المكان لا من أهله!.
أما سيدي عمّار بالنسبة لسمير هي مجرد الأرض الجدباء والحجارة والعشب والجبل الأصم المهيب، لا يجد جميلًا في هذا المشهد الذي اعتاده ربما حد السأم، فبات لا يؤثر فيه ولا يحرك فيه شيئًا، بل يذهب لضريح سيدي عمّار -وهنا يظهر استخدام المونتاج بالمزج بين سمير وقبة الضريح من الداخل، والمزج هنا استخدمه المخرج مرتين أو ثلات ربما ليبين به تماهي سمير مع روحانية المكان وشخصيته المتدينة مرة، ومزج بين سمير والقمر مرة أخرى عندما يحكي قصة الرجل الذي كان يسوق بغله عبر الحدود ولم يجد له ظلًا وهذا التماهي بين سمير والقصة التي يرويها فأسوأ ما يخشاه المرء في هذه القرية هو أن يفقد ظله-. يذهب سمير للضريح ليدعو سيدي عمار ويسأله أن يوفقه في العيش في فرنسا أو أي مكان -ربما أراد أن يضيف بعيًدا عن هنا- فالبحر الفاصل بين مدينة عربية وأخرى أوروبية متجاورين جغرافيًا وبينهما تاريخ استعماري طويل يظل الآخر المتقدم نحمل له في داخلنا نظرة أخرى، وأحلام تداعب الخيال بتخطي البحر لنعيش حياة الثراء والرفاهية والنظام .. فعلى النقيض من الخال الوافد المبهور بالمناظر الطبيعية وكان يعيش بالفعل في مدينة أوروبية، يحلم سمير بترك هذا المكان برمته، مخلفًا ورائه الجبل، وإرثه الحضاري الثقيل الذي بدا أنه ينوء بحمله ولم يعد يطيقه، ويجد فرصته في بلاد الشمال المتقدم.
سمير شاب تجاوز الثلاثين عامًا من عمره، لا يملك المال لاستكمال بناء بيته المهجور، يحلم كأي شاب بسيط بالزواج وتأسيس عائلة، حتى أنه يداعب قطه ويقول له سيجدون لك شريكة وسيزوجونك، تندرًا على حاله هو الآدمي الذي لا يستطيع أن يتزوج. حتى الفتاة التي يحبها يلقاها سرًا، يراها المخرج من خلال ثقب ضيق صغير في جدار. تلك اللغة السينمائية التي امتلكها محمد أوزين ليعبر بها عن أفكاره دون كلام، إخلاصًا لطبيعة الفن السينمائي الأولى التي هي حكي الحدوتة بالصورة وما تحمله من رمزية موحية قد تَجُب الكلام، فدائمًا ما نرى سمير في لقطات مقربة معتمة، بدا في وحدته كأنه في قبر أو في رحم، كأنه أوزين في رحلته لاكتشاف هويته يعود بالإنسان إلى أصوله الأولى إلى بداياته، يرى سمير العالم خارجه من نافذة في مساحة مربع ضيق، ويرى حبيبته من ثقب صغير في جدار، رغم كل هذا البراح من حوله في الطبيعة والأفق الممتد، دائمًا ما نجد سمير مخنوقًا مُحاصرًا، نجح المخرج أن يحافظ على الإضاءة المعتمة لوجهه، ولون الغبار الأصفر كان لون الفيلم في معظمه.
سمير شخص متدين جدًا، وقَدَري، يصل لحد الاتكالية، يترك أموره على الله يدبرها هو له، في تكوين جميل للكادر نجد سمير يصلي تاركًا كل أموره إلى الله بينما يدور في أسفل زاوية الكادر اليمنى عجلة دراجته البخارية بخط أفقي ممتد من سمير إليه بطريقة آلية بدا معها سمير كأنه هذا الترس الصغير في آلة كونية كبيرة لا يملك إزائها شيئًا هو مُسيَّر لا مُخيَّر. كذلك الحاجز الخشبي الذي ظهر مرة يؤطِّر سمير كأنه حدوده تحتويه وهو في عمق الكادر، وكأنه حاجز لا يستطيع عبوره أو التعامل معه، ربما لا يستطيع تجاوز حدوده النفسية والجغرافية معًا. فهو أيضًا يعاني من أزمات نفسية وبدنية يلجأ في حلها لطقوس تراثية إما لإمام المسجد ليرقيه الرُقية الشرعية، أو لجدته لتمرر شيئًا محروقًا على جسده بطريقة تقليدية. فالخرافة والطب الشعبي مع الموروثات الدينية تشكل عالم هذا المكان الثقافي.
شريط الصوت في الفيلم شريط واقعي نسمع من خلاله صوت الريح، ولهاث سمير، ونفسه، وصوت عود الثقاب، وسحبه للدخان من سيجارته، كل هذه الأشياء ساهمت في تكريس حالة الواقعية التي أرادها المخرج لفيلمه برؤية سمير لبيئته. كما أنه استخدم الموسيقى التصويرية في بعض المواضع من تأليف تاتيانا باريس، استخدمت الجيتار الالكتروني، يعزف موسيقى أورينتال ربما إشارة للمزج بين الثقافتين التي يعبر هو نفسه عنها على مستوى الموسيقى. قد يرى بعض المشاهدين وقد يكونوا محقين في ذلك أن الزمن سار بطيئًا حد الملل وأن ثمة مواضع اكتنفها المط والتطويل، وأظن أن هذا الإبطاء في كل شيء هو جزء من طبيعة تلك البيئة وإيقاعها البطئ والملل الذي يصيب سمير الذي يحيا فيها حياةً متكررة. وطأة هذا الزمن العليل كان لابد لها أن تنعكس على الشاشة لنشعر بالملل مع سمير ونشاطره مشاعره الحقيقية وإحساسه الداخلي بوطأة الزمن عليه في بيئة شبه خاوية.
أخيرًا، سمير لا يعلم تحديدًا ما الذي يريده خاله من تصويره هذا الجزء من العالم، وما جدوى ذلك، حتى الله إذا كان هو هدفه من البحث فبحسب تعبيره لن يجده هنا على هذه الأرض. لكنه في النهاية قال له مُرِّحبًا به «أهلاً بك في وطنك» .. وشعرنا أنه يريد أن يضيف على كل حال!.

وفاء السعيد – القاهرة

The post «سمير في الغبار».. إعادة اكتشاف الذات والهُوية برؤى متباينة appeared first on موقع سينفيليا.

]]>
https://cine-philia.com/2018/04/26/%d8%b3%d9%85%d9%8a%d8%b1-%d9%81%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%ba%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d8%a5%d8%b9%d8%a7%d8%af%d8%a9-%d8%a7%d9%83%d8%aa%d8%b4%d8%a7%d9%81-%d8%a7%d9%84%d8%b0%d8%a7%d8%aa-%d9%88%d8%a7/feed/ 0
ملاحظات حول مصطلحات للتحليل السينمائي https://cine-philia.com/2018/04/26/%d9%85%d9%84%d8%a7%d8%ad%d8%b8%d8%a7%d8%aa-%d8%ad%d9%88%d9%84-%d9%85%d8%b5%d8%b7%d9%84%d8%ad%d8%a7%d8%aa-%d9%84%d9%84%d8%aa%d8%ad%d9%84%d9%8a%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%8a%d9%86%d9%85%d8%a7%d8%a6/?utm_source=rss&utm_medium=rss&utm_campaign=%25d9%2585%25d9%2584%25d8%25a7%25d8%25ad%25d8%25b8%25d8%25a7%25d8%25aa-%25d8%25ad%25d9%2588%25d9%2584-%25d9%2585%25d8%25b5%25d8%25b7%25d9%2584%25d8%25ad%25d8%25a7%25d8%25aa-%25d9%2584%25d9%2584%25d8%25aa%25d8%25ad%25d9%2584%25d9%258a%25d9%2584-%25d8%25a7%25d9%2584%25d8%25b3%25d9%258a%25d9%2586%25d9%2585%25d8%25a7%25d8%25a6 https://cine-philia.com/2018/04/26/%d9%85%d9%84%d8%a7%d8%ad%d8%b8%d8%a7%d8%aa-%d8%ad%d9%88%d9%84-%d9%85%d8%b5%d8%b7%d9%84%d8%ad%d8%a7%d8%aa-%d9%84%d9%84%d8%aa%d8%ad%d9%84%d9%8a%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%8a%d9%86%d9%85%d8%a7%d8%a6/#respond Thu, 26 Apr 2018 11:20:54 +0000 http://cine-philia.com/?p=1003 من الشائع في المقاربات النقدية الفيلمية الورود المتكرر لمصطلح التحليل. وهو يرد وفق مفهومين مختلفين: الأول عُرفي وشائع، ويتعلق بكل محاولة لمساءلة الفيلم السينمائي لغة وشكلاً، كآلية لتمرير الحكاية أو تحقيق «الحدوثة»، وتبيان قوتها أو ضعفها، جمالها أو عيوبها، خلفيات وجودها أو سطحيتها. كما قد يكون بحثاً في بعد من أبعاد الفيلم، كالجانب السوسيولوجي فيه،...

The post ملاحظات حول مصطلحات للتحليل السينمائي appeared first on موقع سينفيليا.

]]>
من الشائع في المقاربات النقدية الفيلمية الورود المتكرر لمصطلح التحليل. وهو يرد وفق مفهومين مختلفين: الأول عُرفي وشائع، ويتعلق بكل محاولة لمساءلة الفيلم السينمائي لغة وشكلاً، كآلية لتمرير الحكاية أو تحقيق «الحدوثة»، وتبيان قوتها أو ضعفها، جمالها أو عيوبها، خلفيات وجودها أو سطحيتها. كما قد يكون بحثاً في بعد من أبعاد الفيلم، كالجانب السوسيولوجي فيه، أو التحليل النفسي كما تبينه سلوكات الأبطال ونزعاتهم وأهواؤهم، أو الجانب التاريخي، إلى غير ذلك من جوانب المُعالَجة.
والكثيرون تطرقوا – وما زالوا بالطبع – في مقارباتهم لهذا الشكل الذي يعود إلى مرحلة تاريخية قديمة نسبياً، أي قبل أن يتقعد النقد السينمائي في منحاه التحليلي، في الصرح الجامعي خصوصاً. وكان قد أعطى نتائج جيدة ودراسات عميقة وقوية، وتماسكاً نظرياً بخاصة في ارتباطه مع أسماء نقدية كبيرة ذات الثقافة السينمائية الواسعة والصلبة.
لكن هذا التعريف يظل تاركاً فراغاً لمجالات بحث ودراسة مهمة غير مطروقة. بخاصة إذا لم يستند إلى منهج أو علم أو ثقافة سينمائية موثقة ومؤسسة على تصور مسبق. فالتعريف الثاني يجعل للتحليل تعريفاً محدداً أكاديمياً وجامعياً متفقاً عليه. التحليل هنا هو أحد أشكال القراءة الفيلمية أو، للتدقيق أكثر، هو أحد تقنيات القراءة. القراءة التي لها أيضاً معنى محدد أرسته مختلف النظريات الأدبية خصوصاً، والتي تتم الاستعارة والاستعانة بها أحياناً في الحقل السينمائي. وهو ما مفاده أن القراءة هي قراءة وظيفة النص الفيلمي المتعدد والمتشابك المكونات والعلائق.
ولنعط لمحة مقتضبة عامة عن هذا كله. المكوّنات تشمل، كما صارت معروفة للجميع، الصورة بما هي عبارة عن ممثلين، وديكور، وإضاءة، وأصوات وكتابة مخطوطة أحياناً. المكونات تتأثث وتُوظف وفق أماكن «الأفلمة»، أي من حيث يتم صنع الصورة كعملية إنتاج متسلسلة، وهي الإطار، والعدسة، والشريط، والتوليف، وتركيب التصويت ما بعد التصوير، والتوليف العام، مأخوذة بهذا الترتيب. كما أن العلائق تتحدد وفق الفضاء المكاني العام الذي تجري فيه الأحداث بكل اختلافاتها، والزمن بكل تعاريفه: الواقعي والمتخيل والمضمر والعلني، والآخر حين بناء الشخصيات كيفما كان نوعه وشكله وصفته، وأخيراً مع المحكي أي ذاك الذي يضم الدال والمدلول، وما بينهما.
وهكذا يكون التحليل قراءة إنتاجية لا منتهية مفتوحة على قراءات أخرى ممكنة وكثيرة، لكن في كل مرة مستندة إلى تقنيات ووسائل تحليلية محددة منذ البداية. إنها كما تصف نفسها ويصفها روادها الجامعيون، ضد كل محاولة أو مقاربة وصفية أو تفسيرية أو تبريرية أو مُسْتَنسخة للفيلم بواسطة الكلمة.
وجاذبية هذا التعريف تفترض للقراءة كتابة كي توجد وكي تتجسد عياناً. وهذه وجدت صداها بعد مخاض طويل وتذبذب، في مصطلح الكتابة السينمائية. فبالنسبة إلى الفن السابع، يتم الحديث عن تحليل الكتابة السينمائية، وبالتالي لم يعد الفيلم مجرد شريط يحمل صوراً تتلاحق تنتهي في الظلام الذي تشرع به دوماً. وهنا يصير التحليل تفكيكاً وتحديداً للعناصر والعلائق، التي تمنحها قوتها ووجودها ووظيفتها وأهدافها التي منها الإمتاع والإفادة. وهي جميعها تأخذ أهميتها من كونها اختيارات حاملة ومنتجة في آن واحد للمعنى، وبالتالي تخضع للتأويل.
وهنا تجب الإشارة إلى أن التحليل يختلف عن النقد في جوانب عديدة أوردنا بعضها في التعريف الأول، ولا تعادله معادلة رياضية وإن حصل اتفاق بينها في مقاربة فيلم ما. النقد أشمل وأوسع وأرحب وغير مقيّد إلا بالمعرفة الواسعة الضرورية. ولأن التحليل يظل كما قلنا تقنية قرائية، وسيلة من بين وسائل تتميز بـ «علميتها» الصارخة، العميقة حتماً، لكن الجافة أحياناً. أما النقد فهو أعمق بما أنه مرحلة الحسم والاختيار والانحياز الذوقي، وهو مما لا يتأتى إلا بالثقافة والتجربة ومقارعة الكتابة طويلاً. ويمكن بهذا المعنى أن يكون النقد السينمائي رافداً من روافد النقد الفني إجمالاً والأكبر نطاقاً، أي نقد الجماليات، وركناً من أركان فلسفة الجمال. وفي المحصلة يشكل جنساً أدبياً يتميز بارتباطه باشتغال الفن ومعمل أثره وحقل تجاربه إنسانياً ووجودياً. وهذه العلاقة الأخيرة تفرض القوة الحجاجية، وملكة الإقناع، وقوة الأسلوب، وخصوصية الكتابة الرصينة الجميلة. النقد من دون كتابة لا يسمى نقداً.
هكذا نرى حدوداً فاصلة واضحة بين التحليل والقراءة والنقد. قد تتداخل وتؤخذ بالترتيب السابق، أي تحليل ثم قراءة فنقد. ولنجرؤ الآن على طرح تفسير معادل ومواز: تفكيك ثم تركيب فتأويل. فنرى أن التحليل ليس سوى مرحلة أولى تُتناول كما العناصر والعلائق.
لقد فرض علينا طرح هذا التعريف المعروف وتجديد العهد به، كون بعض الأقلام صارت تتحجج بالأكاديمية والصرامة العلمية وإرساء المنهجية أولاً ومسبقاً، قبل كل مقاربة للفيلم. بل تفرضها فرضاً ولزوماً. وهو ما لا يعترض عليه أحد في المبدأ والطابع، لكن يتم تجاهل أمر أساسي، هو أن هذا الطرح يخص البحث العلمي بالضرورة، وليس القراءة العاشقة العارفة الذواقة المفتوحة على الاجتهاد وكل الاحتمالات غير المتوقعة. المجالات هي التي تختلف فقط، وليس الهدف السامي الذي هو المعرفة الممتعة والمفيدة. المعرفة التي لا تحدها أسوار ولا نظريات، مهما استطالت الأولى وتجملت الثانية.

مبارك حسني

The post ملاحظات حول مصطلحات للتحليل السينمائي appeared first on موقع سينفيليا.

]]>
https://cine-philia.com/2018/04/26/%d9%85%d9%84%d8%a7%d8%ad%d8%b8%d8%a7%d8%aa-%d8%ad%d9%88%d9%84-%d9%85%d8%b5%d8%b7%d9%84%d8%ad%d8%a7%d8%aa-%d9%84%d9%84%d8%aa%d8%ad%d9%84%d9%8a%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%8a%d9%86%d9%85%d8%a7%d8%a6/feed/ 0
فيلم «هي» لبول فيرهوفن، خلاصة تجربة مخرج متمكن https://cine-philia.com/2018/04/25/%d9%81%d9%8a%d9%84%d9%85-%d9%87%d9%8a-%d9%84%d8%a8%d9%88%d9%84-%d9%81%d9%8a%d8%b1%d9%87%d9%88%d9%81%d9%86%d8%8c-%d8%ae%d9%84%d8%a7%d8%b5%d8%a9-%d8%aa%d8%ac%d8%b1%d8%a8%d8%a9-%d9%85%d8%ae/?utm_source=rss&utm_medium=rss&utm_campaign=%25d9%2581%25d9%258a%25d9%2584%25d9%2585-%25d9%2587%25d9%258a-%25d9%2584%25d8%25a8%25d9%2588%25d9%2584-%25d9%2581%25d9%258a%25d8%25b1%25d9%2587%25d9%2588%25d9%2581%25d9%2586%25d8%258c-%25d8%25ae%25d9%2584%25d8%25a7%25d8%25b5%25d8%25a9-%25d8%25aa%25d8%25ac%25d8%25b1%25d8%25a8%25d8%25a9-%25d9%2585%25d8%25ae https://cine-philia.com/2018/04/25/%d9%81%d9%8a%d9%84%d9%85-%d9%87%d9%8a-%d9%84%d8%a8%d9%88%d9%84-%d9%81%d9%8a%d8%b1%d9%87%d9%88%d9%81%d9%86%d8%8c-%d8%ae%d9%84%d8%a7%d8%b5%d8%a9-%d8%aa%d8%ac%d8%b1%d8%a8%d8%a9-%d9%85%d8%ae/#respond Wed, 25 Apr 2018 13:20:04 +0000 http://cine-philia.com/?p=982 لا يمكن الحديث عن تجربة المخرج الهولاندي بول فيرهوفن دون ذِكر توجهين كبيرين ومدرستين واضحتين في السينما العالمية، التوجه الأوروبي الذي يُعطي الحرية والأسبقية للمخرج ويعتبره المسؤول الأول والأخير عن العمل السينمائي في مُقابل الرؤية الهوليودية التي تعتبر المخرج أحد صانعي الفيلم بحيث تكون النتيجة النهائية التي نراها على الشاشة خاضعة لرقابة الاستوديوهات المُنتِجَة والمسؤولين...

The post فيلم «هي» لبول فيرهوفن، خلاصة تجربة مخرج متمكن appeared first on موقع سينفيليا.

]]>
لا يمكن الحديث عن تجربة المخرج الهولاندي بول فيرهوفن دون ذِكر توجهين كبيرين ومدرستين واضحتين في السينما العالمية، التوجه الأوروبي الذي يُعطي الحرية والأسبقية للمخرج ويعتبره المسؤول الأول والأخير عن العمل السينمائي في مُقابل الرؤية الهوليودية التي تعتبر المخرج أحد صانعي الفيلم بحيث تكون النتيجة النهائية التي نراها على الشاشة خاضعة لرقابة الاستوديوهات المُنتِجَة والمسؤولين عنها وليس للمخرج فقط، رغم أن رؤية المخرج للعملية الإبداعية في السينما تلتقي في بعض الأحيان مع توجه الاستوديوهات خصوصا إذا كان قادرا على جلب الجمهور باستمرار لمشاهدة أفلامه.

مُخرج مستفز
وبالنسبة لبول فيرهوفن فقد مَرَّ من المرحلتين دون أن تستطيع استوديوهات هوليود تدجينه وفرضِ رؤيتها عليه بشكل نهائي، وحينما أَحَسَّ أن ذلك سَيَقع، أثناء إنجازه لآخر فيلم هوليودي له «الرجل الخفي» سنة 2001 عاد إلى أوروبا ليُنجز باقي أفلامه بها كما كان يصنع في بداياته، مُحافظا على حريته الإبداعية ورؤيته المُتميِّزة للسينما ولِصُنع الأفلام.
وكما كان فيرهوفن في هولندا مستفزا ونابشا في خبايا النفس البشرية ومثالب المجتمع الهولندي، استمرَّ كذلك في أفلامه الأمريكية، فهو حتى في أفلامه الأكثر جماهيرية ظل محافظا على أسلوبه ورؤيته الإبداعية، ويمكننا ملاحظة هذا إلى آخر فيلم ناجح له جماهيريا ونقديا في هوليود «غريزة أساسية»، حيث ستتتالى بعد ذلك مشاكله مع الجمهور والصحافة ابتداء من فيلم «فتاة الاستعراض»، والذي يمكن اعتباره نقدا لاذعا للمجتمع الأمريكي، الأمر الذي لم يستطع الأمريكيون تقبله خصوصا أنه آت من طرف مخرج أوروبي، رغم أن الفيلم رُدَّ له الاعتبار نقديا بعد ذلك بسنوات.
وهاهو ذا يعود هذه السنة بفيلم من إنتاج فرنسي ليؤكد به أنه لم يَقُل كلمته الأخيرة وأنه مازال في جعبته الكثير من الإبداع السينمائي.

فيلم ذهاني
يتناول فيلم «هي» (2016) المقتبس عن رواية للكاتب الفرنسي فيليب دجيان حياة إمرأة ثرية في الخمسين من عمرها مازالت مُحافظة على عنفوانها وأنوثتها، تَتَعَرَّض لعمليات اغتصاب متكررة من طرف شخص ملثَّم. وبحكم أنها ظلت طيلة حياتها مُتَابَعَة من طرف الصحافة ومُستَجوَبَة من طرف الشرطة بسبب تورط أبيها في عملية قتل جماعي ذات علاقة بميول ديني متشدد، وكونها كانت حاضرة أثناء العملية وسنها لم يتجاز العاشرة، فإنها ترفض الاستعانة بالشرطة ليظلَّ الخبر حبيس المقربين إليها فقط.
لكن هذا فقط ماتوحي به الأحداث الخارجية للوهلة الأولى، لأن الشخصية التي تؤديها الموهوبة دائما إيزابيل أوبير بتفوق، جد مركبة وكثيرة التعقيد على مستواها النفسي. إذ رغم أن المخرج يجعلنا نرى الأحداث من وجهة نظرها بحيث نتعاطف معها، فإننا نكتشف مع توالي لحظات الفيلم وبشكل تدريجي وغير مباشر مدى تسلطها وقسوتها وتلاعبها بالمحيطين بها، بل أيضا ميولها العدوانية القاتلة.
فرغم أن ميشيل تُبدِي للآخرين أنها متأثِّرة من عمليات الاغتصاب، وأنها تريد التخلص من مغتصبها أو الانتقام منه، فإننا كمشاهدين نلاحظ في تصرفاتها خلال أغلب لحظات الفيلم مايقول عكس ذلك، وكأنها تستمتع بما يقع لها خصوصا بعد أن تتعرف على هوية المغتصب.

ما يمكن ملاحظته في هذا الفيلم هو أنه خلاصة تجربتي بول فيرهوفن الأوربية والأمريكية معا، بحيث أنه جاء ذا لمسة أوروبية وطابع أمريكي اكتسبه فيرهوفن طيلة سنوات اشتغاله في هوليود، والمتمثل في تلك الصنعة وذلك الحرص على الدقة بحيث لانجد لقطات ومشاهدة «زائدة» أو ممكن أن تُشوِّش على المشاهد كيف ماكان نوعه.
ويمكن لنا مقارنة فيرهوفن في هذه الخاصية بهيتشكوك، من ناحية كونهما معا يحرصان على صنع سينما جدّ ذاتية وذات طابع يدخل ضمن سينما المؤلف ذو الرؤية الخاصة، لكن مع الحرص على أن تظل سينماه جماهيرية وبعيدة عن ماهو نخبوي.
وبخصوص هيتشكوك دائما فيمكن القول أن فيرهوفن متأثر به ويبدو هذا التأثير في فيلم «هي» واضحا كونه مبنيا على الطريقة الهتشكوكية في التشويق وشد أنفاس المشاهدين حتى آخر لقطة، رغم أن بالفيلم أمورا أخرى لا تنتمي لخصوصيات المدرسة الهيتشكوكية.

نقد لطبقة مخملية
فيلم «هي» عبارة عن نقد غير مباشر لطبقة راقية ميسورة ماديا، لم تعد تجد لها في الحياة بشكل سوي وطبيعي لذة ولا مذاقا، وتبحث عن بدائل غير سوية لتصريف عُقدها وغرائزها اللاطبيعية. وبهذا الصدد يمكن لنا أن نتذكر لويس بونويل في نقده للطبقات الرأسمالية والراقية وهجائه لها في أفلامه خصوصا في فيلم «السحر الخفي للبورجوازية»، رغم أسلوبه السوريالي المغاير تماما لأسلوب فيرهوفن الواقعي المبني على الدوافع النفسية للشخصيات.
على العموم ففيرهوفن يحافظ في «هي» على ذلك الأسلوب الذي انتهجه في «غريزة أساسية» (1992)، بحيث أن هذا الفيلم هو القريب جدا من بين أفلامه له. إذ نجد بهما معا التشويق كأسلوب، وتتشابه الشخوص فيهما كثيرا كونها كلها شخوص غير سوية، أما النساء فهن في الفيلمين ذوات ميول عدوانية إن لم نقل إجرامية.

نساء مسيطرات
نساء فيرهوفن ذوات شخصيات قوية ومسيطرات وساديات، يتلاعبن دائما بالرجال، الذين يبدون في أغلب الأحيان عنده ذوي شخصيات ضعيفة. وكل هذا ينطبق تماما على شخوص فيلم «هي»، فميشيل ذات شخصية قوية ومسيطرة خصوصا على الرجال. لكن ربما هي الشخصية النسوية الأكثر تعقيدا من بين كل النسوة اللواتي صورهن فيرهوفن، إذ تبدو حاملة للعديد من المشاعر المتناقضة وذات حالات نفسية مُتغيِّرة باستمرار، نجد لها مبررات في ماضيها خصوصا طفولتها الدموية صحبة أبيها، الذي لاتُخفي كرهها له، كل مرة تطلب منها أمها زيارته في السجن.
الشخوص النسوية في «هي» حتى إن وقع بينهن وبين ميشيل تصادم، فإنه ينتهي بتصالح وتفاهم خفي ومُبطَّن لايتم الحديث عنه، وهنا يمكن الإشارة للعلاقة المتوترة بين ميشيل وزوجة ابنها التي تبتدأ بالمواجهة والكره وتنتهي بالصلح والتفاهم.
رغم أن الفيلم يدع مجالا للتحليل النفسي الفرويدي لتفسير حالة ميشيل من خلال ماجرى لها وهي صغيرة السن، وبالتالي كُرهها لأبيها إلا أنه لا يؤكد تماما على ذلك، من خلال متابعتها في حالة لا تتطور بل تتبدَّل فيها حالاتها ومشاعرها وكأنها بركان خامد على أهبة الانفجار، مُستمتعة بساديتها اتجاه الآخرين ومازوشيَّتها اتجاه نفسها. بل إن فيرهوفن يعطي لنفسه الفرصة بين الحين والآخر لِبَثِّ سخرية سوداء تليق بشخصية كميشيل، وتجعل المُشاهد يظل على مسافة منها بحيث لا يكرهها كثيرا ولايحبها كثيرا، لكنه يمكن أن يغفر لها حتى آخر مشهد من الفيلم، حين تخطط للقتل وتَلمُّ شمل الأسرة وتتصالح مع ابنها الغبي وزوجته الشابة المخادعة والهستيرية.

فريق منسجم
تبدو في فيلم «هي» تلك الحرية التي يدعها المخرج لممثليه في الأداء، بحيث تظهر هذه الحيوية على الشاشة، ويمكن الجزم أن إيزابيل أوبير كانت تؤدي في دور ميشيل واحدا من بين أهم أدوارها، إذ نشاهدها كممثلة ناضجة تستمتع بالدور الذي تؤديه بحرفية عالية وبحب وعشق خالصين. ويبدو أيضا واضحا أن كل الممثلين كانوا يشكلون فريقا متكاملا يعمل على مساندة أوبير ويجعلها تبدو كلاعب أساسي.
على العموم فأهم التِّيمات التي تتكرر في أفلام بول فيرهوفن والتي نجدها بفيلم «هي» أيضا هي ثالوث الجنس والعنف والدين، و تأثيرها في النفس البشرية، وهو يتناول هاته التيمات بدون ادعاء كبير ومن خلال قصص وحالات تنبع من عمق الواقع الغربي ابتداء من سبعينيات القرن الماضي وإلى يومنا هذا.

عبد الكريم واكريم

The post فيلم «هي» لبول فيرهوفن، خلاصة تجربة مخرج متمكن appeared first on موقع سينفيليا.

]]>
https://cine-philia.com/2018/04/25/%d9%81%d9%8a%d9%84%d9%85-%d9%87%d9%8a-%d9%84%d8%a8%d9%88%d9%84-%d9%81%d9%8a%d8%b1%d9%87%d9%88%d9%81%d9%86%d8%8c-%d8%ae%d9%84%d8%a7%d8%b5%d8%a9-%d8%aa%d8%ac%d8%b1%d8%a8%d8%a9-%d9%85%d8%ae/feed/ 0
«البحث عن السلطة الضائعة» فيلم مغربي عن الحرية المفقودة https://cine-philia.com/2018/04/25/%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%ad%d8%ab-%d8%b9%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%84%d8%b7%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b6%d8%a7%d8%a6%d8%b9%d8%a9-%d9%81%d9%8a%d9%84%d9%85-%d9%85%d8%ba%d8%b1%d8%a8%d9%8a-%d8%b9/?utm_source=rss&utm_medium=rss&utm_campaign=%25d8%25a7%25d9%2584%25d8%25a8%25d8%25ad%25d8%25ab-%25d8%25b9%25d9%2586-%25d8%25a7%25d9%2584%25d8%25b3%25d9%2584%25d8%25b7%25d8%25a9-%25d8%25a7%25d9%2584%25d8%25b6%25d8%25a7%25d8%25a6%25d8%25b9%25d8%25a9-%25d9%2581%25d9%258a%25d9%2584%25d9%2585-%25d9%2585%25d8%25ba%25d8%25b1%25d8%25a8%25d9%258a-%25d8%25b9 https://cine-philia.com/2018/04/25/%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%ad%d8%ab-%d8%b9%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%84%d8%b7%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b6%d8%a7%d8%a6%d8%b9%d8%a9-%d9%81%d9%8a%d9%84%d9%85-%d9%85%d8%ba%d8%b1%d8%a8%d9%8a-%d8%b9/#respond Wed, 25 Apr 2018 10:57:26 +0000 http://cine-philia.com/?p=965 يعتبر فيلم “البحث عن السلطة الضائعة” للمخرج المغربي محمد عهد بنسودة مغايرا مقارنة مع ما أنجزه من أعمال سابقة، لأنه يتميز بأسلوب فني وجمالي يتأسس على الاقتصاد في الحوار (اللغة المنطوقة)، واختيار موضوع السلطة العسكرية كإشكال يطرح نفسه بإلحاح في واقعنا العربي الذي يعرف مخاضا متواصلا حول علاقة العسكر بالحكم، وإمكانيات التأسيس لديمقراطية تنبعث فعليا...

The post «البحث عن السلطة الضائعة» فيلم مغربي عن الحرية المفقودة appeared first on موقع سينفيليا.

]]>
يعتبر فيلم “البحث عن السلطة الضائعة” للمخرج المغربي محمد عهد بنسودة مغايرا مقارنة مع ما أنجزه من أعمال سابقة، لأنه يتميز بأسلوب فني وجمالي يتأسس على الاقتصاد في الحوار (اللغة المنطوقة)، واختيار موضوع السلطة العسكرية كإشكال يطرح نفسه بإلحاح في واقعنا العربي الذي يعرف مخاضا متواصلا حول علاقة العسكر بالحكم، وإمكانيات التأسيس لديمقراطية تنبعث فعليا من الشعب وتحترم إرادته، ثم البناء الدرامي الذي ينحاز إلى الاستثمار الفلسفي للوحدة غير الطوعية، والعزلة الاضطرارية تحت ضغط الوظيفة، ومن هنا يكون سؤال الحرية ذلك المجاز المحرك للفيلم، والثانوي في جل اللقطات والمشاهد، فالدراما الفيلمية تقوم في الفيلم على الصراع المضمر بين الحرية والأَسْرِ المبرر بالزواج.
يبدأ الحديث عن الفيلم الروائي الطويل للمخرج المغربي محمد عهد بنسودة “البحث عن السلطة الضائعة” انطلاقا من عنوانه كعتبة أولى، وهو العمل الثالث في مساره السينمائي بعد “موسم لمشاوشة” (2009)، و”خلف الأبواب المغلقة” (2013)، والذي يحيل إلى رواية “البحث عن الزمن الضائع” لمارسيل بروست، إذ يتناول قصة جنرال “عز العرب الكغاط” الذي يعيش آخر أيامه في السلطة رفقة خادمته وحراسه العسكريين داخل “فيلا” كبيرة.
وبما أنه كان يتردد، من حين إلى آخر، على إحدى الحانات الجميلة والحميمة بمنطقة راقية من المدينة، فإن حضوره القليل لمثل هذه الأماكن، بالنظر إلى المهام المنوطة به، وتوجسه من كل ما قد يحدث عَرَضا من مشكلات قد تسيء إلى سمعته، وتؤثر على وظيفته الحساسة، فإنه قد اكتشف مغنية “نفيسة بنشهيدة” مرهفة الإحساس، فسقط صريع غرامها، وتكلل الأمر بالزواج منها، لكن، وبعد مرور بعض الوقت على علاقتهما بدأ الملل يتسلل إلى نفسية المغنية التي ألفت حياة التحرر واللقاءات المفتوحة مع الناس ضدا على جوّ العزلة التي صارت تعيش فيها.
رمزية «الفيلا»
تدور أحداث الفيلم داخل “فيلا” راقية، شبه منعزلة عن الناس، محروسة ليلا ونهارا، لا يقربها أحد مما جعل الزوجة تعيش قلقا فضيعا بسبب وضعيتها الجديدة، وهي التي كانت حرة طليقة تشدو بأجمل الأغاني، وتتبادل أطراف الحديث مع عينات خاصة من البشر.
لم يخفف توفير الجنرال لكل حاجياتها وتنفيذ طلباتها من قلقها، وحتى شؤون البيت الداخلية فكانت تسهر عليها خادمة طيعة، وكان يتكفل بما هو خارجي عسكري لا يتحرك إلا بالأوامر.
ترمز “الفيلا” إلى الجاه والانتماء الطبقي الموسوم بالغنى والتميز، وتعني أيضا السجن والانزواء، وبما أن رمزية الشيء تكتمل بمحتوياته وما يعتمل في دواخله، فهي تعكس التراتبية الاجتماعية من حيث الفوارق البائنة بين الجنرال وحراسه وخادمته، وتحيل إلى وضعه الاعتباري داخل الهرم الوظيفي للمؤسسة التي ينتسب إليها، وكذلك بينه وبين زوجته التي أصبحت مجرّد شيء أو ديكور داخل البيت ما دامت إرادتها قد سلبت منها، وارتباطها برجل مراقب طيلة الوقت.
وإذا كانت “الفيلا” ذات دلالة منغمسة في الحداثة في شقها العمراني والمعيشي، فإنها تظل هنا سجنا كبيرا تلتقي فيه مصائر كائنات مسحوقة بشكل متتابع: الجنرال، الزوجة، الخادمة، الحراس…
ترتبط السلطة باللحظات الأخيرة من عُمْر الجنرال، وهي ضائعة أو آيلة للضياع كما يقترح علينا الفيلم، لأنها تأتي في آخر العمر والمهمة معا، وهنا ترتبط بالزمن الضائع الذي يظل مهدورا بالنسبة إلى الزوجة التي لا ترغب في إضاعته من أجل حلم كالسراب، في حين يقبض عليه الزوج بنوع من الاستماتة اليائسة.
ونشير إلى أن أصل الاستماتة (Apoptosis) في اللغة اليونانية تعني السقوط الذي يفيد عدم قدرة الخلية على عدم الاستمرار بين مثيلاتها الحية، وعليه، فالزوجة كخلية لم تستطع مسايرة إيقاع المنظومة العسكرية التي انتقلت من الثكنة إلى “الفيلا” مما حَوَّلَ أهلها إلى كائنات تسير على إيقاع غير إيقاعها، وتخضع لرغبة غير رغبتها.
«الفيلا» ترمز في الفيلم إلى الجاه والسلطة والانتماء الطبقي الموسوم بالغنى والتميز، وتعني أيضا السجن والانزواء
من المعلوم أن النهج الذي سلكه الجنرال ينبني في جوهره على سلب الإرادات الشخصية الدائرة في فلكه، وتطويعها حسب مزاجه، إلا أن إرادة الفنانة المقموعة داخل مدار مغلق ستنتفض إلى أن تسير نحو حتفها، أليست “الفيلا” بهذا المعنى تلخيصا لمجتمع مصغر تتكاثف من حوله الشروط ليسير نحو انغلاق جبري؟
تميز فني
يقيم المخرج مواجهة فنية بين ممثل وممثلة استطاعا بقوة أدائهما، وانغماسهما حسيا وحركيا وروحيا في الشخصيات المنوطة بهما، أن يقدما فرجة هادئة تنبني على التعمق في الحالات النفسية للشخوص المنعزلين، والتحكم في وضعيات الحيرة التي تنتابهما تجاه بعضهما البعض: مسألة العلاقة بالآخر، المصير المشترك، الخوف والتوجس.

ولتكييف الرؤية الإخراجية مع الموضوع كانت الكاميرا حميمية ولصيقة بالممثلين، وذلك ضمن سياق بصري تطبعه إنارة موحية تبعث في النفس الإحساس بالتشظي الوجودي الذي تعكسه انفعالات داخلية، لأن الزوجة لم تختر العزلة الطوعية، وإنما فرضت عليها قصرا، وبالتالي فهي لم تتحول إلى موقف من الوجود ومن الأغيار. ويطرح الفيلم مسألة العلاقة الزوجية، ويربطها بالسلطة، وهي مقارنة منسجمة لأن المؤسسة الزوجية ما هي إلا نواة مصغرة لكافة المؤسسات الاجتماعية التي تضع اللبنات الأساسية للتنشئة على السلطة وإعادة إنتاجها تربويا وسياسيا وثقافيا، بل والعمل على نشرها بشكل ناعم عن طريق الأم والأب والعلاقات بين الأقارب، وغيرها من أشكال التقارب.
وبما أن تطويق الذات البشرية، وفرض العزلة على الآخر، شكل مضاد للوجود الأصلي، فإن زوجة الجنرال ظلت تقاوم الأمر سواء عبر جلب بعض أفراد أسرتها كالأم والأخت، أو خلق علاقة إنسانية عادية مع من في المنزل، أو الاحتماء بالموسيقى والغناء كملاذ للتعالي والسمو، وهكذا قررت في الأخير أن تركب سيارتها للقيام بجولة غير مخطط لها، تعرضت أثناءها لحادثة سير وضعت حياتها داخل نطاق الأزمة.
يدخل هذا الفيلم ضمن نمط الأفلام التي تدور داخل فضاءات وأمكنة مغلقة، وهو يتميز بوحدة المكان والزمان والحركة بدرجات متفاوتة مما يجعله يتداخل، نوعا ما، مع المسرح الكلاسيكي كما اقتبسته السينما في أكثر من موضع، إلا أن السينما عمقته وأضافت إليه على مستوى الإخراج.
ويكون فيلم “البحث عن السلطة الضائعة” قد ربح الرهان من ناحية الاقتصاد في الأمكنة والشخوص، والاكتفاء بموازنة مالية مقبولة في ظل ترسيخ ركائز إنتاج سينمائي مستقل (خارج أو قبل الحصول على دعم الدولة) ينتصر للعمق والبحث عن ارتياد مسالك فنية وإنتاجية وتسويقية جديدة، ما دام عزوف الجمهور مستمرا حتى إشعار آخر.
تَحَوَّلَ الفضاء إلى وعاء للفيلم برمته، كما أتاح الفرصة للمخرج كي يتحكم في إدارة الممثلين بشكل يعمق حالاتهم النفسية والاجتماعية، خاصة وأن اختيار الفضاء أو المكان المغلق يهدف في جوهره إلى التركيز على عالم مصغر، وتحويله إلى بنية يُرَادُ من خلالها كشفُ ميكانيزماته الداخلية وتعريتها.
وبذلك يراهن فيلم “البحث عن السلطة الضائعة” عبر اختياره لهذا المنحى على الجانب الجمالي من حيث تطويع اللغة السينمائية وتدبير تقنياتها وملاءمتها، والجانب الدرامي، والجانب الإنتاجي، لا سيما وأن كبار المخرجين من أمثال ألفريد هيتشكوك وستانلي كيبريك ورومان بولانسكي وريدلي سكوت قد اختاروا إنجاز أفلام داخل فضاءات وأمكنة مغلقة، وحققوا نجاحا فنيا ونقديا وتجاريا راسخا في تاريخ السينما.

محمد اشويكة

The post «البحث عن السلطة الضائعة» فيلم مغربي عن الحرية المفقودة appeared first on موقع سينفيليا.

]]>
https://cine-philia.com/2018/04/25/%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%ad%d8%ab-%d8%b9%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%84%d8%b7%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b6%d8%a7%d8%a6%d8%b9%d8%a9-%d9%81%d9%8a%d9%84%d9%85-%d9%85%d8%ba%d8%b1%d8%a8%d9%8a-%d8%b9/feed/ 0
بوجمعة المغربي في جزيرة الحلم المستحيل https://cine-philia.com/2016/07/05/%d8%a8%d9%88%d8%ac%d9%85%d8%b9%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ba%d8%b1%d8%a8%d9%8a-%d9%81%d9%8a-%d8%ac%d8%b2%d9%8a%d8%b1%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d9%84%d9%85-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b3%d8%aa%d8%ad%d9%8a/?utm_source=rss&utm_medium=rss&utm_campaign=%25d8%25a8%25d9%2588%25d8%25ac%25d9%2585%25d8%25b9%25d8%25a9-%25d8%25a7%25d9%2584%25d9%2585%25d8%25ba%25d8%25b1%25d8%25a8%25d9%258a-%25d9%2581%25d9%258a-%25d8%25ac%25d8%25b2%25d9%258a%25d8%25b1%25d8%25a9-%25d8%25a7%25d9%2584%25d8%25ad%25d9%2584%25d9%2585-%25d8%25a7%25d9%2584%25d9%2585%25d8%25b3%25d8%25aa%25d8%25ad%25d9%258a https://cine-philia.com/2016/07/05/%d8%a8%d9%88%d8%ac%d9%85%d8%b9%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ba%d8%b1%d8%a8%d9%8a-%d9%81%d9%8a-%d8%ac%d8%b2%d9%8a%d8%b1%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d9%84%d9%85-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b3%d8%aa%d8%ad%d9%8a/#respond Tue, 05 Jul 2016 15:26:15 +0000 http://cine-philia.com/?p=642 في شريط «يما» للفنان المغربي رشيد الوالي، شيء من نزعة الحنين الطيبة، وقدر من السلاسة في الحكي اللطيف. يعني أن المشاهد يتناغم مع اﻷحداث ويساير مكنوناتها الموزعة كي تلقى هوى في نفسه. وهذا راجع باﻷساس لمسألة تأثير المخرج في أول عمل سينمائي مستقل له، والذي يؤدي فيه الدور الرئيسي كممثل، وبالتالي تتزاوج وتتداخل لديه المهمتان...

The post بوجمعة المغربي في جزيرة الحلم المستحيل appeared first on موقع سينفيليا.

]]>
في شريط «يما» للفنان المغربي رشيد الوالي، شيء من نزعة الحنين الطيبة، وقدر من السلاسة في الحكي اللطيف. يعني أن المشاهد يتناغم مع اﻷحداث ويساير مكنوناتها الموزعة كي تلقى هوى في نفسه. وهذا راجع باﻷساس لمسألة تأثير المخرج في أول عمل سينمائي مستقل له، والذي يؤدي فيه الدور الرئيسي كممثل، وبالتالي تتزاوج وتتداخل لديه المهمتان ما يجعل قراءة عمله مزدوجة أحياناً، من وراء الكاميرا وأمامها، كما يحدث تجاه مثل هذه الأعمال التي تكون في الغالب من إبداع مؤلفين سينمائيين. لكن هنا، المسألة تكتسي طابعاً آخر، فالمخرح يخرج من عباءة الممثل الذي يحتل المشهد كثيراً، بحيث تتوارى قبعة المخرج دون أن يغيب جسده وتَحَكُّمه العام في مجريات العمل.

حكاية بوجمعة
وهكذا يصير بوجمعة بطل الشريط هو ما يُشاهد أصلاً وتحديداً، إن لم نقل كلية. يؤدي رشيد الوالي في الفيلم دور رجل أربعيني اسمه إذاً بوجمعة. طيب ولطيف المعشر حد السذاجة التي تجعل اﻵخر المشاهد الذي يتتبع قصته يتماهى معه كل التماهي. بو جمعة هذا تتعطل لديه آلية العمل في مجال اﻹعلان، فيقرر تغييراً مهماً في حياته يتجلى في السفر، كما لو كان وصل أزمة منتصف العمر. لكن حالته في الحقيقة، أبسط من ذاك، فما يحركه هو تغيير جو لا يلبي ما يحتاجه ليبحث عن جغرافيا مغايرة يظنها أرحب وفسحة للحرية. يسافر إذاً، لكن ليس كما يُظَن إلى مدينة مغربية قريبة توافق شخصيته المرسومة المتأثرة رغماً عنها بالتقاليد العائلية الموروثة، ولكنه يرحل إلى جزيرة كورسيكا. تلك الجزيرة البعيدة عن التوظيف السينمائي المغربي، والذي يبدو أن رشيد الوالي تخيرها كي تكون له فتحاً إخراجياً، وفعلاً كانت، اﻷمر الذي يضيف إلى عمله الفيلمي نسائم وثائقية بمسحة جمال طبيعي ينافح ما هو عاطفي رومانسي. وهذا المعطى الأخير هو الطاغي والمحرك، فوجود بوجمعة في الجزيرة أملاه هدف شخصي هو لقاء حبيبة أوروبية علاقته بها لم تكن تتجاوز المعرفة الافتراضية.
وهو ما يعطينا فيلم سفر road movie، أي فيلماً يتأسس على هذه الفكرة اﻷصيلة سينمائياً، لكنّ الفكرة، رغم جاذبيتها لا تعدو أن تكون ذريعة، أولاً لتمكين الممثل من تبيان قدراته في معانقة وقائع تعترضه بما تحمل له من لقاءات مختلفة ومتعددة بأشخاص مختلفين ومتعددين أيضاً، لكل منهم حكاية وقصة يختلط فيها اﻷمل السعيد باﻹحباط ومعاكسة الظروف، بخاصة الشخصيات النسائية. وذريعة ثانياً لإبراز شخصية تتنامى الصورة عنها باختراع حاﻻت الصد والقبول، والرفض والتفهم، والاقتراب والتجاهل، الذي تتعرض له. بخاصة أنها حاملة ثقافة مغربية تتضمن الكثير مما ﻻ يوافق المجتمع الغربي حيث تود أن تجد لها موقعاً عصبه قصة الحب المأمولة. مثلاً صورته وهو يتأبط آلة كاتبة في شارع عام، وهو يلقي نظراته الحائرة أو المندهشة، وهو يبوح بعواطفه بكل طلاقة. علاقته المتوترة بوالده الذي يصفعه بعد أن انتقده لزواجه بفتاة صغيرة السن، حواره مع أخته حول زواجها المُعَد بكهل، صمت اﻷم الحزين (في مغازلة طيبة للعين الغربية الحساسة تجاه كل عنف تعرفه المرأة العربية). وأخيراً كشفه الوهم الكبير الذي كان يعانقه، والذي اصطدم بالواقع الناطق بالحقائق المُرة. فالمرأة المرجوة ليست تلك المرسومة في المخيلة المهيجة بالصور والاستيهامات. هي امرأة تعيش المشاكل ذاتها والقلق نفسه، ولم تجد وسيلة للتنفيس غير السفر عبر الوهم الذي يسطره الانترنت وعلاقاته الزئبقية الزبدية.
هي مواقف تنتقل، في أصل العمل، ما بين تصورين ونظرتين للمجتمع والحياة، عمادها ثيمة المعاصرة واﻷصالة التي تم التطرق إليها بما تقدمه من هذه المفارقات المطلوبة سينمائياً. ما يُرى هو تسلسل لحلقات متتالية ضمنها المخرج رهافة أحاسيس وتصادم عواطف، وصوراً صقيلة ناقلة محمولها دون اجتهاد خاص، وﻻ تحسين جمالي مقصود، إلا ما يمكن إيراده من تكرار للمحات والنظرات الجانبية، كما لاعتماد حوارات جبهية ﻻ تروم المواجهة سوى بالكلام، وليس بتضاد البورتريات الملتقطة الموازية لكل حالة شعورية.

مياه الضلال
إننا إزاء شريط يحكي قصته بأقل قدر من التوظيف للمعجم السينمائي، وبما هو أساسي يمكن من إيصال المراد، وهو تتبع مصير حلم بوجمعة في الجزيرة التي ستصير مرادفاً لانزواء هذا الحلم ومحاصرته بمياه من الضلال والغي. وهنا ينجلي صواب قدرة الممثل رشيد الوالي كمخرج. يلعب دوره كشخصية وعينه على كاميرا ﻻ تجاوز دورها الراصد المتقفي مع الحد اﻷدنى المماثلة المشهدية. السينما تقنية محضة لحكاية طيبة من تلك التي تمتع بسرد خطي مشابه للمعيش، ولا تُوَتر بأسئلة كبيرة ﻻ يدعي التطرق إليها رغم اﻹشارات التي يلمح لها، أسئلة تجملها العلاقة ما بين الغرب و «الشرق» حضارياً باﻷساس. رشيد الوالي يوظف ما راكمه في ميدان التشخيص ومجال الفن، وﻻ يبتعد عنه، وفاء منه لنفسه. هي سينما تقع في الوسط. ﻻ مدعية وﻻ متعالية.
هي سينما ممثل مخرج ابتدع شخصية سينمائية سبق أن ابتدعها وأداها باقتدار في أعمال تلفزية محترمة. وها هو في باكورته السينمائية هاته يرسمها. وكأني به يروم إدامة حضورها، لكنه لم يبتدع أفلاماً بعدها، وهو ما سيكون أمراً طيباً. خاصة وأن له هنا خاصية المبدع المسكون الذي يكفيه أن يصور الأسئلة هذه المرة.

مبارك حسني

The post بوجمعة المغربي في جزيرة الحلم المستحيل appeared first on موقع سينفيليا.

]]>
https://cine-philia.com/2016/07/05/%d8%a8%d9%88%d8%ac%d9%85%d8%b9%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ba%d8%b1%d8%a8%d9%8a-%d9%81%d9%8a-%d8%ac%d8%b2%d9%8a%d8%b1%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d9%84%d9%85-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b3%d8%aa%d8%ad%d9%8a/feed/ 0
فيلمي يلا عقبالكن ونسوان ليش لا؟.. سينما المرأة نقد صريح لهيمنة الرجل https://cine-philia.com/2016/07/05/%d9%81%d9%8a%d9%84%d9%85%d9%8a-%d9%8a%d9%84%d8%a7-%d8%b9%d9%82%d8%a8%d8%a7%d9%84%d9%83%d9%86-%d9%88%d9%86%d8%b3%d9%88%d8%a7%d9%86-%d9%84%d9%8a%d8%b4-%d9%84%d8%a7%d8%9f-%d8%b3%d9%8a%d9%86%d9%85%d8%a7/?utm_source=rss&utm_medium=rss&utm_campaign=%25d9%2581%25d9%258a%25d9%2584%25d9%2585%25d9%258a-%25d9%258a%25d9%2584%25d8%25a7-%25d8%25b9%25d9%2582%25d8%25a8%25d8%25a7%25d9%2584%25d9%2583%25d9%2586-%25d9%2588%25d9%2586%25d8%25b3%25d9%2588%25d8%25a7%25d9%2586-%25d9%2584%25d9%258a%25d8%25b4-%25d9%2584%25d8%25a7%25d8%259f-%25d8%25b3%25d9%258a%25d9%2586%25d9%2585%25d8%25a7 https://cine-philia.com/2016/07/05/%d9%81%d9%8a%d9%84%d9%85%d9%8a-%d9%8a%d9%84%d8%a7-%d8%b9%d9%82%d8%a8%d8%a7%d9%84%d9%83%d9%86-%d9%88%d9%86%d8%b3%d9%88%d8%a7%d9%86-%d9%84%d9%8a%d8%b4-%d9%84%d8%a7%d8%9f-%d8%b3%d9%8a%d9%86%d9%85%d8%a7/#respond Tue, 05 Jul 2016 13:56:43 +0000 http://cine-philia.com/?p=713 السينما اللبنانية تتقدم بتمهل ناجح في محاربة الأسطورة المنحازة للرجل، عبر نقد سينمائي للواقع اللبناني والعربي عامة، يتأسى بمحاولة زرع تحليل و رؤية إجتماعية لوضعية المرأة حسب جمالية فنية وكوميدية سينمائية تخرج عن النمطية والأيقنة التجارية، كما تخرج عن قانون الإحتمال الواقعي المسؤول بالتحديد عن قمع صورة المرأة كمرأة. هذه النمطية التي تسببت فيها سينما...

The post فيلمي يلا عقبالكن ونسوان ليش لا؟.. سينما المرأة نقد صريح لهيمنة الرجل appeared first on موقع سينفيليا.

]]>
السينما اللبنانية تتقدم بتمهل ناجح في محاربة الأسطورة المنحازة للرجل، عبر نقد سينمائي للواقع اللبناني والعربي عامة، يتأسى بمحاولة زرع تحليل و رؤية إجتماعية لوضعية المرأة حسب جمالية فنية وكوميدية سينمائية تخرج عن النمطية والأيقنة التجارية، كما تخرج عن قانون الإحتمال الواقعي المسؤول بالتحديد عن قمع صورة المرأة كمرأة. هذه النمطية التي تسببت فيها سينما سيادة الرجل التي تقدم المرأة كما يتمثلها الرجل وذلك داخل نظام أيديولوجي يخفي كليا حضور الآخر بل يختزله ويجعله غير مدرك.

إن السينما اللبنانية من خلال الفيلمين “يلا عقبالكن” إخراج إيلي خليفة، الذي تدور قصته في إطار كوميدي حول أربعة نساء قاربن الأربعين عاما، لكل منهن مشاكلها بسبب العنوسة ونظرة المجتمع والرجل لهن إذ أن بطلات الفيلم ياسمين و ليان وزينة وسارة رغم تحدي المجتمع وتمردهن على الرجال فشلن جميعا في العلاقات العاطفية التي وصلت للتسبب في الخيانة الزوجية، أما الخاتمة فقد جاءت قدرية أي برضائهن بعادات المجتمع والزواج أخيرا.  أما فيلم “نسوان ليش لا؟” إخراج “سام اندوراس” فتدور حبكة الفيلم حول شاب يخرج من السجن بجريمة تهديد إمرأة، ليخرج بعد ثلاث سنوات أمام وضع مختلف أو إنقلاب عجيب على السلطة قادته النساء في البلاد، فتحول كل شيء وانقلبت المعايير والأخلاق وسادت السلطة النسوية المطلقة على الرجالية، في البيت هن من يتحكم والطبخ للرجال، في الشارع هن من يعاكسن، الشرطة تلاحق الرجال الملتحيين بداعي الانتماء لجمعية حقوق الرجل المقموعة؟ بينما القمع النسوي تجاوز قهرا ما كان عليه الأمر في المجتمعات الأبيسية، وهنا مخيلة المؤلف و إبداع المخرج في تصور حالة أنثربولوجية بعودة المجتمع العربي خاصة إلى الحالة الأميسية.

غير أن الأمر لم يتعد حدود مقلب أو إيهام البطل بتغير وإنقلاب الواقع إلى حكم نسوي، بوضعه تحت مراقبة تلفزيون الواقع، ليكتشف أخيرا أن الواقع مزال كماهو عليه وأن التجربة الوهم بزوال واقع وحلول آخر مقابل نجحت، والرسالة هي إحترام حقوق النساء وطريقة معاملتهن.

سينما المرأة كسينما مضادة

هذا النوع من الكوميدية السينمائية، و غير القديم جدا في الساحة العربية، يسميه مؤلف كتاب “أفلام و مناهج” بيل نيكولز، الكوميديا المجنونة، وهي صيغة معكوسة لعالم الرجل، يصبح فيها مهانا أو يقدم على أنه صبياني ومرتد إلى الطفولة. وهذا النهج كان قد اعتمده إتجاه النقد السينمائي النسوي في عشرينيات القرن الماضي بين مخرجات هوليود مثل “كلير جونستون ودوروثي أرزنر و إيد لوبينو”. في إنتقاد صريح للسينما المروجة لأيديولوجية منحازة لجنس الرجل، والهيمنة الرأسمالية. هذه السينما التي تعتمد الأسطورة في إنحيازها للرجل كي يصبح مركز الكون  بينما تنكر آخرية أو غيرية المرأة  لتجعل صورتها  ككيان إجتماعي وجنسي خارج المقابلة الطبيعية الرجل/ المرأة.

حينئذ تصبح المرأة كعلامة المركز الكاذب للخطاب السينمائي، والمقابلة الواقعية المطروحة هي الرجل/الرجل، وهذا ماحدث في فيلم “Morocco” ل ستيرنبرج، الذي يدور بكامله حول إمرأة والنجمة الأنثى، إلا أن النقاد في “كراسات السينما” كما يقول “بيل نيكولز”، يصفون النظام الذي يجري فيه العمل لكي يظل الرجل في مركز الكون في نص يتركز حول صورة المرأة، يجبر المؤلف على كبت الفكرة المتعلة بالمرأة ككيان اجتماعي وعلى إنكار مقابلة الرجل/ المرأة. (أفلام ومناهج ص 407-408)

لقد حاولت الأسطورة، أن تكون الوسيلة الأساسية التي تعامل بها النساء في السينما، بنقل وتحويل إيديولوجية الانحياز الجنسي للرجل وجعلها غير مدركة بل وطبيعية فكل الانجازات منسوبة للرجل وحده. أما المرأة فصورتها لا تخرج عن الرسم البدائي الأيقوني، وقصة الملهاة التقليدية، مغوية الرجال. أن هذه الأيديولوجية هي التي مازالت تغرق فيها السينما العربية و الغربية أيضا، إلا بعض الإستثناءات التي حاولت التشافي، من مرض السادية النفسي التي تعني إستعذاب إحداث الألم في الآخر.

ماءالعينين سيدي بويه

The post فيلمي يلا عقبالكن ونسوان ليش لا؟.. سينما المرأة نقد صريح لهيمنة الرجل appeared first on موقع سينفيليا.

]]>
https://cine-philia.com/2016/07/05/%d9%81%d9%8a%d9%84%d9%85%d9%8a-%d9%8a%d9%84%d8%a7-%d8%b9%d9%82%d8%a8%d8%a7%d9%84%d9%83%d9%86-%d9%88%d9%86%d8%b3%d9%88%d8%a7%d9%86-%d9%84%d9%8a%d8%b4-%d9%84%d8%a7%d8%9f-%d8%b3%d9%8a%d9%86%d9%85%d8%a7/feed/ 0
نبيل لحلو يقدم السينما المغربية بلمسة مغايرة https://cine-philia.com/2016/07/05/%d9%86%d8%a8%d9%8a%d9%84-%d9%84%d8%ad%d9%84%d9%88-%d9%8a%d9%82%d8%af%d9%85-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%8a%d9%86%d9%85%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ba%d8%b1%d8%a8%d9%8a%d8%a9-%d8%a8%d9%84%d9%85%d8%b3%d8%a9/?utm_source=rss&utm_medium=rss&utm_campaign=%25d9%2586%25d8%25a8%25d9%258a%25d9%2584-%25d9%2584%25d8%25ad%25d9%2584%25d9%2588-%25d9%258a%25d9%2582%25d8%25af%25d9%2585-%25d8%25a7%25d9%2584%25d8%25b3%25d9%258a%25d9%2586%25d9%2585%25d8%25a7-%25d8%25a7%25d9%2584%25d9%2585%25d8%25ba%25d8%25b1%25d8%25a8%25d9%258a%25d8%25a9-%25d8%25a8%25d9%2584%25d9%2585%25d8%25b3%25d8%25a9 https://cine-philia.com/2016/07/05/%d9%86%d8%a8%d9%8a%d9%84-%d9%84%d8%ad%d9%84%d9%88-%d9%8a%d9%82%d8%af%d9%85-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%8a%d9%86%d9%85%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ba%d8%b1%d8%a8%d9%8a%d8%a9-%d8%a8%d9%84%d9%85%d8%b3%d8%a9/#respond Tue, 05 Jul 2016 13:26:24 +0000 http://cine-philia.com/?p=705 المخرج المغربي نبيل لحلو انخرط في الإخراج السينمائي منذ زمن طويل، ولم يفرّط في المسرح الذي غادر من أجل عشقه البلاد للتكوّن في فرنسا، فعاد حاملا لوعي سياسي وفكري وفني وثقافي مغاير، سرعان ما سيتبلور في مجمل أعماله السينمائية والمسرحية على السواء، بل لقد أضحى عمله مثيرا للجدل والنقاش في الساحة الفنية نظرا لجرأته وتميز...

The post نبيل لحلو يقدم السينما المغربية بلمسة مغايرة appeared first on موقع سينفيليا.

]]>
المخرج المغربي نبيل لحلو انخرط في الإخراج السينمائي منذ زمن طويل، ولم يفرّط في المسرح الذي غادر من أجل عشقه البلاد للتكوّن في فرنسا، فعاد حاملا لوعي سياسي وفكري وفني وثقافي مغاير، سرعان ما سيتبلور في مجمل أعماله السينمائية والمسرحية على السواء، بل لقد أضحى عمله مثيرا للجدل والنقاش في الساحة الفنية نظرا لجرأته وتميز طرحه وتمرده على المألوف والعادي، فعمله لا ينفصل عن شخصه ومزاجه المتفرد.
أنجز المخرج نبيل لحلو عدة أفلام روائية طويلة منها “الموتى” (1975)، و”القنفودي” (1978)، و”الحاكم العام لجزيرة الشاكرباكربن”، أو “الحاكم العام” (1980)، و”إبراهيم ياش” (1982) و”نهيق الروح” (1984)، و”كوماني” (1989)، و”ليلة القتل” (1992)، و”سنوات المنفى” (2002)، و”ثابت أو غير ثابت” (2006)، و”شوف الملك في القمر” (2011)، وقد أنتج جل أفلامه وكتبها وأخرجها وتقمص دور البطولة في مجملها، مما يدل على اقتناعه بأن المنتج المستقل يمكن أن يتحرر من بعض الضغوطات التي يمكن أن يمليها عليه المنتجون الآخرون، ولا سيما إذا كانت له أفكار خاصة قد لا تثير تخوفهم من أسلوب وأفكار المخرج.
لحلو معروف بجموح الخيال لديه، والميل نحو “الفانتاستيك” فلا تخلو أفلامه من مسحة سوريالية مدموغة بنوع من السحرية الواقعية الراصدة لتناقضات المجتمع المغربي، والكاشفة لمسوخاته وتبدلاته.
منذ أن طالعنا المخرج المغربي نبيل لحلو بشخصية “حميد القنفودي” في فيلمه الذي يحمل اسم البطل، وهو يراكم تجربة من البحث الفني في التركيبة الاجتماعية والنفسية والحركية لشخوصه الذين يتصفون بمواصفات وميزات تحمل بصمة المؤلف، الذي يسهر على رسم معالمها منذ الكتابة ويصرّ على تقمصها وفقا للمقاس الذي يريد، كما أن اختياراته للممثلين غالبا ما تكون مكرسة أو غير متوقعة.
إدارة فنية صارمة
في فليمه “إبراهيم ياش” أبهرنا الراحل العربي الدغمي في واحد من أجمل الأدوار التي تحفل بها الفيلموغرافيا المغربية، فضلا عن الأدوار التي شخصتها برفقته الفنانة المتألقة والمتجددة صوفيا هادي.
وإذا ما انتبهنا إلى الشخصيات وأدائها، فإنها لا تعدو إلّا أن تكون خاضعة لإدارة فنية صارمة تجعلها حاملة للمسة المخرج، وندرك أن جزءا من مجموع أفلامه ذو مسحة درامية ميالة إلى “الغروتيسك” الذي يمزج بين الغريب والمتنافر والأخرق ضمن فضاءات وأمكنة متخيلة، ونقف على مجموعة أخرى واقعية لا تخلو من محاكاة أو تناصّ فيلمي دالّ ومُنتقِد وساخر.

ولنا في أحد مشاهد فيلم “ثابت أو غير ثابت” المستوحى من فضيحة الكوميسار المدوية “ثابت”، نموذج مشهدي يحيلنا على فيلم “الدكتاتور” لشارلي شابلن، وفي ذلك أكثر من إشارة ومغزى.
قدم نبيل لحلو في هذا الفيلم دورا مثيرا وجريئا، فقد تناول بشكل فني غير مباشر ملف عوالم أحد رجال السلطة ونزواته المكبوتة، منتقدا أحوال وأهوال استغلال السلطة في تصريف الشذوذ الممزوج بنوع من القمع المرضي، وتعرية بؤس الإنسان الذي يطغى ويتجبر.
يمزج نبيل لحلو في أفلامه مزجا واعيا بين المسرح والسينما، فهو ينتصر للقطة المشهد التي تتيح للممثل الحركة أمام الكاميرا، وتفتح إطار الصورة ما أمكن على الحدث حتى تعطي القيمة أكثر لما يقع خارج مجال الصورة، وما لا يمكن قوله، ولكن يمكن تخمينه وتخيله.
إنها لعبة فنية للخلط الجمالي بين تقنيات المسرح كما وظفها كبار المخرجين من أمثال شارلي شابلن وأورسن ويلز، مثلا، وانعكاس لتكوين وتجربة المخرج في مجال المسرح، فقد وظف بعض مشاهد مسرحيته “أوفيليا لم تمت” في فيلمه “إبراهيم ياش”، محمّلا إياها وإياه عناصر رؤيته الفنية المدمجة، وهكذا، نكون أمام أسلوب تجريبي يمتح من الفنين ويقدم تصورا للإطار واللقطة والمشهد، باعتبار أن كل ما يتمّ تقديمه يخضع للصرامة الفنية.
هذيان وجنون
يعتبر لحلو من القلائل الذين يقومون بالفعل بممارسة الإخراج السينمائي كرؤية للذات والجماعة، وكأسلوب بصري يحمل دلالات ومعاني، وكنوع من إعادة الترتيب والمراوغة للواقع، فأفلامه ليست مجرّد حذلقات تقنية، وإنما هي تجربة تجمع بين الإخراج بمفهومه المهني التقني و”الميزنسين” بمفهومه الفني الشاسع، والممتد إلى فنون العرض وبعض الفنون البصرية الأخرى، وهنا يتميز المبدع في السينما عن غيره، فهناك مخرجون كثر، ولكن قلة منهم تدرك الفروق الفلسفية المؤسسة لتوظيفات المفهوم والانتقال به من مجال إلى مجال.
نلاحظ أن الفيلم لدى نبيل لحلو ينبني على رؤية جدلية تشبه الخصام بين المخرج والسيناريو، فلا يمكن التكهن بما سيدخله هذا الفنان عليه من تغيير بالحذف والتعديل والتحوير، وإن لا يتبخر كليا، فقد تطرأ عليه تغييرات تدخل في سياق “الميزنسين”، وأثناء المونتاج الذي يسهر عليه المخرج بنفسه.
يخضع الفيلم السينمائي لدى نبيل لحلو لسلسلة متوالية من البناء، فحواراته محبوكة، قاطعة كشفرة الحلاقة، غير مهادنة، لأنها غير منفصلة عن هموم صاحبها الذي يعيش علاقة مسكونة بالتوتر تجاه الذات والجماعة، فأفلامه لا تخلو من قسوة وصرامة، ومن تهكم وسخرية، من هذيان وجنون، وكذلك من نفحات وجدانية وعاطفية تتضمن جرعات من الالتباس الناتج عن تلك الأوهام الساكنة في ذهن المبدع، والتي قد لا تتحقق إلاّ بعد مدة غير يسيرة داخل مجتمعه الذي قد ينتبه البعض منه إلى ذلك فجأة، وبعد فوات الأوان، ذلك البعض الذي طالما ظل يظنه صوتا مزعجا ونشازا، وتلك مهزلة ما بعدها مهزلة.
مفهوم (الميزنسين) يتأسس لدى نبيل لحلو على مهارات وكفايات فنية وتقنية، مسرحية وسينمائية، تجمع بين الطابع التقليدي والتجديدي
يتأسس مفهوم “الميزنسين” لدى نبيل لحلو على مهارات وكفايات فنية وتقنية، مسرحية وسينمائية، تجمع بين الطابع التقليدي والتجديدي، لترتيب الحركة والأشياء داخل الإطار، وإعطاء مكونات الصورة إيحاءات تدخل في سياق منظوره الشخصي للحياة، فالضوء والماكياج واللباس والديكور والإكسسوارات وغيرها خادمة للدراما، وليست مجرد أشياء تؤثث إطار الصورة، بل فاعلة في تطوّر السرد الفيلمي، وباعثة على ضخ شحنات إيجابية للممثل الذي يركز عليه المخرج تركيزا شديدا إلى درجة يحسب المتفرج نفسه أمام دروس في الأداء والتشخيص ترفد سينما لحلو بلمسة خاصة تميزها عن غيرها.
يضبط المخرج حكايات أفلامه على إيقاع يصعب هضمه من لدن غالبية الناس، وهو إيقاع مستوحى من بطء المجتمع ذاته، وبطء إيقاع الشخصيات المستنبطة من الواقع، والذي لا يمكن للمخرج الفنان إلاّ التقاطه والاستماع لنبضه كي يقدم تصورا فنيا له، وإن حدث وأن أذعن لها، فإنما للسخرية منها، والتمهيد لنقدها، وذلك ما تجسده أفلام المخرج نبيل لحلو التي توظف بهارات من السوريالية والانزياح عن العادي لفسح المجال أمام الخيال الخلاق.
يحتاج المنجز الفيلمي الذي راكمه لحلو إلى نفض الغبار عليه وقراءته على ضوء التطورات التي عرفها الحقل السينمائي، وكذلك المستجدات الاجتماعية والتحولات الاجتماعية التي عرفها المغرب الراهن، خصوصا وأن بعض أفلام لحلو تنبش في تاريخ المغرب المعاصر بقصدية واضحة لا يمكن اعتبارها اعتباطية، بل ترتبط أشدّ الارتباط بمقترح قابل للقراءة والتأويل، له راهنيته التي لا تخلو من استفزاز وقلق فكري.

محمد اشويكة

The post نبيل لحلو يقدم السينما المغربية بلمسة مغايرة appeared first on موقع سينفيليا.

]]>
https://cine-philia.com/2016/07/05/%d9%86%d8%a8%d9%8a%d9%84-%d9%84%d8%ad%d9%84%d9%88-%d9%8a%d9%82%d8%af%d9%85-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%8a%d9%86%d9%85%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ba%d8%b1%d8%a8%d9%8a%d8%a9-%d8%a8%d9%84%d9%85%d8%b3%d8%a9/feed/ 0