مبارك حسني Archives - موقع سينفيليا https://cine-philia.com/tag/مبارك-حسني/ cinephilia,سينفيليا مجلة سينمائية إلكترونية تهتم بشؤون السينما المغربية والعربية والعالمية Fri, 27 Apr 2018 08:18:17 +0000 ar hourly 1 https://wordpress.org/?v=6.4.4 https://cine-philia.com/wp-content/uploads/2018/03/cropped-cinephilia2-1-32x32.png مبارك حسني Archives - موقع سينفيليا https://cine-philia.com/tag/مبارك-حسني/ 32 32 مبارك حسني: أموات وولادات على الطريقة المغربية https://cine-philia.com/2018/04/27/%d8%a3%d9%85%d9%88%d8%a7%d8%aa-%d9%88%d9%88%d9%84%d8%a7%d8%af%d8%a7%d8%aa-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d8%a7%d9%84%d8%b7%d8%b1%d9%8a%d9%82%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ba%d8%b1%d8%a8%d9%8a%d8%a9/?utm_source=rss&utm_medium=rss&utm_campaign=%25d8%25a3%25d9%2585%25d9%2588%25d8%25a7%25d8%25aa-%25d9%2588%25d9%2588%25d9%2584%25d8%25a7%25d8%25af%25d8%25a7%25d8%25aa-%25d8%25b9%25d9%2584%25d9%2589-%25d8%25a7%25d9%2584%25d8%25b7%25d8%25b1%25d9%258a%25d9%2582%25d8%25a9-%25d8%25a7%25d9%2584%25d9%2585%25d8%25ba%25d8%25b1%25d8%25a8%25d9%258a%25d8%25a9 https://cine-philia.com/2018/04/27/%d8%a3%d9%85%d9%88%d8%a7%d8%aa-%d9%88%d9%88%d9%84%d8%a7%d8%af%d8%a7%d8%aa-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d8%a7%d9%84%d8%b7%d8%b1%d9%8a%d9%82%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ba%d8%b1%d8%a8%d9%8a%d8%a9/#respond Fri, 27 Apr 2018 08:07:42 +0000 http://cine-philia.com/?p=1017 يبدو جلياً أن السينما المغربية حالياً تتجه أكثر وأكثر نحو تحقيق ذاتها فنياً، من الناحية الإنتاجية على الأقل، ولم تعد أمراً طارئاً في المشهد «الشو بيزنس» على المقاس المغربي. والدليل هو تكرار إنتاجات فيلمية متشابهة معنى ومبنى بشكل متواتر لا تتحكم فيه آليات الظروف المادية والتقنية، ما دام هناك وجود لكتابة سيناريو احترافي، مقبول ومحبوك...

The post مبارك حسني: أموات وولادات على الطريقة المغربية appeared first on موقع سينفيليا.

]]>
يبدو جلياً أن السينما المغربية حالياً تتجه أكثر وأكثر نحو تحقيق ذاتها فنياً، من الناحية الإنتاجية على الأقل، ولم تعد أمراً طارئاً في المشهد «الشو بيزنس» على المقاس المغربي. والدليل هو تكرار إنتاجات فيلمية متشابهة معنى ومبنى بشكل متواتر لا تتحكم فيه آليات الظروف المادية والتقنية، ما دام هناك وجود لكتابة سيناريو احترافي، مقبول ومحبوك لهدف محدد لا يحيد عنه. وما دام هناك إمكان توفّر ثلة من الممثلين الموهوبين الشهيرين المستعدين لأن يوصلوه إلى جماهير غفيرة تشاهده في القاعات السينمائية القليلة الموجودة، والتي بغرابة ما، باتت تستطيع ملء مقاعد باستمرار ولأسابيع طويلة. أفلام ليس غرضها اقتطاع مكانة فنية متميزة، ولكن فقط نسج وضمان لحظات ممتعة بالضحك وكوميديا المواقف في قوالب شعبية الإطار والتصور. سينما شعبية لها مجال حضورها الواضح.

مزاوجة الفن بالجماهيرية

وفيلم «كورصة» يبرهن على ذلك من نواح عدة. وتلعب فيه يد الممثل الكوميدي والمنتج عبدالله توكونة الملقب بفركوس، الدور الكبير، هو الذي زاوج الآن بين هذين المعطيين ونجح فيهما، فأضاف إليهما قبعة المخرج السينمائي، ما جعل الكثير من الأسماء الهامة في ميدان الفن السابع المغربي، يتعامل معه بغض النظر عن نوعية السينما التي يسعى إليها. و «كورصة» تعني ككلمة دارجة قادمة من الفرنسية رحلة سفر مؤداة. وفعلاً الفيلم كله سفر في الطريق يجر وينشر عدداً من المواقف المضحكة الخفيفة. سفر من مدينة مراكش الحمراء مدينة إقامة المخرج نحو مدينة تطوان في الشمال المغربي عبر طريق غير الطريق السريع أو الطريق السيار، مانحاً في ذات الوقت لقطات متعددة تروم الاكتشاف تلو الآخر لمدن ومناطق غير مطروقة فنياً، فيبدو في ذات الأمر مستغلاً المرور هذا لدفع الحكايات للتناسل، وهي كثيرة مرتبطة بحدوثة مثيرة لذلك.

لدينا هنا شخص ثري جداً اسمه صالح له أملاك في مدينتي مراكش وتطوان، أصيب بعارض صحي لعدم وجود الدواء أودى به. الشيء حفز طمع أبنائه في الحصول على الإرث واقتحام التركة المادية والعينية التي تركها في أقرب وقت وعلى وجه السرعة، مع ضرب عرض الحائط لكل إحساس عاطفي إنساني واجب. ووجب نقله للدفن في تطوان ما يستدعي نقله إليها عبر سيارة نقل أموات. وهذه السيارة بالذات، هي التي تقوم بدور رئيسي في الفيلم لكونها سيارة مرتبطة بالموت، وبكل ما يتعلق به من طقوس وجدية وعواطف الحزن. وهنا المفارقة الأولى التي يلعب عليها الشريط. بمعنى خلق تضاد ما بين صورة تحيل على واقع متعلق بها، وتُوَظَّف لعكس ذلك في الكثير من الوقائع، ما يحدث الفهم المغلوط وسوء الفهم المراد في حقيقة الأمر. طبعاً، لا يتحول هذا المعطى إلى غير ما يعنيه من صورة مرافقة للمضحك لا غير، وما الإشارة إلى ما هو اجتماعي لا يتجاوز كونه يحصل بشكل عرضي فقط. رغم التطرق إلى مواضيع اجتماعية كبيرة كانعدام الوشائج العائلية حين تطغى قيم المال والربح التي تسبب أيضاً تضعضع العلاقات الزوجية ما يجعل اللحمة الواجبة تختفي منها تماماً، وأيضاً التطرق إلى الفوارق في التعامل من لدن الفقراء من جهة والأغنياء من جهة ثانية والتي تجملها موضوعة النفاق الاجتماعي. فالشريط يظل ممهوراً بالمرح والطرافة التي تختفي منها السينما بمعطاها الفني والتعبيري.

مسرح أحداث متنقل

إذاً تصير سيارة نقل الأموات مسرح أحداث مختلفة لا علاقة لها بالموت الذي وظفت له. لأن من يقودها هو فركوس الممثل الرئيسي. هي المرادف لحياته وما يعيشه. يعتني بها محولاً إياها إلى مجال لأشياء كثيرة بحسب الظروف التي يختلقها السيناريو وتطرح في مسير الرحلة، ولا تروح منها رائحة الجثث حتى. في الرحلة تصر زوجته التي تؤدي دورها الممثلة المعروفة بشرى أهريش على مرافقته، حتى وهي في دور امرأة حامل في شهرها التاسع، ونخمن ما سيقع من مغامرات تحار بين واجب نقل الميت وإنقاذ الزوجة القريبة من الوضع في طريق لا تتشابه محطاتها ولا عادات ساكنيها، الشيء الذي يمنح وقائع ساخرة توخى الفيلم أن يبالغ فيها ويمططها كثيراً كما هو مألوف لدى مخرجه.

والحقيقة أن هذا الثنائي التلفزي الذي أثبت نجاحه كوميديا لدى شريحة واسعة من الجماهير، استطاع أن يستثمر هذا النجاح في مجال الشاشة الكبرى. و«كورصة» فرصة جديدة لتبيان ذلك. وهو ما حدث. بخاصة أن عبدالله استعان بممثلين كوميديين معروفين واستعان بالمعطيات المحلية لكل مكان حلت به فرقته التمثيلية ليزيد من الطرافة. ولتأكيد الطابع الشعبي للفيلم وتوفير إجماع جماهيري حوله، وهو ما حصل في أيام عرضه الأولى، أقحم المخرج مشاهد موسيقية كاملة متنوعة ما بين اللحن العصري ولحن نساء تطوان الجميل.

وهكذا نجحت التوليفة المجربة في هكذا أعمال سينمائية، فكانت «كورصة» رحلة سينمائية في جانبها التقني المصور، تحكي حلقة من حلقات الرواية الشعبية كما يمكن أن تسمع وتتبع في حلقات جامع الفنا الشهيرة بمدينة مراكش. وليس ذلك مما يجب نبذه ولا الازورار عنه. هي سينما يجب أن توجد مثل تواجد مثيلتها في مصر منذ عقود طويلة من طرف كوميديين معروفين. لكنها هنا ذات طعم مغربي، وهذا هو الأساس.

فيلم كورصة

 

مبارك حسني

مبارك حسني 

 

 

 

 

 

 

 

The post مبارك حسني: أموات وولادات على الطريقة المغربية appeared first on موقع سينفيليا.

]]>
https://cine-philia.com/2018/04/27/%d8%a3%d9%85%d9%88%d8%a7%d8%aa-%d9%88%d9%88%d9%84%d8%a7%d8%af%d8%a7%d8%aa-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d8%a7%d9%84%d8%b7%d8%b1%d9%8a%d9%82%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ba%d8%b1%d8%a8%d9%8a%d8%a9/feed/ 0
ملاحظات حول مصطلحات للتحليل السينمائي https://cine-philia.com/2018/04/26/%d9%85%d9%84%d8%a7%d8%ad%d8%b8%d8%a7%d8%aa-%d8%ad%d9%88%d9%84-%d9%85%d8%b5%d8%b7%d9%84%d8%ad%d8%a7%d8%aa-%d9%84%d9%84%d8%aa%d8%ad%d9%84%d9%8a%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%8a%d9%86%d9%85%d8%a7%d8%a6/?utm_source=rss&utm_medium=rss&utm_campaign=%25d9%2585%25d9%2584%25d8%25a7%25d8%25ad%25d8%25b8%25d8%25a7%25d8%25aa-%25d8%25ad%25d9%2588%25d9%2584-%25d9%2585%25d8%25b5%25d8%25b7%25d9%2584%25d8%25ad%25d8%25a7%25d8%25aa-%25d9%2584%25d9%2584%25d8%25aa%25d8%25ad%25d9%2584%25d9%258a%25d9%2584-%25d8%25a7%25d9%2584%25d8%25b3%25d9%258a%25d9%2586%25d9%2585%25d8%25a7%25d8%25a6 https://cine-philia.com/2018/04/26/%d9%85%d9%84%d8%a7%d8%ad%d8%b8%d8%a7%d8%aa-%d8%ad%d9%88%d9%84-%d9%85%d8%b5%d8%b7%d9%84%d8%ad%d8%a7%d8%aa-%d9%84%d9%84%d8%aa%d8%ad%d9%84%d9%8a%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%8a%d9%86%d9%85%d8%a7%d8%a6/#respond Thu, 26 Apr 2018 11:20:54 +0000 http://cine-philia.com/?p=1003 من الشائع في المقاربات النقدية الفيلمية الورود المتكرر لمصطلح التحليل. وهو يرد وفق مفهومين مختلفين: الأول عُرفي وشائع، ويتعلق بكل محاولة لمساءلة الفيلم السينمائي لغة وشكلاً، كآلية لتمرير الحكاية أو تحقيق «الحدوثة»، وتبيان قوتها أو ضعفها، جمالها أو عيوبها، خلفيات وجودها أو سطحيتها. كما قد يكون بحثاً في بعد من أبعاد الفيلم، كالجانب السوسيولوجي فيه،...

The post ملاحظات حول مصطلحات للتحليل السينمائي appeared first on موقع سينفيليا.

]]>
من الشائع في المقاربات النقدية الفيلمية الورود المتكرر لمصطلح التحليل. وهو يرد وفق مفهومين مختلفين: الأول عُرفي وشائع، ويتعلق بكل محاولة لمساءلة الفيلم السينمائي لغة وشكلاً، كآلية لتمرير الحكاية أو تحقيق «الحدوثة»، وتبيان قوتها أو ضعفها، جمالها أو عيوبها، خلفيات وجودها أو سطحيتها. كما قد يكون بحثاً في بعد من أبعاد الفيلم، كالجانب السوسيولوجي فيه، أو التحليل النفسي كما تبينه سلوكات الأبطال ونزعاتهم وأهواؤهم، أو الجانب التاريخي، إلى غير ذلك من جوانب المُعالَجة.
والكثيرون تطرقوا – وما زالوا بالطبع – في مقارباتهم لهذا الشكل الذي يعود إلى مرحلة تاريخية قديمة نسبياً، أي قبل أن يتقعد النقد السينمائي في منحاه التحليلي، في الصرح الجامعي خصوصاً. وكان قد أعطى نتائج جيدة ودراسات عميقة وقوية، وتماسكاً نظرياً بخاصة في ارتباطه مع أسماء نقدية كبيرة ذات الثقافة السينمائية الواسعة والصلبة.
لكن هذا التعريف يظل تاركاً فراغاً لمجالات بحث ودراسة مهمة غير مطروقة. بخاصة إذا لم يستند إلى منهج أو علم أو ثقافة سينمائية موثقة ومؤسسة على تصور مسبق. فالتعريف الثاني يجعل للتحليل تعريفاً محدداً أكاديمياً وجامعياً متفقاً عليه. التحليل هنا هو أحد أشكال القراءة الفيلمية أو، للتدقيق أكثر، هو أحد تقنيات القراءة. القراءة التي لها أيضاً معنى محدد أرسته مختلف النظريات الأدبية خصوصاً، والتي تتم الاستعارة والاستعانة بها أحياناً في الحقل السينمائي. وهو ما مفاده أن القراءة هي قراءة وظيفة النص الفيلمي المتعدد والمتشابك المكونات والعلائق.
ولنعط لمحة مقتضبة عامة عن هذا كله. المكوّنات تشمل، كما صارت معروفة للجميع، الصورة بما هي عبارة عن ممثلين، وديكور، وإضاءة، وأصوات وكتابة مخطوطة أحياناً. المكونات تتأثث وتُوظف وفق أماكن «الأفلمة»، أي من حيث يتم صنع الصورة كعملية إنتاج متسلسلة، وهي الإطار، والعدسة، والشريط، والتوليف، وتركيب التصويت ما بعد التصوير، والتوليف العام، مأخوذة بهذا الترتيب. كما أن العلائق تتحدد وفق الفضاء المكاني العام الذي تجري فيه الأحداث بكل اختلافاتها، والزمن بكل تعاريفه: الواقعي والمتخيل والمضمر والعلني، والآخر حين بناء الشخصيات كيفما كان نوعه وشكله وصفته، وأخيراً مع المحكي أي ذاك الذي يضم الدال والمدلول، وما بينهما.
وهكذا يكون التحليل قراءة إنتاجية لا منتهية مفتوحة على قراءات أخرى ممكنة وكثيرة، لكن في كل مرة مستندة إلى تقنيات ووسائل تحليلية محددة منذ البداية. إنها كما تصف نفسها ويصفها روادها الجامعيون، ضد كل محاولة أو مقاربة وصفية أو تفسيرية أو تبريرية أو مُسْتَنسخة للفيلم بواسطة الكلمة.
وجاذبية هذا التعريف تفترض للقراءة كتابة كي توجد وكي تتجسد عياناً. وهذه وجدت صداها بعد مخاض طويل وتذبذب، في مصطلح الكتابة السينمائية. فبالنسبة إلى الفن السابع، يتم الحديث عن تحليل الكتابة السينمائية، وبالتالي لم يعد الفيلم مجرد شريط يحمل صوراً تتلاحق تنتهي في الظلام الذي تشرع به دوماً. وهنا يصير التحليل تفكيكاً وتحديداً للعناصر والعلائق، التي تمنحها قوتها ووجودها ووظيفتها وأهدافها التي منها الإمتاع والإفادة. وهي جميعها تأخذ أهميتها من كونها اختيارات حاملة ومنتجة في آن واحد للمعنى، وبالتالي تخضع للتأويل.
وهنا تجب الإشارة إلى أن التحليل يختلف عن النقد في جوانب عديدة أوردنا بعضها في التعريف الأول، ولا تعادله معادلة رياضية وإن حصل اتفاق بينها في مقاربة فيلم ما. النقد أشمل وأوسع وأرحب وغير مقيّد إلا بالمعرفة الواسعة الضرورية. ولأن التحليل يظل كما قلنا تقنية قرائية، وسيلة من بين وسائل تتميز بـ «علميتها» الصارخة، العميقة حتماً، لكن الجافة أحياناً. أما النقد فهو أعمق بما أنه مرحلة الحسم والاختيار والانحياز الذوقي، وهو مما لا يتأتى إلا بالثقافة والتجربة ومقارعة الكتابة طويلاً. ويمكن بهذا المعنى أن يكون النقد السينمائي رافداً من روافد النقد الفني إجمالاً والأكبر نطاقاً، أي نقد الجماليات، وركناً من أركان فلسفة الجمال. وفي المحصلة يشكل جنساً أدبياً يتميز بارتباطه باشتغال الفن ومعمل أثره وحقل تجاربه إنسانياً ووجودياً. وهذه العلاقة الأخيرة تفرض القوة الحجاجية، وملكة الإقناع، وقوة الأسلوب، وخصوصية الكتابة الرصينة الجميلة. النقد من دون كتابة لا يسمى نقداً.
هكذا نرى حدوداً فاصلة واضحة بين التحليل والقراءة والنقد. قد تتداخل وتؤخذ بالترتيب السابق، أي تحليل ثم قراءة فنقد. ولنجرؤ الآن على طرح تفسير معادل ومواز: تفكيك ثم تركيب فتأويل. فنرى أن التحليل ليس سوى مرحلة أولى تُتناول كما العناصر والعلائق.
لقد فرض علينا طرح هذا التعريف المعروف وتجديد العهد به، كون بعض الأقلام صارت تتحجج بالأكاديمية والصرامة العلمية وإرساء المنهجية أولاً ومسبقاً، قبل كل مقاربة للفيلم. بل تفرضها فرضاً ولزوماً. وهو ما لا يعترض عليه أحد في المبدأ والطابع، لكن يتم تجاهل أمر أساسي، هو أن هذا الطرح يخص البحث العلمي بالضرورة، وليس القراءة العاشقة العارفة الذواقة المفتوحة على الاجتهاد وكل الاحتمالات غير المتوقعة. المجالات هي التي تختلف فقط، وليس الهدف السامي الذي هو المعرفة الممتعة والمفيدة. المعرفة التي لا تحدها أسوار ولا نظريات، مهما استطالت الأولى وتجملت الثانية.

مبارك حسني

The post ملاحظات حول مصطلحات للتحليل السينمائي appeared first on موقع سينفيليا.

]]>
https://cine-philia.com/2018/04/26/%d9%85%d9%84%d8%a7%d8%ad%d8%b8%d8%a7%d8%aa-%d8%ad%d9%88%d9%84-%d9%85%d8%b5%d8%b7%d9%84%d8%ad%d8%a7%d8%aa-%d9%84%d9%84%d8%aa%d8%ad%d9%84%d9%8a%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%8a%d9%86%d9%85%d8%a7%d8%a6/feed/ 0
بوجمعة المغربي في جزيرة الحلم المستحيل https://cine-philia.com/2016/07/05/%d8%a8%d9%88%d8%ac%d9%85%d8%b9%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ba%d8%b1%d8%a8%d9%8a-%d9%81%d9%8a-%d8%ac%d8%b2%d9%8a%d8%b1%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d9%84%d9%85-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b3%d8%aa%d8%ad%d9%8a/?utm_source=rss&utm_medium=rss&utm_campaign=%25d8%25a8%25d9%2588%25d8%25ac%25d9%2585%25d8%25b9%25d8%25a9-%25d8%25a7%25d9%2584%25d9%2585%25d8%25ba%25d8%25b1%25d8%25a8%25d9%258a-%25d9%2581%25d9%258a-%25d8%25ac%25d8%25b2%25d9%258a%25d8%25b1%25d8%25a9-%25d8%25a7%25d9%2584%25d8%25ad%25d9%2584%25d9%2585-%25d8%25a7%25d9%2584%25d9%2585%25d8%25b3%25d8%25aa%25d8%25ad%25d9%258a https://cine-philia.com/2016/07/05/%d8%a8%d9%88%d8%ac%d9%85%d8%b9%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ba%d8%b1%d8%a8%d9%8a-%d9%81%d9%8a-%d8%ac%d8%b2%d9%8a%d8%b1%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d9%84%d9%85-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b3%d8%aa%d8%ad%d9%8a/#respond Tue, 05 Jul 2016 15:26:15 +0000 http://cine-philia.com/?p=642 في شريط «يما» للفنان المغربي رشيد الوالي، شيء من نزعة الحنين الطيبة، وقدر من السلاسة في الحكي اللطيف. يعني أن المشاهد يتناغم مع اﻷحداث ويساير مكنوناتها الموزعة كي تلقى هوى في نفسه. وهذا راجع باﻷساس لمسألة تأثير المخرج في أول عمل سينمائي مستقل له، والذي يؤدي فيه الدور الرئيسي كممثل، وبالتالي تتزاوج وتتداخل لديه المهمتان...

The post بوجمعة المغربي في جزيرة الحلم المستحيل appeared first on موقع سينفيليا.

]]>
في شريط «يما» للفنان المغربي رشيد الوالي، شيء من نزعة الحنين الطيبة، وقدر من السلاسة في الحكي اللطيف. يعني أن المشاهد يتناغم مع اﻷحداث ويساير مكنوناتها الموزعة كي تلقى هوى في نفسه. وهذا راجع باﻷساس لمسألة تأثير المخرج في أول عمل سينمائي مستقل له، والذي يؤدي فيه الدور الرئيسي كممثل، وبالتالي تتزاوج وتتداخل لديه المهمتان ما يجعل قراءة عمله مزدوجة أحياناً، من وراء الكاميرا وأمامها، كما يحدث تجاه مثل هذه الأعمال التي تكون في الغالب من إبداع مؤلفين سينمائيين. لكن هنا، المسألة تكتسي طابعاً آخر، فالمخرح يخرج من عباءة الممثل الذي يحتل المشهد كثيراً، بحيث تتوارى قبعة المخرج دون أن يغيب جسده وتَحَكُّمه العام في مجريات العمل.

حكاية بوجمعة
وهكذا يصير بوجمعة بطل الشريط هو ما يُشاهد أصلاً وتحديداً، إن لم نقل كلية. يؤدي رشيد الوالي في الفيلم دور رجل أربعيني اسمه إذاً بوجمعة. طيب ولطيف المعشر حد السذاجة التي تجعل اﻵخر المشاهد الذي يتتبع قصته يتماهى معه كل التماهي. بو جمعة هذا تتعطل لديه آلية العمل في مجال اﻹعلان، فيقرر تغييراً مهماً في حياته يتجلى في السفر، كما لو كان وصل أزمة منتصف العمر. لكن حالته في الحقيقة، أبسط من ذاك، فما يحركه هو تغيير جو لا يلبي ما يحتاجه ليبحث عن جغرافيا مغايرة يظنها أرحب وفسحة للحرية. يسافر إذاً، لكن ليس كما يُظَن إلى مدينة مغربية قريبة توافق شخصيته المرسومة المتأثرة رغماً عنها بالتقاليد العائلية الموروثة، ولكنه يرحل إلى جزيرة كورسيكا. تلك الجزيرة البعيدة عن التوظيف السينمائي المغربي، والذي يبدو أن رشيد الوالي تخيرها كي تكون له فتحاً إخراجياً، وفعلاً كانت، اﻷمر الذي يضيف إلى عمله الفيلمي نسائم وثائقية بمسحة جمال طبيعي ينافح ما هو عاطفي رومانسي. وهذا المعطى الأخير هو الطاغي والمحرك، فوجود بوجمعة في الجزيرة أملاه هدف شخصي هو لقاء حبيبة أوروبية علاقته بها لم تكن تتجاوز المعرفة الافتراضية.
وهو ما يعطينا فيلم سفر road movie، أي فيلماً يتأسس على هذه الفكرة اﻷصيلة سينمائياً، لكنّ الفكرة، رغم جاذبيتها لا تعدو أن تكون ذريعة، أولاً لتمكين الممثل من تبيان قدراته في معانقة وقائع تعترضه بما تحمل له من لقاءات مختلفة ومتعددة بأشخاص مختلفين ومتعددين أيضاً، لكل منهم حكاية وقصة يختلط فيها اﻷمل السعيد باﻹحباط ومعاكسة الظروف، بخاصة الشخصيات النسائية. وذريعة ثانياً لإبراز شخصية تتنامى الصورة عنها باختراع حاﻻت الصد والقبول، والرفض والتفهم، والاقتراب والتجاهل، الذي تتعرض له. بخاصة أنها حاملة ثقافة مغربية تتضمن الكثير مما ﻻ يوافق المجتمع الغربي حيث تود أن تجد لها موقعاً عصبه قصة الحب المأمولة. مثلاً صورته وهو يتأبط آلة كاتبة في شارع عام، وهو يلقي نظراته الحائرة أو المندهشة، وهو يبوح بعواطفه بكل طلاقة. علاقته المتوترة بوالده الذي يصفعه بعد أن انتقده لزواجه بفتاة صغيرة السن، حواره مع أخته حول زواجها المُعَد بكهل، صمت اﻷم الحزين (في مغازلة طيبة للعين الغربية الحساسة تجاه كل عنف تعرفه المرأة العربية). وأخيراً كشفه الوهم الكبير الذي كان يعانقه، والذي اصطدم بالواقع الناطق بالحقائق المُرة. فالمرأة المرجوة ليست تلك المرسومة في المخيلة المهيجة بالصور والاستيهامات. هي امرأة تعيش المشاكل ذاتها والقلق نفسه، ولم تجد وسيلة للتنفيس غير السفر عبر الوهم الذي يسطره الانترنت وعلاقاته الزئبقية الزبدية.
هي مواقف تنتقل، في أصل العمل، ما بين تصورين ونظرتين للمجتمع والحياة، عمادها ثيمة المعاصرة واﻷصالة التي تم التطرق إليها بما تقدمه من هذه المفارقات المطلوبة سينمائياً. ما يُرى هو تسلسل لحلقات متتالية ضمنها المخرج رهافة أحاسيس وتصادم عواطف، وصوراً صقيلة ناقلة محمولها دون اجتهاد خاص، وﻻ تحسين جمالي مقصود، إلا ما يمكن إيراده من تكرار للمحات والنظرات الجانبية، كما لاعتماد حوارات جبهية ﻻ تروم المواجهة سوى بالكلام، وليس بتضاد البورتريات الملتقطة الموازية لكل حالة شعورية.

مياه الضلال
إننا إزاء شريط يحكي قصته بأقل قدر من التوظيف للمعجم السينمائي، وبما هو أساسي يمكن من إيصال المراد، وهو تتبع مصير حلم بوجمعة في الجزيرة التي ستصير مرادفاً لانزواء هذا الحلم ومحاصرته بمياه من الضلال والغي. وهنا ينجلي صواب قدرة الممثل رشيد الوالي كمخرج. يلعب دوره كشخصية وعينه على كاميرا ﻻ تجاوز دورها الراصد المتقفي مع الحد اﻷدنى المماثلة المشهدية. السينما تقنية محضة لحكاية طيبة من تلك التي تمتع بسرد خطي مشابه للمعيش، ولا تُوَتر بأسئلة كبيرة ﻻ يدعي التطرق إليها رغم اﻹشارات التي يلمح لها، أسئلة تجملها العلاقة ما بين الغرب و «الشرق» حضارياً باﻷساس. رشيد الوالي يوظف ما راكمه في ميدان التشخيص ومجال الفن، وﻻ يبتعد عنه، وفاء منه لنفسه. هي سينما تقع في الوسط. ﻻ مدعية وﻻ متعالية.
هي سينما ممثل مخرج ابتدع شخصية سينمائية سبق أن ابتدعها وأداها باقتدار في أعمال تلفزية محترمة. وها هو في باكورته السينمائية هاته يرسمها. وكأني به يروم إدامة حضورها، لكنه لم يبتدع أفلاماً بعدها، وهو ما سيكون أمراً طيباً. خاصة وأن له هنا خاصية المبدع المسكون الذي يكفيه أن يصور الأسئلة هذه المرة.

مبارك حسني

The post بوجمعة المغربي في جزيرة الحلم المستحيل appeared first on موقع سينفيليا.

]]>
https://cine-philia.com/2016/07/05/%d8%a8%d9%88%d8%ac%d9%85%d8%b9%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ba%d8%b1%d8%a8%d9%8a-%d9%81%d9%8a-%d8%ac%d8%b2%d9%8a%d8%b1%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d9%84%d9%85-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b3%d8%aa%d8%ad%d9%8a/feed/ 0
“داﻻص” لمحمد علي المجبود: حين يتولى التصوير وحده مهمة الإبهار https://cine-philia.com/2016/07/05/%d8%af%d8%a7%ef%bb%bb%d8%b5-%d9%84%d9%85%d8%ad%d9%85%d8%af-%d8%b9%d9%84%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ac%d8%a8%d9%88%d8%af-%d8%ad%d9%8a%d9%86-%d9%8a%d8%aa%d9%88%d9%84%d9%89-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%b5/?utm_source=rss&utm_medium=rss&utm_campaign=%25d8%25af%25d8%25a7%25ef%25bb%25bb%25d8%25b5-%25d9%2584%25d9%2585%25d8%25ad%25d9%2585%25d8%25af-%25d8%25b9%25d9%2584%25d9%258a-%25d8%25a7%25d9%2584%25d9%2585%25d8%25ac%25d8%25a8%25d9%2588%25d8%25af-%25d8%25ad%25d9%258a%25d9%2586-%25d9%258a%25d8%25aa%25d9%2588%25d9%2584%25d9%2589-%25d8%25a7%25d9%2584%25d8%25aa%25d8%25b5 https://cine-philia.com/2016/07/05/%d8%af%d8%a7%ef%bb%bb%d8%b5-%d9%84%d9%85%d8%ad%d9%85%d8%af-%d8%b9%d9%84%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ac%d8%a8%d9%88%d8%af-%d8%ad%d9%8a%d9%86-%d9%8a%d8%aa%d9%88%d9%84%d9%89-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%b5/#respond Tue, 05 Jul 2016 13:49:15 +0000 http://cine-philia.com/?p=634 ما نوع «الذبابة» التي لسعت بعض المخرجين الجدد، وفق التعبير الفرنسي الشائع، حتى استبدت بهم حمى اﻹيقاع الصوري المُكبَّر الغريب التواتر والحوار الصارخ؟ وحتى تملكّهم نزوع إلى سينما «خفيفة» المحتوى، عمادها الضحك من مواقف مفتعلة، ومن وضعيات أشخاص وأمكنة مُجْتَلبة من السواد والهامش، ومن خارج السلاسة ومما هو طبيعي والذي إن رُوعِي إعادة إبداعه كان...

The post “داﻻص” لمحمد علي المجبود: حين يتولى التصوير وحده مهمة الإبهار appeared first on موقع سينفيليا.

]]>
ما نوع «الذبابة» التي لسعت بعض المخرجين الجدد، وفق التعبير الفرنسي الشائع، حتى استبدت بهم حمى اﻹيقاع الصوري المُكبَّر الغريب التواتر والحوار الصارخ؟ وحتى تملكّهم نزوع إلى سينما «خفيفة» المحتوى، عمادها الضحك من مواقف مفتعلة، ومن وضعيات أشخاص وأمكنة مُجْتَلبة من السواد والهامش، ومن خارج السلاسة ومما هو طبيعي والذي إن رُوعِي إعادة إبداعه كان ليُعطي أفضل وأحسن وأكثر؟.
نسوق كلامنا هذا، بعدما أملته علينا أعمال سينمائية لا تروم إرسال نص فيلمي دال، ولا رسم سينما مؤثرة مليئة بنسغ الحياة في وجدان المشاهد. بل فقط «إمتاعه» ضحكاً. ومن بينها الفيلم الذي يُعرض حالياً تحت عنوان «دالاص» للمخرج محمد علي المجبود الذي تعرّف عليه الناس في بعض حلقات السلسلة التلفزية «ساعة في الجحيم» التي يبدو أثر عوالمها الكابوسية جلية في شريطه هذا.

المخرج شخصية في الفيلم
بالنسبة إلى فيلم أول، اختار المخرج وضع مخرج كشخصية فيلمية تدور حولها أحداث، يختلط فيها ما هو سينمائي بما هو مجتمعي بما هو مُخْتَلَقٌ، مع تَخَيُّرٍ لتقطير وقائع تقترب وتبتعد عن هذه المواضيع الثلاثة في الوقت ذاته. فخيط السرد ينفلت مراراً، نظراً إلى كون المخرج نحا جهة الانتقاد الحاد من دون دعائم السخرية اﻹبداعية المؤَسَّسة على كوميديا خفيفة تواتر فيها القفشة واللقطة المثيرة. البطل/المخرج والملقب بدالاص (اللعب على وتر اسم عالمي شهير مجرد إثارة)، ويلعب الدور الممثل المعروف عزيز دادس بطريقته المعهودة المتسمة بالمبالغة في الكلام والحركات الجسدية، التي إن لم تُضبط في نسيج سردي متحكم فيه، تؤدي عكس المطلوب. وهو ما حصل. يمضي البطل المهووس فترة عطالة إخراجية، فيلتقي شخصاً حالماً ثرياً ومهووساً ومن دون خلق رفيع أو خلفية ثقافية، (يؤدي الدور الممثل القدير إدريس الروخ)، وهذا يود أن تنقل سيرة حياة عائلته إلى شريط سينمائي، فيوظف أمواله في اﻹنتاج والتشخيص. لكن البطل الرئيسي يموت تاركاً ورشة الشريط في منتصف الطريق. ما يسبب ورطة للمخرج الذي يجد عمله ناقصاً، لكنه يحاول أن يخرج الفيلم بالعناصر ذاتها من دون تغيير.
صحيح ان الفكرة جيدى بل لافتة، ولكن ما أصعب تحقيقها فنياً من دون رؤية سابقة. وربما كمنت نية المخرج في مجرد اللعب على الفكرة لتعضيد المقالب المضحكة الكثيرة في مسيرة زمن العرض، التي تتوازى ومسيرة حياة مخرج ما مهنياً في عالم السينما، في أجوائها وعالمها المغربي مع تخير السخرية القاسية والقوية الوقع من دون هدف بائن.
وهكذا نتابع المخرج في حالات تذمره بعد أن غابت عنه وسائل تحقيق أحلامه واستيهاماته، ثم حين وجدها في شخص المنتج الموجود بفضل معجزة ما، وأخيراً في مرحلة إنجاز فيلمه على رغم تعذر وجود شروط تفعيل تصويره وإبداعه. أي أننا إزاء كل العملية الإخراحية بمراحلها المعروفة. فيمنح الشريط صوراً ومشاهد مقربة في غالب الأحيان، ومكثفة بالديكور الإكسسواري الكثيف والحركة البشرية المتموجة في كل اتجاه، مع لحظات حوارية بطابع يروم خلق التنافر والتناقض. ولعل أوضح وأبرز مثال يقدمه الفيلم لقاء عزيز دادس بكمال كاظمي الشهير بدوره في سلسة حديدان التلفزيونية الشهيرة (المنحى التلفزي مرة أخرى، وهو طاغ تمثيلاً وتصوراً وشكلاً). وقد بدا من خلال دوريهما في قمة التعارض كفردين وكدورين، مع تأكيد قوة تشخصيهما المهنية.

الإبهار بأيّ ثمن
وتتلاحق المشاهد تباعاً في نمط إيقاع يروم إغراق المشاهد في سينما الصورة التقنية التي تمتح من التكنولوجيا المرتبطة بالمنحى اللُّعَبِي. لكن مع موضوع يود «فضح» ما يعتمل في مجال السينما بالمغرب، لكن فضحاً كوسيلة وليس كغاية، على رغم ما قد يثيره من رد منطقي. فالممارسة الحقيقية ليست في هذا الشكل المبالغ فيه، وإن تبدّى بعض منها كما في كل ميدان فني جماهيري بالأساس. وهنا، يقع الفيلم في رسم تصوّر يرى في الممارسة الفنية من طرف أهاليها مجالاً لبروز رذيلة وطمع ومؤمرات وسلوكات أخلاقية غير محبذة.. وﻻ أدل على هذا من اللجوء، كمعادل مكاني مواز ورافد، إلى عالم الحانات بكل ما تحمله من هابط ونافر. كل هذا ممنوح كإغراق صوري يسعى إلى إبهار المشاهد ﻻ غير.
والإبهار يطاول كل شيء بدءاً من توخي شكل فيزيقي خاص للشخصيات ولمظهرها الخارجي. فتبدو مثل كائنات «عجائبية» مظهراً وليس عمقاً. مثلاً حين يضع المخرج /البطل حول رقبته عقداً طبياً طويلاً لتقويم الفقرات وهو ما يجعله يقوم بحركات بهلوانية تَحَارُ بين المرعب والمضحك. وهناك شخصية الكاتبة، (تقوم بالدور الممثلة آمال الأطرش)، التي تتحمل كل العنف اللفظي والمزاجي والسطوة الإخراجية المتحكمة، ما يجعلها تكتسي في أحيان عديدة ملامح دمية تعوزها ماكينة ضوابط داخلية تتحكم في حركات جسدها وأطرافها. ويبدو في المقابل المنتج الثري بجلبابه المزركش بألوان فاتحة والممثلون المنذورون للعمل في الفيلم المنتظر وكأنهم اختيروا كي يطالعهم المشاهد بأشكال كاريكاتورية مختلفة.
ولاستكمال خريطة الإبهار الصوري الموافق لرصد مشهد العمل السينمائي المغربي، تم التطرق إلى مدينة ورزازات واستديواتها السينمائية حيث تدور رحى شريط «دالاص»، وذلك بتوظيف كاريكاتوري (مرة أخرى) لمجالها التصويري الطبيعي، ولكل ما يوجد فيها من ضوء وامتداد وديكور، في سبيل حكي لا يتغيّا كما قلنا، سوى البحث عن الذي في إمكانه خلق لحظة ضحك مفارقة في زمنها تنتهي به بعد أن تستثير الأثر اللحظي المُراد. هي سينما تتحدث عن سينما التسلية.
لا ندري ما الذي يبغيه مخرجونا الجدد من هذا النزوع نحو موضوعات يتم تناولها من قناة الكوميديا الخفيفة؟ هل لأنها جالبة للجمهور، وهذا ما تؤكده أرقام شباك التذاكر المغربي، أو لانحسار الخيال بعد تراجع التأطير الثقافي العام الذي كان يحوط بالممارسة الفنية في البلد قبل زمن؟. أسئلة تنتصب بالضرورة عند مشاهدة «دالاص» وأشباهه. مهما يكن فإن هذا الفيلم كان سيبدو أفضل لو حصلت المماهاة بين العملية الإخراجية الحقيقية والعملية الإخراجية المتخيلة في «الحدوتة»، في إطار يخترق العملية الإبداعية بمشاكلها وفردانية مصانعها بعيداً من الكاريكاتير. فلا يكفي التمكن الفني والصورة المتقنة والتشويق العام والجو الذي فيه بعض الاختراقات الطيبة. العمل الفني كلّ جامع له غاية سواء كان تراجيدياً أم كوميدياً كما في هذا العمل السينمائي.

مبارك حسني

The post “داﻻص” لمحمد علي المجبود: حين يتولى التصوير وحده مهمة الإبهار appeared first on موقع سينفيليا.

]]>
https://cine-philia.com/2016/07/05/%d8%af%d8%a7%ef%bb%bb%d8%b5-%d9%84%d9%85%d8%ad%d9%85%d8%af-%d8%b9%d9%84%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ac%d8%a8%d9%88%d8%af-%d8%ad%d9%8a%d9%86-%d9%8a%d8%aa%d9%88%d9%84%d9%89-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%b5/feed/ 0
السينما المغربية وحرية التعبير https://cine-philia.com/2015/11/27/%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%8a%d9%86%d9%85%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ba%d8%b1%d8%a8%d9%8a%d8%a9-%d9%88%d8%ad%d8%b1%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%b9%d8%a8%d9%8a%d8%b1/?utm_source=rss&utm_medium=rss&utm_campaign=%25d8%25a7%25d9%2584%25d8%25b3%25d9%258a%25d9%2586%25d9%2585%25d8%25a7-%25d8%25a7%25d9%2584%25d9%2585%25d8%25ba%25d8%25b1%25d8%25a8%25d9%258a%25d8%25a9-%25d9%2588%25d8%25ad%25d8%25b1%25d9%258a%25d8%25a9-%25d8%25a7%25d9%2584%25d8%25aa%25d8%25b9%25d8%25a8%25d9%258a%25d8%25b1 https://cine-philia.com/2015/11/27/%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%8a%d9%86%d9%85%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ba%d8%b1%d8%a8%d9%8a%d8%a9-%d9%88%d8%ad%d8%b1%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%b9%d8%a8%d9%8a%d8%b1/#respond Fri, 27 Nov 2015 10:05:53 +0000 http://cine-philia.com/?p=432 الجميع يشاهد اﻷفلام في القاعات السينمائية، والمغاربة ﻻ يشكلون استثناء، وإن في شكل عرضي. والجميع يحب السينما، وإن لم يعلن ذلك، وإن أنكر ذلك. الدليل هو شباك التذاكر بالنسبة إلى هذه القاعات السينمائية. فمهما قلّ رقم المتفرجين من حيث العدد، نجد الفيلم المغربي يحتل المرتبة اﻷولى بالمقارنة باﻷفلام اﻷميركية والهندية الشائعتين. والدليل اﻵخر هو النقاش...

The post السينما المغربية وحرية التعبير appeared first on موقع سينفيليا.

]]>
الجميع يشاهد اﻷفلام في القاعات السينمائية، والمغاربة ﻻ يشكلون استثناء، وإن في شكل عرضي. والجميع يحب السينما، وإن لم يعلن ذلك، وإن أنكر ذلك. الدليل هو شباك التذاكر بالنسبة إلى هذه القاعات السينمائية. فمهما قلّ رقم المتفرجين من حيث العدد، نجد الفيلم المغربي يحتل المرتبة اﻷولى بالمقارنة باﻷفلام اﻷميركية والهندية الشائعتين. والدليل اﻵخر هو النقاش والجدال الكبير الذي تخلقه الأفلام المغربية من حين الى آخر داخل المجتمعات ولدى النخب. لها هذه المكانة جماهيرياً واجتماعياً وثقافيًا بسبب أنها فن المتعة أوﻻً، وثانياً لكونها تسمح بالتماهي المباشر وثالثاً لأنها تؤثر في حياتنا بقوة. وهكذا لدينا في السينماتوغرافيا المغربية أعمال تمتع وأخرى تعكس ما هو مغربي في شكل محترم.

هذه الملاحظة البديهية العامة المتوافق عليها، كنت أود أن أجد لها مصدراً أعمق وأكثر دقة تجمله عبارة أننا نحب السينما ونشاهد اﻷفلام لكونها فناً حراً أو فن الحرية بامتياز، حيث التعبير يجد كل مداه وكل الصدى الواسع. لكن اﻷمر ليس كذلك إلا بقدر ما. فالسينما لها مجال تحرك محدود على العموم، الحرية بها وفيها مشروطة في كل المراحل، والتعبير بواسطتها مُسَوّر ومُرَاقَب. لا يمكن أن نصوّر أي شيء، وﻻ يمكن أن نحكي ما نريد في الشكل الذي نريد. وذلك تحديداً حين يتعلق اﻷمر بالثنائي اﻷزلي: ما هو سياسي، وما هو أخلاقي. أي منازعة السلطة وإظهار الجسد.

السينما المغربية تخضع للإكراه ذاته. لكن مع إضافة معطى أساسي ﻻ يجب أن نغفله، هو جانب الفن بمعناه كتجسيد يحترم القواعد وتوابث اﻹبداع بالصورة والحكي عبر قصة مُبَنْيَنَة وموحدة اﻷثر. فموضوع الحرية يتأتى الحديث عنه في حالة واحدة ﻻ غير: حين يكون الشريط السينمائي قوياً فنياً، مُحكم الموضوع، رائقاً شكلاً وصورة. باختصار عندما يكون إبداعاً وصاحبه ذا رؤية ومؤلفًا في مجال الفن السابع. خلا هذا سنعوم في الهامش. وهذه الحقيقة تغيب كثيراً في النقاش السينمائي المغربي عن سبق إصرار في الغالب. كما تدل على ذلك مناسبة كلامنا هذا حول تلك الأعمال السينمائية المغربية التي تظهر بين الفينة والأخرى والتي تجد ذاتها تحت طائلة المنع أو الاستنكار حد الرفض.

أمثلة سينمائية

لنعتمد على دلائل من الذاكرة ومن الواقع الحالي. أول فيلم تعرض للمنع كان «ألف يد ويد» لسهيل بنبركة في عام 1975، لكن هذا الإجراء تم في زمن لم تكن فيه السينما في المغرب تشكل جنساً تعبيرياً قائماً في ذاته يمكنه طرح مسألة حرية التعبير من عدمها. وهي التي لن تكون فاعلة وتخلق جداﻻً مجتمعياً وثقافياً بوجه سياسي سوى مع فيلم «الباب المسدود» للمخرج المثقف عبد القادر لقطع عام 1997. ليس بموضوعه وﻻ بما يتضمن، بل فقط بوجود مشهد صغير يحيل على الشذوذ في شكل موحى به أكثر منه علنياً. لكنه كان كافياً كي يتعرض لمنع موقت، ويثير النقاش حول حدود ما يجب التطرق إليه في مجال الخيال وعلاقته باﻷخلاق العامة وتوافقات المجتمع، ولو كان يعرف ظواهر أخلاقية وسلوكات عامة تخضع للنقد والمساءلة سواء من جانب النخب أو لدى العامة. هذا الفيلم أثار ما أثاره في زمن كان يعرف فيه المغرب تحوﻻً كبيراً لجهة فتح الباب للمعارضة السياسية كي تدخل غمار السلطة. وهي مرحلة مفصلية تطرح على بساط الجدل خيارات الحداثة، ومن ضمنها حرية التعبير وميادين تطبيقها، وبخاصة تحمل تبعاتها وتأثيرها المحتمل كي ﻻ تخلخل الاستقرار المجتمعي. وهذا اﻷمر سيتجدد مع شريط ثان هو «ماروك» لليلى المراكشي عام 2005. حيث أثار الضجة ومشاعر الاستنكار من جهة من يعتبرون «محافظين»، والتأييد من جهة ثانية من طرف من يشكلون جبهة «الحداثيين» رغم عدم وضوح الخط الفاصل بينهما في حقيقة الواقع المجتمعي الحالي، وأصل المشكلة هو موضوعه الحساس الذي يتناول المقدس وضرورة احترامه حين اﻹبداع السينمائي كي ﻻ يصدم اﻷذهان.

ثم حل أخيراً شريط «الزين اللي فيك» لنبيل عيوش. والذي أثار ضجة كبيرة لم تنته بعد. وذلك لموضوعه الحارق عربياً بما أنه يتناول ظاهرة الدعارة في مدينة مراكش. وليس هذا فقط، بل للجرأة الزائدة الواضحة في لغة شخوصه بالتصاقها بلغة المجال الشارعية وبلقطاته الصريحة. والحق أن الشريط كما أشار إلى ذلك العديد من المهتمين وكما يمكن متابعته، هو في مجمله لا يرقى إبداعياً إلى فيلم سينمائي ينتصر للفن بصرف النظر عن موضوعه وثيماته. فالذي يتضح أنه فيلم يلعب على «المحظورات» في مجتمع محافظ ليحتل مكاناً ما في المشهد السينمائي أو لتحقيق أكبر نسبة في شباك التذاكر. ونريد دليلاً على كلامنا هذا أنه لو تم تغيير مدينة اﻷحداث وشخوصها وتعويضها بمدينة من مدن العالم المعروفة بظاهرة الدعارة لما تم الشعور بالفرق. عمق الفضاء وأصل الظاهرة لم يتم تلمسهما، وهذا طبيعي من ناحية ما عندما ﻻ يكون العمل منخرطاً في موضوعه باطنياً، وليس من الخارح كملتقط لجمرة ﻻ غير.

في الحرية الحقيقية للتعبير

السينما لا تصنعها المواضيع بل مقاربة هذه المواضيع وطريقة تقديمها للعين. وهنا تكتسي موضوعة حرية التعبير أساس إجرائيتها. ﻻ مبدع يساير المنع الذي يطاول فيلماً ما، ما دام يحترم حرية اﻵخر. لكن التذرع بالحرية مع افتقاد شرط اﻹبداعية يبدو في نظرنا أمراً غير منطقيّ.

حرية التعبير سينمائياً ﻻ تحتمل اللعب على قوة الصورة بما لها من مباشرة وقدرة على التأثير اللحظي المتسم بالانطباع الواقعي في اﻷذهان. بخاصة في مجتمع ساكنته لم تسلك طرق التربية في إدراك الفرق بين التشخيص الصوري حين يعار جسد لوظيفة فقط ولا يمكنه تملكها في العادي من الحياة. هي المشكلة اﻷرسطية اﻷبدية بين ما نرى وما هو حقيقي في ذاتيته. هذا الشرط وموضوعة حرية التعبير مثال مغربي في محيط إقليمي جنوبي عربي إسلامي متسم بمواصفات لا تزال لم تعِ علاقة الواقع بتمثله.

هي أفلام تعد على رؤوس اﻷصابع وضعت الفن السابع في دوامة التجاذب السياسي بغلاف ثقافي وفني. لكنها أفلام ﻻ نستطيع وضعها في خانة اﻷعمال السينمائية المبدعة القوية بفتحها الفني وتصور مخرجيها تجديداً أو تفرداً أو أصالة. باستثناء شريطي عبد القادر لقطع وسهيل بنبركة قياساً على مشوارهما كمخرجين يحملان مشروعا ثقافياً سينمائياً ملحوظاً. أما المخرجان الآخران المنتميان إلى الجيل الجديد من المخرجين الذين يحضّ المغرب بأسئلته توازياً مع تأثر كبير خاضعين له لكونهما مرتبطين بتصور خاص فرنسي غربي معين يعتمد الإثارة أكثر منه التعمق الفني اللصيق بالهموم العامة والإبداعية في حين لا نجد التصور الفرنسي للفن السلس المفكر فيه والمهموم حقيقة بالخلق الفني كما لدى رواد الموجة الجديدة أو عند المستقلين كفيليب غاريل مثلاً… وهي ازدواجية بين واقع مغربي ما وتصور غربي خاص تتجلى في شكل عملهما التواق إلى خلق الحدث أكثر منه الغوص في موضوعة مهمة بما تتطلبه من بناء تصوري شخصي قوي مثل موضوعة حرية التعبير التي ليست بالسهولة التي ضمناها فيلميهما كيفما اتفق.

مبارك حسني

The post السينما المغربية وحرية التعبير appeared first on موقع سينفيليا.

]]>
https://cine-philia.com/2015/11/27/%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%8a%d9%86%d9%85%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ba%d8%b1%d8%a8%d9%8a%d8%a9-%d9%88%d8%ad%d8%b1%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%b9%d8%a8%d9%8a%d8%b1/feed/ 0