إذا بدا مشهد تدمير الجناح الشرقي من البيت الأبيض مألوفًا في نشرات الأخبار الأخيرة، فذلك ليس من قبيل الصدفة. فخلال الـ45 عامًا الماضية، لم تتوقف هوليوود عن تفجير البيت الأبيض في كل شكل يمكن تخيله — من هجمات إرهابية بصواريخ موجهة، إلى أشعة فضائية مدمّرة، وحتى اصطدامه بطائرة حربية جرفها تسونامي. واللافت أن الكارثة الوحيدة التي لم يتخيلها حتى المخرج المهووس بالكوارث رولاند إمريش هي ما يحدث حاليًا في الواقع — قاعة رقص دونالد ترامب.
منذ السبعينيات وحتى اليوم، حطم صُنّاع السينما أشهر عنوان في واشنطن — 1600 شارع بنسلفانيا — في أكثر من عشرة أفلام شكلت ذاكرة بصرية لمشاهد الدمار السينمائي. من أول مرة في فيلم ريتشارد ليستر، حين اقتحم الجنرال زود وأتباعه الكريبتونيون البيت الأبيض ودمروا جدرانه الداخلية مطالبين الرئيس بالركوع، إلى المشهد الأسطوري في يوم الاستقلال حين ظهرت المركبة الفضائية العملاقة لتُطلق شعاعًا ناريًا يمسح المبنى عن وجه الأرض في لقطة أصبحت من أشهر صور التسعينيات.
في العام نفسه، قدّم تيم بورتون نسخته الساخرة في هجوم المريخيين!، حيث يُفجَّر البيت الأبيض بطريقة كرتونية، ويُقتل الرئيس (الذي لعب دوره جاك نيكلسون) في مشهد عبثي خلال مفاوضات السلام.
ثم جاء فيلم Left Behind II ليضع البيت الأبيض وسط معركة دينية، حين هاجمته ميليشيات تابعة للمسيح الدجال، فيما ينجو الرئيس لويس غوسيت جونيور ليُلقي خطابًا ناريًا من بين أنقاض المكتب البيضاوي.
أما رولاند إمريش، فذهب أبعد من ذلك في 2012 حين جعل موجة تسونامي عملاقة تُقذف بحاملة طائرات فوق البيت الأبيض في مشهد لا يُنسى، ليُكرّس نفسه كـ”مهندس دمار” هذا المعلم السياسي الأشهر.
وفي عام 2013، تنافس فيلمان على تدميره من جديد: Antoine Fuqua في Olympus Has Fallen، حيث يواجه جيرارد بتلر غزوًا كوريًا شماليًا يطيح بواشنطن أرضًا، ورولاند إمريش مرة أخرى في White House Down، مع تشانينغ تاتوم وجيمي فوكس في مغامرة مليئة بالانفجارات والمعارك داخل أروقة الرئاسة.
ثم جاء فيلم G.I. Joe: Retaliation ليحول البيت الأبيض إلى وكر للشر، بعد أن استولى عليه تنظيم “كوبرا” ورفع أعلام الأفاعي فوقه قبل تدميره في مشهد المواجهة النهائية.
وفي X-Men: Days of Future Past عام 2014، انتقلت الحرب إلى السبعينيات حين رفع ماجنيتو استاد RFK الرياضي من مكانه وأسقطه فوق البيت الأبيض في مواجهة خيالية مع الرئيس ريتشارد نيكسون.
أما في Independence Day: Resurgence بعد 20 عامًا، فعادت الكائنات الفضائية لتهاجم الأرض من جديد، لكن المشهد الذي كان من المفترض أن يُظهر البيت الأبيض وهو يُسحق بساق المركبة الفضائية العملاقة حُذف من النسخة النهائية، ليبقى المبنى سالمًا نسبيًا للمرة الأولى منذ عقود من التدمير السينمائي المتكرر.
سينفيليا

