في حوار خصّ به وكالة المغرب العربي للأنباء على هامش مشاركته في الدورة الخامسة والعشرين من المهرجان الوطني للفيلم بطنجة، أكد جيرمان كولي، مدير مديرية السينما بالسنغال، أن التعاون السينمائي بين المغرب والسنغال يشكّل ركيزة أساسية لتطوير الصناعة السينمائية الإفريقية، مشدداً على أن تبادل الخبرات والتكوين المشترك يمكّن المبدعين من سرد قصص القارة الإفريقية برؤية أكثر عمقاً وواقعية على الشاشة الكبيرة.
وأوضح كولي أن توقيع مذكرة التفاهم بين البلدين في يناير من العام الماضي شكّل نقطة تحوّل في مسار التعاون الثقافي والسينمائي، إذ فتحت هذه الشراكة آفاقاً جديدة للإنتاج المشترك والحفاظ على التراث السينمائي الإفريقي. وأضاف أن هذه الاتفاقية أطلقت دينامية مثمرة، تتيح للمهنيين السينمائيين السنغاليين الاستفادة من تكوين احترافي بالمغرب، كما تمكّن المبدعين المغاربة من الانفتاح على تجارب المدرسة السينمائية السنغالية.
وأعرب المسؤول السنغالي عن ارتياحه لمستوى العلاقات التي وصفها بـ«الممتازة» بين البلدين، مؤكداً رغبته في تعميق هذا التعاون مستقبلاً، لاسيما في مجالات التكوين والإنتاج المشترك وتبادل الكفاءات التقنية والفنية. وأشاد بالإطار المؤسساتي المتطور الذي يتمتع به المغرب، إلى جانب كفاءاته البشرية وخبرته الواسعة في مجال الصناعة السينمائية، معتبراً أن هذه التجربة تمثّل نموذجاً ناجحاً يمكن للسنغال الاستفادة منه.
وفي المقابل، أشار كولي إلى أن بلاده تمتلك بدورها قاعدة مهمة من المبدعين ومنتجين ذوي خبرة، خصوصاً في مرحلة ما بعد الإنتاج، بفضل مركز “يينينغا”، الذي أسسه المخرج الفرنسي-السنغالي ألان غوميس، كأول قطب ثقافي مخصص للسينما في السنغال.
كما أبرز أن العلاقات السينمائية بين المغرب والسنغال كانت دوماً متينة بفضل الالتزام المشترك من مسؤولي القطاعين ودور جمعيات السينمائيين في تعزيز جسور التعاون الثقافي. وختم كولي حديثه بالتأكيد على أن حضور الطلبة الأفارقة في معاهد تكوين مهن السينما بالمغرب يعزز روح التبادل الفني والمعرفي، ويجسد الرؤية الإفريقية المشتركة نحو صناعة سينمائية موحّدة وقادرة على المنافسة عالمياً.
سينفيليا