الرئيسيةالسينما العالميةالسينما العالمية تودّع روبرت ريدفورد أيقونة الشاشة الأميركية

السينما العالمية تودّع روبرت ريدفورد أيقونة الشاشة الأميركية

وفاة النجم والمخرج روبرت ريدفورد

رحل عن عالمنا أسطورة هوليوود روبرت ريدفورد، الممثل والمخرج والمنتج الذي شكّل لعقود رمزًا للسينما الأميركية ومؤسس مهرجان “صندانس”، عن عمر ناهز 89 عامًا. وأكدت وكيلته الإعلامية، سيندي بيرغر، وفاته في منزله بولاية يوتا صباح الثلاثاء.

كان ريدفورد واحدًا من أبرز نجوم الشاشة في النصف الثاني من القرن العشرين، جمع بين وسامة آسرة وكاريزما طبيعية جعلته بطلًا في أدوار الخير والشر على حد سواء. لمع نجمه في أفلام خالدة مثل Butch Cassidy and the Sundance Kid، وThe Way We Were، وAll the President’s Men، قبل أن يحقق جائزة الأوسكار كأفضل مخرج عن فيلم Ordinary People.

ورغم هالته كنجم كلاسيكي لامع، كان يحمل رؤية نقدية عميقة تجاه المجتمع الأميركي، جسدها في أفلام مثل The Candidate وThree Days of the Condor. كما تميز بقدرته على توظيف جاذبيته في أدوار رومانسية بارزة، أبرزها إلى جانب باربرا سترايسند في The Way We Were.

خلف الأضواء، كان ريدفورد شخصية أكثر تعقيدًا، فضل العيش بعيدًا عن هوليوود التقليدية، وأسس في جبال يوتا معهد ومهرجان “صندانس”، الذي أصبح المنصة الأهم لسينما المستقلين في العالم. إلى جانب الفن، كرس حياته للدفاع عن البيئة وحقوق السكان الأصليين والمثليين، ولم يتردد في التعبير عن مواقفه السياسية، حتى أنه كتب عام 2018 مقالة بعنوان بيان موجز حول القضايا الكبرى عبّر فيها عن خيبة أمله من المسار السياسي الأميركي.

ولد ريدفورد عام 1936 في سانتا مونيكا بولاية كاليفورنيا، ونشأ في أسرة متواضعة، قبل أن ينطلق في مسيرة أكاديمية وفنية شاقة قادته إلى المسرح والتلفزيون ثم إلى السينما العالمية. تزوج مرتين ورُزق بأربعة أبناء، فقد اثنين منهم في مراحل مختلفة من حياته، وهو ما ترك جراحًا غائرة في شخصيته.

انطلقت مسيرته الفنية من المسرح، قبل أن يحقق نجاحًا لافتًا في السينما، خصوصًا بعد دوره الشهير في Butch Cassidy الذي صنع منه نجمًا عالميًا إلى جانب بول نيومان. وتوالت النجاحات مع أفلام مثل Jeremiah Johnson وAll the President’s Men، قبل أن ينتقل للإخراج في بداية الثمانينيات ويحقق نجاحًا مدويًا بفيلمه Ordinary People.

ظل ريدفورد حتى سنواته الأخيرة حاضرًا في السينما والتلفزيون، مشاركًا في أفلام كبرى مثل Out of Africa وIndecent Proposal وصولًا إلى Avengers: Endgame. ومع كل إنجاز، كان يعكس صورة الفنان المثقف، القلق، المتأمل، الذي لم يفقد حسّه النقدي ولا شغفه بالبحث عن الحرية والإبداع.

برحيل روبرت ريدفورد، تفقد هوليوود أيقونة حقيقية جمع بين النجومية والالتزام الفني والإنساني، تاركًا وراءه إرثًا سينمائيًا سيظل خالدًا في ذاكرة الفن السابع.

سينفيليا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *