شهد مهرجان تورونتو السينمائي الدولي، مساء الأربعاء، توتراً كبيراً بعدما تظاهر مؤيدون لفلسطين وآخرون مؤيدون لإسرائيل أمام قاعة “روي تومسون هول” قبيل العرض العالمي الأول للفيلم الوثائقي الكندي الطريق بيننا: عملية الإنقاذ القصوى، الذي يتناول قصة جنرال إسرائيلي متقاعد يسعى لإنقاذ عائلته خلال أحداث 7 أكتوبر 2023.
اصطفت قوات الشرطة الكندية بأعداد كبيرة قُدرت بنحو مئة عنصر، موزعين على الأقدام والدراجات والخيول، لمحاولة الفصل بين الجانبين الذين تبادلا الهتافات والاتهامات عبر مكبرات الصوت واللافتات والأعلام، وسط أجواء مشحونة لم تفصل بينها سوى الحواجز المعدنية وصفوف رجال الأمن.
أما رواد المهرجان الذين حصلوا على تذاكر الفيلم فقد اضطروا للانتظار طويلاً عند المداخل، حيث خضعوا للتفتيش عبر أجهزة الكشف عن المعادن وتفتيش الحقائب قبل السماح لهم بالدخول.
من جانبه، صرّح منظم وقفة التضامن مع فلسطين لمجلة هوليوود ريبورتر أن هذه التظاهرة تهدف إلى فضح ما اعتبره “دعاية إسرائيلية” يقدمها المخرج باري آفريتش في عمله الوثائقي، قائلاً: “وجودنا هنا لتوضيح الحقيقة وكشف التضليل الإعلامي”.
في المقابل، دافع المتظاهر المؤيد لإسرائيل ونستون سيغل عن الفيلم، معتبراً أنه “قصة شرعية لرجل يحاول إنقاذ عائلته في ظروف مروعة”، مؤكداً أن وصفه بالدعاية أمر غير منصف.
وعلى الجانب الآخر من الحواجز، شدد الناشط طارق حاج إبراهيم على أن الفيلم الكندي لا يعدو كونه جزءاً من “آلة الدعاية الإسرائيلية”، مضيفاً: “الفيلم مليء بالمعلومات الزائفة، نحن نعيش هذا الصراع منذ قرن ونعرف جيداً كيف يتم تزييف الحقائق وتغيير مسار التاريخ”.
تجدر الإشارة إلى أن هجمات 7 أكتوبر 2023 التي شنّتها حركة حماس أسفرت عن مقتل حوالي 1200 إسرائيلي، من مدنيين وعسكريين، أعقبها اندلاع الحرب في غزة التي لا تزال مستمرة حتى اليوم، وأدت إلى سقوط نحو 64 ألف ضحية فلسطينية، بينهم أعداد كبيرة من المدنيين، وفقاً للسلطات الصحية المحلية.
سينفيليا
