شهد مهرجان برلين السينمائي الدولي في دورته الخامسة والسبعين عرض الفيلم المصري المستعمرة للمخرج محمد رشاد، وهو عمل سينمائي استغرق إنتاجه خمس سنوات. عُرض الفيلم يوم الثلاثاء 18 فبراير، وحظي بإعجاب الجمهور والنقاد بحضور شخصيات بارزة، من بينها رئيس مهرجان القاهرة السينمائي الدولي حسين فهمي، وسفير مصر بألمانيا الدكتور محمد البدري، والوزيرة المفوضة يمنى عثمان، إلى جانب مجموعة من صناع الأفلام من مختلف أنحاء العالم.
عقب العرض، أُقيمت ندوة نقاشية مع المخرج محمد رشاد، الذي تفاعل مع أسئلة الجمهور حول قصة الفيلم وأماكن التصوير، والتي تركت انطباعًا قويًا لدى الحاضرين. الفيلم مستوحى من أحداث حقيقية، ويروي قصة شقيقين، حسام (23 سنة) ومارو (12 سنة)، يعيشان في مجتمع مهمش بمدينة الإسكندرية. بعد وفاة والدهما في حادث عمل، يعرض عليهما المصنع المحلي وظائف كتعويض بديل عن رفع دعوى قضائية، لكنهما سرعان ما يشكان في أن وفاة والدهما لم تكن عرضية.
استلهم رشاد القصة من واقعة حقيقية شاركها معه شاب فقد والده في موقع بناء، حيث تعرضت الأسرة لضغوط من الشركة للتنازل عن حقوقها مقابل وظيفة. وبصفته من مواليد الإسكندرية وابن عامل في مصانع النسيج لأكثر من أربعة عقود، رأى رشاد في هذه القصة فرصة لتسليط الضوء على قضايا السلامة المهنية والممارسات غير القانونية في بعض المصانع.
وأوضح المخرج أن رحلة إنتاج المستعمرة استغرقت خمس سنوات، تخللتها تحديات عديدة، لكنه تمكن من تحقيق رؤيته الإبداعية عبر اختيار ممثلين غير معروفين وإشراك عمال حقيقيين في أدوار رئيسية، إلى جانب التصوير في مواقع واقعية بالإسكندرية تعكس الأجواء الصناعية التي تخيلها. وأكد أن عرض الفيلم في مهرجان عالمي مثل برلين والمشاركة في مسابقة رسمية يعكس نجاح فريق العمل في تقديم رؤيتهم السينمائية.
المستعمرة من بطولة أدهم شكر، زياد إسلام، هاجر عمر، محمد عبد الهادي، وعماد غنيم، مع مدير التصوير محمود لطفي والمونتاج لهبة عثمان، التي شاركت أيضًا في تحرير الفيلم السوداني الشهير وداعًا جوليا. ويعد الفيلم إنتاجًا مشتركًا بين مصر، فرنسا، ألمانيا، السعودية، وقطر، بقيادة هالة لطفي من شركة حصالة في القاهرة، وإتيان دو ريكود من شركة كاراكتير للإنتاج في باريس، وقسمت السيد من سيرا فيلمز في برلين، وART من جدة.