شهد مهرجان الدوحة السينمائي انطلاقة قوية مع العرض العربي الأول للفيلم التونسي «صوت هند رجب» للمخرجة كوثر بن هنية، في أمسية حضرها فريق العمل إلى جانب ممثلين عن الهلال الأحمر ووالدة الطفلة هند التي يستلهم الفيلم قصتها. وقد استقبل الجمهور الفيلم بحفاوة واضحة، حيث اعتلت المخرجة وطاقمها المنصة قبل العرض لتوجيه رسائل شكر وتقدير لمؤسسة الدوحة للأفلام ولكلّ من ساهم في إنتاج هذا العمل.
كوثر بن هنية أكدت في كلمتها أن فكرة الفيلم ولدت حين استمعت إلى صوت هند قبل عام، معتبرة أن التواصل مع والدتها وطاقم الهلال الأحمر كان ضروريًا لإعادة سرد القصة كما يجب، ومعبرة عن امتنانها لمؤسسة الدوحة للأفلام التي ساندت المشروع منذ بدايته. كما أشارت إلى أن هذه الأمسية جمعت، لأول مرة، جميع الأطراف المرتبطة بالفيلم في مكان واحد.
من جهتها عبّرت وسام حمادة، والدة هند، عن تقديرها للمهرجان وفريق العمل، مؤكدة أن مشاركتها تأتي من شعورها بالمسؤولية في نقل معاناة الأطفال في غزة وإيصال صوتهم للعالم، معتبرة أن فقدان ابنتها منحها رسالة إنسانية أكبر لتذكير العالم بحقوق هؤلاء الأطفال.
ويستند الفيلم إلى واقعة إنسانية مؤثرة جرت في 29 يناير 2024، عندما تلقّى طاقم الهلال الأحمر بلاغًا عاجلًا عن طفلة في السادسة من عمرها كانت عالقة داخل سيارة وتطلب المساعدة. وقد حاول الفريق مواصلة الحديث معها إلى حين وصول الإسعاف. واستلهم الفيلم أحداثه من هذه القصة.
شارك في بطولة العمل كل من سجا الكيلاني ومعتز ملحيس وكلارا خوري وعامر حليحل، وأسهم في تنفيذه فريق تقني عالمي، من بينهم مدير التصوير خوان سارمينتو جي، والمونتيران قتيبة برهمجي وماكسيم ماتيس، إضافة إلى موسيقى تصويرية من توقيع أمين بوحافة وتصميم إنتاج باسم مرزوق.
وحظي الفيلم بدعم أسماء عالمية بارزة بعد عرضه الأول في مهرجان فينيسيا، حيث انضم إلى فريق الإنتاج كمنتجين تنفيذيين عدد من نجوم هوليوود، منهم براد بيت، خواكين فينيكس، روني مارا، إلى جانب المخرجين ألفونسو كوارون وجوناثان غليزر. كما شارك ديدي غاردنر وجيريمي كلاينر ممثلين عن شركة “بلان بي”، إضافة إلى شخصيات ثقافية واقتصادية مثل جيميما خان وفرانك جيسترا وسبين غيتي.
«صوت هند رجب» هو إنتاج تونسي–فرنسي مشترك تقوده شركات Tanit Films وMime Films وRaeFilm Studios وJW Films Production، بينما تتولى MAD Distribution توزيعه في المنطقة العربية، وتعمل Sunnyland كموزع رقمي، فيما تشرف شركة The Party Film Sales على المبيعات الدولية.
ويمثل مهرجان الدوحة محطة أساسية ضمن رؤية مؤسسة الدوحة للأفلام التي تواصل دعم المشاريع السينمائية العربية وتوفير منصة لصنّاعها لعرض أعمالهم أمام جمهور واسع وتعزيز الحوار الثقافي.
وسبق للفيلم أن حقق إنجازات بارزة، إذ رافق عرضه العالمي الأول في مهرجان فينيسيا السينمائي تصفيق مطوّل تجاوز عشرين دقيقة، وفاز بسبع جوائز مهمة بينها الجائزة الكبرى للجنة التحكيم (الأسد الفضي)، وجوائز نقدية وشبابية وإنسانية. كما عرض الفيلم في مهرجان تورونتو السينمائي الدولي، ويستعد للمشاركة في عدة مهرجانات عالمية، بينها مهرجان لندن السينمائي ومهرجان سان سيباستيان ومهرجانات بوسان وشيكاغو الدولية.
وتعد كوثر بن هنية إحدى أبرز المخرجات العربيات، إذ راكمت حضورًا عالميًا من خلال أفلامها القصيرة والطويلة، بدءًا من «شلاط تونس» الذي شارك في مهرجان كان، مرورًا بـ«على كف عفريت» الذي نافس ضمن قسم «نظرة ما»، إلى «الرجل الذي باع ظهره» الذي نال جوائز في فينيسيا وترشّح للأوسكار، وصولًا إلى «بنات ألفة» الذي حصد عدة جوائز وبلغ القائمة القصيرة لجوائز الأوسكار. ويأتي فيلم «صوت هند رجب» ليواصل هذا المسار السينمائي المميز، بعدما اختارته تونس لتمثيلها في سباق الأوسكار في دورته الـ98.
سينفيليا
