وقف المخرج العالمي ستيفن سبيلبرغ، صباح الأربعاء، على منصة متحف الأكاديمية بهوليوود خلال افتتاح المعرض المخصص لفيلمه الأسطوري Jaws، دون أن يُلقي خطاباً مكتوباً. فقد اعترف، أمام عشرات الصحفيين وموظفي المتحف داخل مسرح “ديفيد غيفن”، أنه فضّل تكرار ما فعله عام 1974 حين بدأ تصوير الفيلم دون استعداد كامل، قائلاً مازحاً: “لم أكن مستعداً حين صنعت Jaws، واليوم أيضاً جئت بلا ملاحظات مكتوبة، مكتفياً بذكريات عادت إليّ خلال جولة بين معروضات هذا المعرض المذهل.”
المعرض الذي يُعد الأكبر من نوعه لفيلم واحد في تاريخ متحف الأكاديمية يضم مجموعة نادرة من الصور، الأغراض الأصلية، قطع الديكور، الأزياء، اللوحات الفنية، الكاميرات والمعدات، إلى جانب بيئات تفاعلية تسمح للزوار بتجربة مشاهد أيقونية. من أبرز المعروضات: النص الأصلي المشروح بخط سبيلبرغ، رسومات تصميم القرش للمصمم جو ألفيس، نوتات الموسيقار جون ويليامز، اللوح الأصلي للتصوير، الكاميرا تحت المائية، القفص المعدني للغوص، زي الممثل روي شايدر، زعانف القرش الاصطناعية، وصور نادرة من خلف الكواليس. حتى العوامة التي ظهرت في المشهد الأول، والتي احتُفظ بها لخمسين عاماً قبل أن تُعار للمتحف، حظيت بإشادة خاصة من سبيلبرغ على المنصة.
مديرة المتحف آمي هوما، التي شاركت المنصة مع القيّمة جيني هيه، أثنت على إرث المخرج مؤكدة أن إعادة عرض الفيلم مؤخراً احتلت المركز الثاني في شباك التذاكر، مشيرة إلى أن “السينما الأمريكية والعالمية لم تكن لتكون كما نعرفها اليوم لولا تأثير سبيلبرغ.” وكشفت عن مفاجأة كبيرة: المتحف سيقيم أول معرض شامل لمسيرة سبيلبرغ عام 2028.
ولإضفاء لمسة خاصة على الافتتاح، عزفت أوركسترا هوليوود بقيادة ريتشارد كوفمان مقاطع من موسيقى الفيلم، بمشاركة موسيقيين اثنين كانا ضمن التسجيل الأصلي عام 1975.
سبيلبرغ، الذي كان يبلغ 26 عاماً وقت التصوير، استعاد ذكريات الصعوبات الهائلة التي واجهته آنذاك. فقد قيل له إنه لن يعمل مرة أخرى بعد أن تجاوزت الميزانية والجدول الزمني كثيراً، إذ امتد التصوير إلى 158 يوماً بدلاً من المخطط. اعترف قائلاً: “كنت أظن أن مسيرتي انتهت قبل أن تبدأ. واجهتنا الطبيعة، والأمواج، والتيارات، وحتى سباقات القوارب. لم يكن لدينا أي سيطرة، ولا حتى على القرش الميكانيكي.”
ورغم الضغوط التي دفعت بعض أفراد الطاقم للتفكير في الانسحاب، فإن روح الجماعة كانت السبب في إنجاز الفيلم. يقول سبيلبرغ: “لقد دفعنا ثمنه غالياً، لكنه منحني مسيرة فنية بأكملها. النجاح الذي حققه Jaws فتح أمامي الباب لأصنع أي فيلم أردته بعدها.”
سينفيليا