ودّع الوسط الفني المصري أحد أعمدته المميزين، الفنان القدير سيد صادق، الذي رحل عن عمر ناهز 80 عاماً، مخلفاً وراءه إرثاً فنياً غنياً من الأعمال السينمائية والتلفزيونية التي تركت بصمة خاصة في ذاكرة الجمهور. سيد صادق الذي عرف بتألقه في الأدوار الثانوية وخاصة تلك التي جسد فيها شخصيات الشرير ورجل الأعمال الخارج عن القانون، حمل معه خلال مسيرته المهنية تفاصيل كثيرة عن النضال والموهبة والصبر.
الحياة الشخصية والبدايات الفنية
وُلد سيد صادق في 18 يونيو 1945، ونشأ في بيئة عادية، حصل على دبلوم من إحدى المدارس الثانوية، ومن ثم شرع في دخول عالم التمثيل بداية من الأدوار الثانوية التي كانت تلائم تكوينه الجسماني القوي. ساعده هذا التكوين على تقديم أدوار تميزت بالعنف أو الطابع الشرير، ما جعله من الوجوه المعروفة في الدراما المصرية.
في بداية مشواره، لم يكن من النجم الذي يحظى بأدوار البطولة، لكنه استطاع أن يكسب احترام المخرجين والنقاد والجمهور على حد سواء من خلال أدواره المميزة التي أضفت حيوية وحقيقة على الأعمال الفنية التي شارك فيها.
مسيرته الفنية وأبرز أعماله
شارك سيد صادق في العديد من الأفلام والمسلسلات التي شكلت جزءاً مهماً من السينما والتلفزيون المصريين، حيث تنوعت أدواره بين السينما والتلفزيون، ومزجت بين الشخصيات التي تتمتع بقوة شريرة وأخرى اجتماعية معقدة.
من بين أفلامه الشهيرة التي تركت أثراً واضحاً:
-
الإمبراطور
-
كدة رضا
-
حسن ومرقص
-
فوزية البرجوازية
-
عيون الصقر
-
النمر والأنثى
-
أحلام عادية
وفي مجال التلفزيون، عرفته الجماهير من خلال مشاركته في مسلسلات ناجحة مثل:
-
فرقة ناجي عطا الله
-
يتربى في عزو
-
النساء قادمون
-
ميراث الريح
-
رحيل مع الشمس
-
نور العيون
-
التجربة الدنماركية
-
ملك روحي
-
لن أعيش في جلباب أبي
-
العميل 1001
-
يوميات ونيس (ج1)
-
شباب رايق جداً
هذه الأعمال تنوعت بين الدراما الاجتماعية والسياسية، وكانت مساهمة السيد صادق فيها دائماً تضيف بعداً واقعياً ودرامياً قوياً، مما جعله جزءاً أساسياً من التكوين الفني لكل عمل شارك فيه.
التكريم والاحتفاء به في أواخر حياته
شهدت السنوات الأخيرة من حياة سيد صادق اعترافاً مميزاً من الوسط الفني، إذ تم تكريمه في الدورة الثانية من مهرجان الدراما الذي أقيم في مدينة العلمين الجديدة. هذه اللحظة كانت مؤثرة للغاية، فقد ظهر في لقاء مع تليفزيون “اليوم السابع” وهو يذرف الدموع، معبراً عن فرحته العميقة بهذا التكريم.
قال خلال اللقاء إن نقيب الممثلين، وصديقه المقرب، الدكتور أشرف زكي، اتصل به في الساعة الواحدة والنصف صباحاً ليبلغه بقرار تكريمه، مما أثار مشاعره وجعل دموعه دموع فرح حقيقية. وأعرب عن أمنيته في العودة إلى التمثيل بعد سنوات الغياب، مؤكدًا أن الفن يظل جزءًا لا يتجزأ من حياته.
كما نعته نقابة المهن التمثيلية برئاسة أشرف زكي، وأصدرت بياناً تعبر فيه عن الحزن العميق على فقدان هذا الفنان الكبير، متمنية لذويه الصبر والسلوان، داعية الله أن يتغمده بواسع رحمته.
تفاصيل الوفاة والجنازة
أعلن نجل الفنان، لؤي السيد، وفاة والده عن عمر ناهز 80 عاماً، وكتب على حسابه في “فيسبوك”:
“إنّا لله وإنّا إليهِ رَاجعُون.. توفي إلى رحمة الله الراجل العظيم والدي (سيد صادق) .. صلاة الجنازة عقب صلاة الجمعة بمسجد الشرطة بالشيخ زايد .. رجاء الدعاء له بالرحمة والمغفرة”.
وسيقام تشييع الجنازة في مقابر الأسرة بمدينة الفيوم، مسقط رأس الفنان.
إرث فني لا يُنسى
يبقى سيد صادق نموذجاً حياً للفنان الذي رغم عدم صعوده إلى أدوار البطولة المطلقة، استطاع أن يخلد اسمه في ذاكرة المشاهدين من خلال أدواره الثانوية، التي كانت تكتسب قوة وتأثيراً يفوق حجمها الظاهر.
تميّز الرجل ببراعة في تقديم الشخصيات الشريرة التي لا تنسى، أو رجال الأعمال الذين يمثلون السلطة والفساد، الأمر الذي جعله وجهًا مميزًا في تاريخ السينما والتلفزيون المصريين.
الختام
فقد الوسط الفني المصري برحيل سيد صادق رجلاً من أخلص العاملين في المجال، الذي كان يفضل الجودة والإتقان في عمله، مع التزامه الدائم بحب الفن والتمثيل. ستبقى ذكراه حية من خلال كل شخصية جسدها، وكل مشهد قدمه بحرفية وإتقان.
نسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته، وأن يلهم أهله ومحبيه الصبر والسلوان.
سينفيليا