في خطوة مؤثرة ومليئة بالشجاعة، أعلن الممثل الأمريكي الشهير إيريك دان (Eric Dane)، المعروف بدوره كـ”ماكستيـمي” في المسلسل الطبي الشهير Grey’s Anatomy، عن إصابته بمرض التصلب الجانبي الضموري (ALS)، والمعروف أيضًا باسم مرض شاركو (نسبةً إلى الطبيب الفرنسي جان مارتن شاركو الذي وصف المرض لأول مرة).
الكشف الصادم: “ذراعي اليمنى توقفت عن العمل”
في مقابلة حديثة مع مجلة People الأمريكية، صرّح دان بأنه فقد السيطرة على ذراعه اليمنى بالكامل، موضحًا أن الجهة اليمنى من جسده “توقفت تمامًا عن العمل”، بينما بدأت الجهة اليسرى تضعف تدريجيًا. وأشار إلى أنه يواجه يوميًا تراجعًا جسديًا مؤلمًا، ما يعكس الطبيعة التصاعدية لهذا المرض العصبي الخطير.
ما هو مرض ALS؟
التصلب الجانبي الضموري (ALS) هو مرض عصبي نادر يتسبب في تلف الخلايا العصبية الحركية المسؤولة عن التحكم في حركة العضلات الإرادية. مع مرور الوقت، يؤدي هذا التلف إلى ضعف العضلات، وصعوبة في المشي، التحدث، البلع، وأخيرًا التنفس.
ورغم أن السبب الدقيق للمرض ما يزال غير معروف في معظم الحالات، إلا أن بعض الدراسات تشير إلى عوامل وراثية وبيئية.
متوسط العمر المتوقع للمصاب بالمرض يتراوح بين سنتين إلى خمس سنوات بعد التشخيص، لكن هناك حالات استثنائية كالعالم الشهير ستيفن هوكينغ الذي عاش أكثر من خمسين عامًا بعد تشخيصه.
حادثة أنقذته فيها ابنته من الغرق
كشف دان خلال المقابلة عن موقف خطير تعرض له أثناء السباحة، حيث فقد القدرة على استخدام ذراعيه وبدأ في الغرق، لولا تدخل ابنته التي كانت حاضرة وتمكنت من إنقاذه. قال: “كنت أعوم، وفجأة لم أعد قادرا على التقدم. أحسست بالذعر. ومن حسن حظي أن ابنتي كانت قريبة وساعدتني”.
الدعم العائلي واستمرار الشغف
ورغم المعاناة، أعرب دان عن امتنانه للدعم الكبير الذي يتلقاه من عائلته، لا سيما من زوجته السابقة ريبيكا غايهارت وابنتيه البالغتين من العمر 15 و13 عامًا. وأكد أنه مصمم على مواصلة حياته المهنية رغم التحديات الصحية، مشيرًا إلى أنه يشارك في تصوير الموسم الثالث من مسلسل Euphoria، كما يواصل الظهور الإعلامي والمشاركة في أعمال فنية أخرى مثل مسلسل Countdown.
في آخر ظهور علني له في يونيو 2025، حضر دان العرض الأول لمسلسل Countdown في لوس أنجلوس، وصرّح للصحافة قائلاً: “أنا أتعامل مع الأمر يومًا بيوم… وكل يوم جيد هو انتصار”.
رسالة أمل رغم الألم
أوضح دان أنه ورغم مشاعر الغضب والخوف من تطور المرض، لا يفكر في الاستسلام. بل قال صراحة: “لن أسمح لهذا المرض أن يكتب نهاية قصتي”. وأضاف أنه يركز الآن على قضاء وقت ثمين مع عائلته، ومواصلة العمل الفني ما دام قادرًا على ذلك.
قصة إيريك دان تعكس الوجه الإنساني للمرض، وتسلّط الضوء على أهمية التوعية العامة حول مرض ALS، وضرورة توفير الدعم المعنوي والطبي والنفسي للمصابين به، خاصة أن العديد من الحالات لا تُكتشف إلا بعد تقدم المرض بشكل خطير.
خلاصة:
إعلان إيريك دان عن إصابته بمرض التصلب الجانبي الضموري يشكل لحظة إنسانية نادرة في عالم الفن، تجمع بين الألم والأمل. فبين فقدان ذراعه اليمنى، وخوفه من المستقبل، يختار دان أن يواجه مصيره بإرادة صلبة، مواصلًا رسالته الفنية ومستلهمًا جمهوره بقصة صمود ملهمة.