الرئيسيةمتابعات سينمائية“نحن في الداخل” فيلم حميمي عن الأب

“نحن في الداخل” فيلم حميمي عن الأب

فيلم نحن في الداخل
عرض مساء أمس ضمن عروض المسابقة الرسمية للدورة 16 من مهرجان “فيدادوك” للفيلم الوثائقي بأكادير، فيلم “نحن في الداخل” للمخرجة اللبنانية فرح قاسم.
نتابع بالفيلم علاقة المخرجة بأبيها بعد عودتها من المهجر حيث قضت سنوات طوال، حيث كانت قد تركت بيت العائلة في مدينة طرابلس لتدرس في بيروت ثم لتستقر بعد ذلك في برلين وبضع مدن أوروبية أخرى، لتعود وهي في الثلاثين من عمرها لترافق والدها في آخر سنوات عمره وتصنع عن علاقتهما هذا الفيلم الذي دام تصويره ثلاث سنوات.
الأب شاعر والمخرجة رصدت هذا الجانب من شخصية والدها واستطاعت توصيل شغفه بالشعر للمشاهد من خلال لقاءات له بأصدقاء وزملاء شعراء يجتمعون باستمرار في منتدى شعري يتبادلون فيه آراءهم حول الشعر وقضايا البلد السياسية والاجتماعية ويقرؤن أثناء ذلك أشعارهم على بعضهم البعض.
تدخل المخرجة في نقاشات مع أبيها، يتفقان أحيانا ويتجادلان في في أحايين أخرى، دون أن يصلا لنقط التقاء خصوصا فيما يتعلق بأوضاع لبنان السياسية.
وتتخلل الفيلم في خلفية علاقة الإبنة بأبيها أحداث سياسية انطلاقا من انتخابات برلمانية وعسكرة الشارع، إلى انطلاق انتفاضة ضد النظام واستقالة رئيس الوزراء.
تتخلل الفيلم لحظات شاعرية وأخرى مؤثرة كون المخرجة فرح القاسم استطاعت تقديم شخصية أبيها في كل حالاته المتعددة، الأمر الذي وصل للمشاهد وتفاعل معه الحضور في قاعة “سينما الصحراء”، الذي صفق بحرارة عند نهاية الفيلم.
أهم مايميز فيلم “نحن بالداخل” كون مخرجته تركز على التفاصيل الصغيرة خصوصا في علاقتها بأبيها، هذه التفاصيل هي التي شكلت الإختلاف وأضافت للفيلم بعدا إنسانيا لن يستطيع أغلب المشاهدين سوى التجاوب معه. وفي نفس السياق تحضر بالفيلم لمحات كوميدية يخلقها الأب أثناء لحظات مرحه التي تكون عموما صحبة ابنته بحيث يعود وكأنه ذلك الطفل مع أمه التي تلاعبه وتداعبه وتشاكسه.
علاقة المخرجة مع أبيها لاتخلو تماما من لحظات التوتر، كتلك التي يغضب منها الأب إثر صراخها في وجه سائق سيارة تجاوز سيارتها بشكل غير قانوني، بحيث رأينا وجها آخر صارما للأب، ليذكرها أنها عليها أن تحترم وجوده وألا تسبب المشاكل في المشاكل مع الناس وهو معها.
الصدق هو الذي جعل فيلما كهذا يتميز، إذ أن المخرجة لا تخجل من أن تظهر هفواتها التي يصلحها لها الأب، خصوصا حينما تحاول كتابة الشعر وتفشل، إضافة للحظات أخرى تنضح صدقا لتخلق عملا توثيقيا فنيا سيخلق حتما التميز وسيستحق المنافسة على جوائز دورة هذا العام من “فيدادوك”.

عبد الكريم واكريم- أكادير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *