افتتحت أمس الجمعة الدورة 16 من مهرجان “فيدادوك” للفيلم الوثائقي بأكادير، على إيقاع عشق السينما الوثائقية كما درج هذا المهرجان الفريد من نوعه بالمغرب على مساندة ودعم مواهب الوثائقي والدفع بمشاريع أفلامهم لكي تنضج على نار هادئة من خلال لقائهم بمحترفي هذا النوع السينمائي في ورشات وماستر كلاسات و”بيتشات” يدافعون فيها عن مشاريعهم السينمائية التي تذهب أغلبها بعيدا في رحلتها للدعم وفي إقامات لتطوير الكتابة، ثم بعد ذلك للمشاركة في مهرجانات عالمية مهمة. ومن بين النماذج المضيئة في هذا السياق أفلام من المغرب وبلدان إفريقية بالخصوص نذكر منها فيلم “كذب أبيض” لأسماء المدير الفائز بجائزة “العين الفضية” لأفضل فيلم وثائقي بمهرجان كان، والفيلم الجميل “شظايا من السماء” للمخرج المغربي الشاب عدنان بركة، الذي تم اختياره للمشاركة في المسابقة الرسمية بعدة مهرجانات عالمية مهمة، ثم عاد ل”فيدادوك” لكي يتوج بالجائزة الكبرى عن استحقاق. إضافة لأفلام ومخرجين من إفريقيا….
البارحة في الإفتتاح استعرض مدير المهرجان هشام فلاح الخطوط العريضة لهذه الدورة وألقى كلمات مؤثرة في حق المكرمتين وصديقتي المهرجان الراحلتين مؤخرا الفاعلة الجمعوية المغربية محجوبة إبدوش والفرنسية إيزابيل دو بلانثيي، اللتان تم إهداء هذه الدورة لذكرى روحيهما.

خلال حفل الإفتتاح تم تقديم لجنة لتحكيم المكونة من كل من المخرجة الفرنسية سيلفي باليو والصافي المتخصص والناقد السينمائي السينغالي أبوبكر ديما سيسوخو والمصور الفوتوغرافي المغربي مهدي مريوش.
وبعد ذلك تم عرض فيلم الإفتتاح الموسو ب” طير” للمخرجة الفرنسية كالين غوهور، والذي تابعت فيه إنجاز فنانتين فرنسيتين إحداهما تعرف نفسها أنها ذات أصول مغربية إذ ولد أبوها في أكادير. ويرصد الفلم حالة هاتين الفنانتين الفرنسيتين اللتان تحضران لمكان ناء بمنطقة سوس ماسة بنواحي أكادير لتقودا مبادرة إنسانية فنية، تجعل النساء خصوصا منهن المطلقات والأرامل يستطعن الوصول لاستقلالهن الإقتصادي الخاص من خلال إنجاز لوحات تطريزية في القماش. لكن الفنانتين لا تكتفيان بهذا فقط بل تقمن ببث روح الفن التشكيلي عند أطفال القرية عبر رسومات جدارية جماعية يقمن بتأطيرها.
الفيلم يبدأ بلقطات ومشاهد شاعرية فمن خلال ضباب كثيف تبدو لنا خيالات أشخاص قبل أن تتضح الرؤيا بعد طلوع النهار ليذهب الفيلم في مقاربة واقعية عكس ما وعدنا به في البداية، لكن الهم الإجتماعي يظل هو الأساسي في كل لحظات الفيلم بحيث تصر المخرجة على مواكبة نساء يعشن وضعيات صعبة تساهم الفناننتان في حلحلتها بشكل يبدو تشاركيا، لتظل وجهة النظر النسوية المتعاطفة هي السائدة.
عبد الكريم واكريم- أكادير