الرئيسيةالسينما المغربيةالفيلم المغربي الطويل 15 يوم يشعل نقاشًا سينمائيًا ببنسليمان حول هموم المجتمع والهوية النفسية

الفيلم المغربي الطويل 15 يوم يشعل نقاشًا سينمائيًا ببنسليمان حول هموم المجتمع والهوية النفسية

المخرج فيصل لحليمي، والفنانين الجيلالي بوجو ورشيد عماري، إلى جانب المنشط رشيد زكي

احتضن المركز الثقافي لمدينة بنسليمان، مساء يوم السبت، أمسية سينمائية متميزة نظّمها النادي السينمائي لمحترف الخريف للمسرح والسينما، وذلك في إطار البرنامج الوطني للعروض السينمائية بقاعة “س”، الموجّه للمراكز الثقافية بالمملكة، والذي تشرف عليه الجامعة الوطنية للأندية السينمائية بشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل – قطاع الثقافة.

شهدت الأمسية عرض الفيلم المغربي الطويل “15 يوم”، من توقيع المخرج فيصل الحليمي وإنتاج شركة LINAM SOLUTION، بحضور لافت لعدد من أعضاء طاقم الفيلم، على رأسهم الفنان الجيلالي بوجو، والممثل رشيد عماري، ابن مدينة بنسليمان، إضافة إلى ممثل عن الجامعة الوطنية للأندية السينمائية.

وأدار اللقاء بكل اقتدار السيناريست والمخرج رشيد زكي، الإطار بالقناة الثانية، حيث ساهم في خلق جو من التفاعل والنقاش الهادف بين ضيوف الأمسية وجمهورها.

افتُتحت الفعالية بكلمة ترحيبية للمخرج سليمان الطلحي، رئيس النادي السينمائي، نوه فيها بأهمية هذه المبادرة في إحياء المشهد الثقافي المحلي، وتعزيز الذائقة السينمائية لدى الجمهور، خاصة الشباب والطلبة. كما أشار إلى دور السينما كأداة تعبيرية فنية قادرة على مساءلة الواقع وتحفيز النقاش حول القضايا المجتمعية.

عقب الكلمة الافتتاحية، قُدم فريق الفيلم للجمهور، لتبدأ بعدها مشاهدة الشريط الذي استقطب حضوراً غفيراً تابع مجرياته باهتمام بالغ، نظراً لحمولته الدرامية العميقة، ولأسلوبه الإخراجي الحداثي الذي زاوج بين التصوير الواقعي والتحليل السيكولوجي.

نقاش مفتوح وأسئلة جوهرية

المخرج فيصل لحليمي، والفنانين الجيلالي بوجو ورشيد عماري، إلى جانب المنشط رشيد زكي
المخرج فيصل الحليمي، والفنانين الجيلالي بوجو ورشيد عماري، إلى جانب المنشط رشيد زكي

 

بعد انتهاء العرض، فُتح باب النقاش أمام الجمهور، الذي أبدى تفاعلاً حيوياً من خلال ملاحظات دقيقة وأسئلة تمحورت حول الرؤية الإخراجية للفيلم، واختياراته الفنية على مستوى التصوير والمونتاج، إضافة إلى أداء الممثلين، وعمق الحبكة الدرامية.

وقد تميزت المداخلات بتقدير واضح للغة السينمائية المستخدمة في تناول موضوعات اجتماعية مستمدة من الواقع المغربي، مثل الضغط المجتمعي، وتفكك العلاقات الأسرية، والتحولات النفسية للأفراد، وهي قضايا استطاع الفيلم أن يعالجها بلغة فنية رصينة دون الوقوع في المباشرة.

قراءات نقدية من داخل الفريق

شارك في النقاش كل من المخرج فيصل الحليمي، والفنانين الجيلالي بوجو ورشيد عماري، إلى جانب المنشط رشيد زكي، حيث أوضحوا مجموعة من الرموز والدلالات التي جاء بها العمل، خاصة على مستوى البنية السردية والانفتاح على الثقافة الشعبية كمصدر غني للتمثلات المجتمعية. كما تم التركيز على البعد السيكولوجي الذي شكل إحدى الدعامات الأساسية في بناء شخصيات الفيلم، مما أضفى عليه واقعية وتماساً عاطفياً مع المتلقي.

تكريم وتقدير للمساهمين

واختتمت الأمسية بتوجيه كلمات شكر وامتنان لكافة الجهات الداعمة لهذا النشاط، وفي مقدمتها الجامعة الوطنية للأندية السينمائية برئاسة السيد عبد الخالق بلعربي، ووزارة الشباب والثقافة والتواصل – قطاع الثقافة، وكذا إدارة المركز الثقافي ببنسليمان ممثلة في مديرته خديجة دكار، إلى جانب السلطات المحلية التي وفرت كل الظروف اللوجستية والتقنية لإنجاح الأمسية.

وفي تصريح خاص، عبّر الفنان الجيلالي بوجو، أمين مال الجامعة الوطنية للأندية السينمائية، عن اعتزازه بالتفاعل الكبير الذي حظي به الفيلم، مؤكداً على استمرار البرنامج الوطني بعروض شهرية بمختلف المراكز الثقافية، لما له من دور أساسي في تقريب السينما الجادة من الجمهور المغربي.

جمهور نوعي وتفاعل لافت

تميّزت الأمسية أيضاً بحضور جمهور نوعي جاء من مدن مختلفة مثل بوزنيقة والمحمدية، إضافة إلى ساكنة بنسليمان، الذين أكدوا، من خلال تفاعلهم الكبير، أن مثل هذه المبادرات تشكّل حجر الزاوية في بناء ثقافة بصرية نقدية، قادرة على فتح آفاق جديدة للفكر والإبداع.

هكذا، أثبتت أمسية “15 يوم” أن السينما ليست فقط فناً بصرياً، بل منصة حقيقية للنقاش والتأمل، وجسر تواصلي بين المبدع والمجتمع.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *