الرئيسيةمتابعات سينمائيةوهج السينما المغربية يضيء سماء لاهاي في مهرجان MENA السينمائي الدولي

وهج السينما المغربية يضيء سماء لاهاي في مهرجان MENA السينمائي الدولي

الدورة الثامنة لمهرجان MENA السينمائي الدولي

الدورة الثامنة لمهرجان MENA السينمائي الدولي، المنعقد في مدينة لاهاي الهولندية، تجلى الإبداع السينمائي المغربي في يومي الخامس والسادس من أبريل الجاري. هذا المهرجان المتخصص في تسليط الضوء على الإنتاجات السينمائية المستقلة القادمة من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، شهد مشاركة أربعة عشر شريطًا قصيرًا تنافست على جوائز متنوعة، مؤكدة على حيوية المشهد السينمائي في المنطقة.

وقد تميزت هذه الدورة، التي حملت شعار “أفلام ضد التمييز”، تكريم الفيلم العراقي “حدث ذات مرة في الموصل” الذي تم إنجازه ضمن برنامج طويل المدى لدعم المواهب الشبابية العراقية الذي تنجزه وزارة الشباب العراقية، والذي يروي قصة رجل يعتز بمهنته في دار سينما محلية بمدينة دمرتها الحرب والعنف.

وقد أشادت لجنة التحكيم بقدرة الفيلم، الذي صُنع في ظروف صعبة، على إيصال رسالة قوية عن أهمية الفن وإمكانية إعادة سحر السينما حتى في أصعب الظروف.

وإلى جانب الفيلم العراقي، منحت جائزة السلام والعدالة أيضا للفيلم الإيراني “إلهة” للمخرجين بويا طالب نيا، وحديث مرادي.

كما منحت جائزتين مرموقتين لفيلمين مغربيين، مما يعكس جودة وتميز الأعمال المقدمة. فقد حصد فيلم أنين صامت للمخرجة مريم جبور جائزة الجمهور، تقديرًا لتأثيره العميق وتواصله مع وجدان المشاهدين. بينما نال فيلم إخوة الرضاعة للمخرجة الصاعدة كنزة التازي جائزة الجمهور الأخرى، مشيرًا إلى القيمة الفنية والاجتماعية التي يحملها العمل.

وتسعى إدارة المهرجان إلى تشجيع صناع الأفلام المستقلين من خلال تخصيص جوائز متنوعة، من بينها جائزة العدالة والسلام، والجائزة الكبرى، وجائزة أفضل فيلم، بالإضافة إلى جوائز تقديرية لأفضل ممثل وممثلة. وقد تولت مهمة التحكيم في هذه الدورة لجنة مرموقة ضمت في عضويتها المخرج الهولندي الجزائري كريم طريدية، والمخرجة المسرحية الهولندية سخريد ده زفارت، والمخرج السينمائي الجزائري طاهر حوشي، والروائية اليمنية هدى الغطاس.

وقد منحت اللجنة جائزة تقديرية لأفضل تشخيص نسائي للممثلة نادية كندة عن أدائها المؤثر في دور الأم المرضعة في فيلم إخوة الرضاعة لكنزة التازي. الفيلم، الذي يعتبر العمل الأول للمخرجة الشابة ونجلة المخرج المغربي المخضرم عبد الرحمن التازي، يتناول موضوعًا مغمورًا في الذاكرة الجمعية المغربية. يروي الفيلم قصة أم عازبة تجد نفسها مرتبطة برضيع يتيم قامت بإرضاعه في “فندق الرضاعة”، لتواجه لاحقًا رفضًا لطلبها بتبنيه وتربيته إلى جانب ابنها الوحيد. وقد نجحت كندة في تجسيد معاناة الأم وتلقائيتها بعمق وإحساس عالٍ.

أما فيلم أنين صامت لمريم جبور، فيغوص في قضية اجتماعية حساسة تلامس العديد من الأسر، وهي قضية التوحد. تدور أحداث الفيلم في حي شعبي ساحلي، حيث يعيش “يونس” البالغ من العمر 28 عامًا مع والده الصياد “إدريس”. يعاني “يونس” من اضطرابات التوحد التي تدخله عالمًا من الانطواء، بينما يقضي والده معظم وقته في البحر، محاولًا جاهدًا التعامل مع حالة ابنه بإمكانياته المحدودة وثقافته البسيطة.

يذكر أن مهرجان “MENA” يُنظم من قِبل مؤسسة ميزوبوتاميا، التي تولي اهتمامًا خاصًا بنشر ثقافة السلام والتعايش السلمي من خلال مجموعة متنوعة من الأنشطة الثقافية والفنية والاجتماعية التي تقيمها على مدار العام في مدينة لاهاي. وتتعاون المؤسسة في تحقيق أهدافها مع العديد من الشركاء وشبكة واسعة من المتطوعين من سكان المدينة الهولندية.

هذا التألق المغربي في مهرجان “MENA” يؤكد على الغنى والتنوع الذي يميز السينما المغربية المستقلة، وقدرتها على معالجة قضايا اجتماعية وإنسانية بعمق وصدق، وجذب اهتمام الجمهور والنقاد على حد سواء..

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *