في أمسية مميزة بفضاء “دار الصويري” بمدينة الصويرة، شهدت المدينة عرضًا استثنائيًا للفيلم الوثائقي “الصمود من أجل السلام” الذي أخرجه حنا أسولين وصونيا تراب، الصحفيتان الملتزمتان بقضايا السلام والعدالة الاجتماعية. يعد هذا العرض الأول للفيلم في المغرب منذ صدوره عام 2024، وهو عمل يعكس التزام المخرجتين بإلقاء الضوء على الجهود المشتركة بين مناضلين فلسطينيين وإسرائيليين لبناء جسور التواصل وتعزيز ثقافة السلام.
أمام جمهور غصّت به القاعة، أتاح الفيلم فرصة لاستعراض قصص إنسانية ملهمة تحكي عن الصمود والأمل والعمل الجماعي غير العنيف. الفيلم يتناول المبادرات الجريئة للأشخاص الذين يتحدون الواقع المرير والانقسامات العميقة لتحقيق رؤية مشتركة للسلام. بأسلوب مؤثر وبعيد عن التحيز، قدم الفيلم شهادة حية عن قوة التعاون في تجاوز الخلافات السياسية والاجتماعية.
تخللت الأمسية نقاشات مثمرة مع المخرجتين، اللتين أعربتا عن طموحهما في منح صوت لأولئك الذين يعملون في الظل من أجل التقارب والتفاهم. حنا أسولين وصفت اللحظة بأنها رمزية للغاية، خاصةً في ظل اتفاق وقف إطلاق النار الأخير في غزة وترشيح حركة “محاربات من أجل السلام” لجائزة نوبل للسلام لعام 2025.
وشكل العرض جزءًا من الجهود التي تقودها جمعية الصويرة موكادور لتعزيز قيم الانفتاح والتسامح التي تمثل العمود الفقري لمدينة الرياح. هذه القيم تجعل من الصويرة نقطة التقاء فريدة للحضارات، وجسرًا يربط بين الشعوب المختلفة.
حركة “محاربات من أجل السلام”، التي أُسست عام 2022 في فرنسا، تجمع بين نساء يهوديات ومسلمات متضامنات لتحقيق السلام والعدالة والمساواة. وقد أسس الائتلاف عام 2023 المنتدى العالمي للنساء من أجل السلام، الذي أطلق نداء عالميًا للسلام من مدينة الصويرة، معتبرًا هذه المدينة رمزًا عالميًا للتبادل الثقافي والحوار بين الأديان. المنتدى جمع شخصيات نسائية بارزة مثل جيسيكا مويزا من رواندا، وهدى أبو عرقوب من فلسطين، ونوريث حراغ من إسرائيل. هؤلاء النساء أكدن على أهمية دور المرأة في تحقيق المصالحة والعدالة الاجتماعية، موحدات أصواتهن لإيصال رسالة قوية عن قدرة النساء على قيادة التغيير الإيجابي في العالم.
تعد هذه الفعالية امتدادًا لروح الصويرة، المدينة التي طالما عُرفت بدورها الريادي في تعزيز ثقافة التعايش والتفاهم بين مختلف الثقافات والأديان.
