يتميز حفل افتتاح الدورة العاشرة لمهرجان سيدي عثمان للسينما المغربية بالدار البيضاء، التي سيحتضن أنشطتها من 9 إلى 12 أكتوبر 2024 المركب الثقافي مولاي رشيد، بتكريم مستحق للمبدع السينمائي والموسيقي كمال كمال يختتم بعرض ومناقشة فيلمه الروائي الطويل “السمفونية المغربية”.
فيما يلي ورقة مركزة تسلط بعض الأضواء على مسيرته الفنية:
كمال كمال : من الموسيقي إلى السينما.
المبدع كمال كمال، واسمه الحقيقي كمال الدين بنعبيد، من مواليد 23 يونيو 1961 ببركان (المغرب الشرقي)، درس الموسيقى الغرناطية والموسيقى الكلاسيكية بكونسيرفاتوار وجدة من 1970 إلى 1978، كما حصل على الإجازة في الأدب الفرنسي بجامعة محمد الأول بوجدة (كلية الآداب والعلوم الإنسانية) سنة 1984 واستفاد من دروس نظرية وتطبيقية في تقنيات كتابة السيناريو بالكونسيرفاتوار الحر للسينما الفرنسية (CLCF) بباريس لمدة ثلاث سنوات ابتداء من 1993.
يمارس حاليا التأليف الموسيقي وكتابة السيناريو، كما يمارس الإنتاج والإخراج للسينما والتلفزيون. ويمكن اعتباره من المخرجين العصاميين الذين دفعهم عشقهم للإخراج إلى تعلم تقنياته والإستئناس بآلياته عبر الممارسة الميدانية وعبر الإحتكاك بالتقنيين والمخرجين المحنكين .
وهو خير مثال للسينمائيين الشباب والهواة للإقتداء به وبتجربته الإبداعية الشمولية، فقد جمع بين كتابة الشعر وعشق الأدب والفنون وبين الإنفتاح منذ نعومة أظافره على عوالم الموسيقى المختلفة، كما انجذب بروحه المغامرة إلى عوالم تنظيم المهرجانات الموسيقية بالجهة الشرقية للمملكة: إدارته لمهرجان الفنون الشعبية بالسعيدية سنة 1986 وتأسيسه لمهرجان الراي بوجدة سنة 1988، وإنتاج الأعمال السمعية البصرية وعلى رأسها المسلسل التلفزيوني “إدريس الأكبر” سنة 1991 بمشاركة ممثلين من المغرب ومصر ولبنان في ثلاثين حلقة بلغت ميزانيتها آنذاك ثمانية ملايين درهم.
انطلقت مسيرة كمال كمال الإخراجية بالوصلات الإشهارية والفيديوكليبات، التي أخرجها لفائدة التلفزة المغربية، وشيئا فشيئا بدأ يتمكن من أدوات التعبير السينمائي والسمعي البصري، الشيء الذي حفزه على كتابة سيناريو وإخراج أول أفلامه الروائية الطويلة “طيف نزار” (2002)، الناطق بالعربية الفصحى والحاصل على جائزة أول عمل بمهرجان السينما الإفريقية بخريبكة، وأتبعه بخمسة أفلام أخرى تحضر في أغلبها الموسيقى بشكل ملحوظ هي “السمفونية المغربية” (2005) و”الصوت الخفي” (2013) و”نذيرا” (2018) و”نوبة العشاق” (2024) و”إنه الحب” (2024). وقد حصل فيلمه “الصوت الخفي” سنة 2014 على ثلاث جوائز بمهرجان طنجة الوطني للفيلم: الجائزة الكبرى، جائزة الموسيقى، جائزة الصوت. كما حصل نفس الفيلم أيضا على الجائزة الكبرى (جائزة عثمان صامبين) لمهرجان السينما الإفريقية بخريبكة سنة 2014 وجائزة “سعد الدين وهبة” في الدورة 36 لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي …
من أعماله التلفزيونية نذكر: أفلام “سيد الغابة” (2004) و”الركراكية” (2007)، الذي احتفى فيه بالفن التشكيلي، و”الصالحة” (2009)، الذي احتفى فيه بفن العيطة، ومسلسل “الحياني” (2012) وسيتكوم “عائلة محترمة جدا” (2005)…
الملاحظ أن أعمال كمال كمال السينمائية والتلفزيونية تحضر فيها الموسيقى بقوة، ويرجع سبب ذلك إلى ممارسته للموسيقى وتعلمه لها منذ الصغر وإلى انجذابه وهو طفل إلى الأفلام الهندية بغنائها وموسيقاها وألوانها وغير ذلك من التوابل المعروفة، فمشاهداته للأفلام الإستعراضية (المصرية والهندية وغيرها) واستمتاعه بموسيقاها في مراحل الطفولة (رفقة والده) والمراهقة والشباب هي التي رسخت لديه عشق السينما.
تجدر الإشارة إلى أن المخرج كمال الدين بنعبيد، زيادة على إبداعاته السينمائية والتلفزيونية والموسيقية المختلفة، ساهم ولايزال في تأطير العديد من الورشات التكوينية في تقنيات كتابة السيناريو، كما ترأس أو شارك في لجن تحكيم مسابقات الأفلام هنا وهناك.
أحمد سيجلماسي