الصفحة الرئيسية   إتصل بنا
 >>  متابعات سينمائية    
مشاركة مغربية متميزة في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي36
تكريم ، أفلام ، بحوث ونقد ...


شهدت الدورة 36 لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي المنظمة في الفترة من 9 إلى 18 نوفمبر   2014 المنصرم، مشاركة مغربية متميزة وذلك من خلال ثلاث فقرات أو محطات بارزة تجسد أولها في تكريم الناقد السينمائي المغربي الكبير والرئيس السابق للمركز السينمائي المغربي، السيد نور الدين الصايل الذي تسلم جائزة الهرم الذهبي الشرفي الحاملة لاسم: " نجيب محفوظ" في حفل الافتتاح على يد الفنانة سميحة أيوب. وفي ندوة تكريمه وجه نور الدين تحية خاصة لروح مبدع "الثلاثية" قائلا: "تعرفت على نجيب محفوظ بشكل شخصي وكانت من أقوى لحظات حياتي وأشدها متعة خصوصا عندما تحدثنا عن السينما.. فنجيب محفوظ كانت لديه رؤية مختلفة للسينما ونظرة عميقة قرأت عنها كثيرا ولكن أغلب الكتابات لم تصل إلى هذه الدرجة من العمق التي كانت لديه".. كما تحدث الصايل عن قطاع الإنتاج السينمائي المغربي وعن تجربته خلال إدارته للمركز السينمائي المغربي ثم عن قطاع السينما في المغرب بصفة عامة بمختلف تجليات هذين القطاعين إداريا ، فنيا، إنتاجيا، ومهرجانيا...
    المشاركة الثانية تجسدت في فوز الفيلم المغربي (الصوت الخفي) لكمال كمال بجائزة "الإسهام الفني" في مسابقة فقرة "آفاق السينما العربية" وتحمل الجائزة اسم "سعد الدين وهبة" - مدير سابق لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي- تسلمتها نيابة عن المخرج إحدى بطلات الفيلم الفنانة آمال عيوش. ويرصد العمل فترة المقاومة الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي، من خلال تجسيد العلاقات الإنسانية التي توطدت بين الأسر المغربية والجزائرية، وتضامن المقاومة المغربية مع نظيرتها الجزائرية. وللتذكير فقد حصل الفيلم على عدة جوائز سابقة من بينها الجائزة الكبرى في الدورة 15 لمهرجان الفيلم الوطني  بطنجة... كما شارك فيلم مغربي ثان في مسابقة فقرة "أسبوع النقاد" تحت عنوان (الفيلم الإيراني) للمخرج الشاب ياسين الإدريسي، والذي يمكن اعتباره تمرينا سينمائيا متواضعا إذ هو أصلا فيلم التخرج لنيل شهادة الماجستير بأكاديمية السينما فى أمستردام .
    في حين تجسدت المشاركة الثالثة في العرض الذي قدمه الناقد السينمائي المغربي خالد الخضري، خلال محاضرته في فقرة حلقة البحث التي نظمت في إطار هذه الدورة والتي تمحورت حول (مهرجانات السينما الدولية في العالم العربي) حيث قال: " إن المهرجانات السينمائية بالمغرب  فضاءات للحوار وللإبداع وتبادل الخبرات والأفكار والخبرات بين المخرجين والنقاد السينمائيين والمبدعين من مختلف دول العالم.
    وأضاف الخضري من خلال بحثه الذي قدم بدار الأوبرا تحت عنوان : "المهرجان الدولي للفيلم بمراكش بين الهوية المحلية والتعددية الدولية" (*) أن انتعاش وتعدد المهرجانات السينمائية في المغرب يتيح لعشاق الفن السابع فرصة مشاهدة أحدث الإنتاجات السينمائية المحلية والدولية، مؤكدا أن من أهم إيجابيات هذه المهرجانات كذلك، كونها تشكل فرصة لمشاهدة الفيلم المغربي في ضوء عدم كفاية أو غياب القاعات السينمائية، حيث لا تكاد تخلو مدينة مغربية - حتى تلك التي لم تشيد فيها قاعة سينمائية قط - من مهرجان أو ملتقى سينمائي. وأشار في هذا الصدد إلى أن مهرجان مراكش الدولي للفيلم، بكثافة فقراته وأنشطته المهمة ووفرة أفلامه، أصبح له صيت دولي ينافس به أشهر المهرجانات السينمائية العالمية، موضحا أن المملكة المغربية بإحداثها لمؤسسة المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، قد أكدت: "عزمها وبإرادة سياسية على أن تجعل من هذه التظاهرة ليس فقط مسابقة سينمائية كبرى، وإنما كذلك فضاء خصبا للإبداع والمناقشة وتبادل الرأي" كما ورد على لسان رئيس هذه المؤسسة الأمير المولى رشيد شقيق ملك المغرب، في كاتالوغ الدورة الثانية سنة 2002 وهي السنة التي أحدثت فيها المؤسسة المذكورة.
    وتحدث الخضري من جهة أخرى، عن الإنتاج السينمائي في المغرب ناسبا نمو وتيرة هذا الإنتاج إلى سياسة الدعم التي تعتمدها الدولة من خلال صندوق الدعم السينمائي. وأشار إلى أن السنوات الأخيرة شهدت ارتفاعا في أعداد الأفلام المنتجة، حيث ناهز عدد الأفلام الروائية الطويلة التي أنتجت سنة 2013 عشرين فيلما، وهو رقم قياسي على مستوى القارة الإفريقية، فضلا عن أزيد من 50 فيلما قصيرا. كما تحدث عن ظاهرة تراجع عدد القاعات السينمائية في المغرب حيث أن عدد هذه القاعات الذي كان يقدر ب 500 قاعة في فترة السبعينات، تراجع بصورة كبيرة إلى أن وصل 50 قاعة عرض فقط حاليا ! موضحا أن من بين الأسباب التي أدت إلى هذا التراجع، في الوقت الذي ترتفع فيه وتيرة الإنتاج السينمائي المغربي، ظاهرة القرصنة ... وقدم خالد الخضري في ختام بحثه جردا شاملا لسائر المهرجانات والملتقيات السينمائية التي تنظم بالمغرب والتي بلغ تعدادها سنة 2014  خمسة وخمسين مهرجانا أي بنسبة تفوق أربع مهرجانات في الشهر الواحد ! علما بأن هناك مدنا تشهد أكثر من مهرجان سينمائي في السنة: الدار البيضاء، الرباط وطنجة 4 مهرجانات - أكادير ومكناس 3 مهرجانات - فاس، القنيطرة، خربيكة وسلا مهرجانان..."
  وتجدر الإشارة إلى أن المشاركة المغربية في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي لهذا العام، تميزت أيضا بحضور وفد مغربي مهم، فزيادة إلى نور الدين الصايل، آمال عيوش وخالد الخضري ، حضر كل من السادة والسيدات: الحسنية رحو منسقة عامة للمهرجان الدولي لفيلم المرأة بسلا – عبد اللطيف العصادي رئيس نفس المهرجان – أحمد الدافري عن جريدة (الأحداث المغربية) – لحسن لعسيبي عن جريدة (الاتحاد الاشتراكي) – محمد نبازور عن (مجلة شباب المغرب) – مصطفى المسناوي و محمد شويكة، ناقدان سينمائيان ثم ياسين الإدريسي، مخرج . وبالتالي فإن استدعاء أزيد من عشرة أنفار مغربية لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي ليس بالأمر الهين بعدما كان العدد بالكاد يصل ثلاثة إلى خمسة أنفار.. وهكذا بعدما كنا نلاحظ وبحسرة وفرة عدد الوفد المصري في مهرجاناتنا السينمائية مع تنوع تخصصاته، أصبحنا نلمس نفس الشيء بالنسبة للوفد المغربي في أضخم مهرجان سينمائي بمصر.. وهذا شيء أقل ما يوصف به أنه يدعو للفخر ويحفزنا – ولحد الاستفزاز - على مزيد من الإنتاج والإبداع .

(*) إشارة:
أعلنت إ دارة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي 36 أنها ستحول هذا البحث إلى كتاب لإصداره في في دورته المقبلة، نظرا لقيمته المعلوماتية والتحليلية، إلى جانب بقية البحوث المقدمة في هذه الدورة.
خالد الخضري