الصفحة الرئيسية   إتصل بنا
 >>  متابعات سينمائية    
المهرجان الوطني لفيلم الهواة بسطات، ستة أشهر بعد اختتام الدورة الثامنة لم تتوصل الجمعية المنظمة بمنح المؤسسات الداعمة الثلاثة


استطاع المهرجان الوطني لفيلم الهواة بسطات أن يسد فراغا كان يعرفه المشهد الثقافي السينمائي الوطني وأن يصبح مرجعا وفضاء  لهواة الإبداع الفيلمي بالمغرب الذين ومن خلاله فتحت لهم أبواب الاحتراف و الحصول على جوائز دولية باسم المغرب... وبذلك أصبح مدرسة للتكوين و معبرا أساسيا للحصول على الاعتراف بالقدرات الإبداعية في المجال السينمائي... وفي ذلك ربح كبير للمدينة و الإقليم و الجهة و الوطن برمته...
ولم يكن لهذا الفضاء أن يفرض نفسه و يحظى بتقدير المثقفين و الفنانين والهواة أنفسهم دون وجاهة التصور وريادته و العمل المتبصر و الدؤوب للجمعية من أجل إخراجه للوجود و تطويره من دورة لأخرى... ثروة غير مادية لا يمكن للمال وحده أن يخلقها... وعمل لم يكن له أن يخرج  إلى الوجود و أن يتطور دون انخراط المجلس البلدي للمدينة سنة 2007 و المركز السينمائي المغربي سنة 2008 و مجلس جهة الشاوية ورديغة سنة 2011.
من خلال هذا الجرد يبدو التطور الإيجابي و المنطقي لتمويل المهرجان لكن المشكل الكبير الذي يعرفه هذا التمويل والذي يعرقل سير المهرجان ويهدد مستقبله يتجلى في تأخر منح المؤسسات الداعمة الثلاثة و عدم استقرارها... فإلى حدود كتابة هذه السطور أي حوالي 6 أشهر بع اختتام الدورة الثامنة للمهرجان الوطني لفيلم الهواة لم يتم بعد تحويل أية منحة من منح المؤسسات الداعمة الثلاثة لحساب الجمعية  برسم  2014... فكيف لجمعية ثقافية رأسمالها غير مادي أن تدبر مهرجانا وطنيا بحساب بنكي جاف وأن تؤجل صرف كل مستحقات الدورة لأصحابها لآجال طويلة و غير مضبوطة... فاعتبارا لكون دعم المجلس البلدي تؤطره اتفاقية شراكة واضحة و لا تخص إلا المهرجان ، فمن المفروض أن يتم تحويل تلك المنحة لحساب الجمعية قبيل تنظيم التظاهرة كما يتم ذلك في تظاهرات أخرى يشرف المجلس البلدي على تنظيمها أو يساهم فيها... أما الدعم الذي تمنحه لجنة دعم التظاهرات السينمائية فهو أيضا مؤطر بمساطر و دفتر تحملات يحدد صرف نصف المنحة مباشرة بعد الإعلان عن نتائج مداولات اللجنة  نفسها و النصف المتبقي مباشرة بعد نهاية التظاهرة... فاليوم أي سبعة أشهر بعد إعلان اللجنة المذكورة عن قيمة المنحة المخصصة للمهرجان الوطني لفيلم الهواة بسطات و ستة أشهر بعد نهاية الدورة لم تتوصل الجمعية لا بالنصف الأول و لا الثاني... هذا ، في الوقت الذي توصلت العديد من التظاهرات السينمائية التي نظمت بعد تظاهرة سطات بالمنح التي صرفت لها بقرارات اللجنة نفسها... فأي تفسير منطقي يمكن أن نبرر به ذلك ؟...أما دعم مجلس الجهة فقد بدأ سنة 2011 بدعم تؤطره شراكة سنوية و تحول بعدها إلى دعم يتم الحسم في قيمته ضمن الدعم العام الذي تخصصه الجهة للجمعيات الثقافية و الرياضية والتي تشتغل في المجال الاجتماعي... مما يجعل تحديد قيمة هذا الدعم يأتي متأخرا بـ 8 أشهر عن الدورة وهو الأمر الذي يجعل تدبير مالية دورة المهرجان مغامرة غير محسوبة...
وإذا أضفنا إلى مشكل تأخر تحويل منح المؤسسات الداعمة مشكل آخر يتجلى في عدم استقرار تلك المنح فسيتبين جليا كم هو المهرجان الوطني لفيلم الهواة بسطات مهدد بالتراجع أو الزوال... فخلال دورة 2013 تراجعت منحة المجلس البلدي بـ 60% ولم تتوصل الجمعية بها بعد ، وتراجعت منحة مجلس جهة الشاوية ورديغة بـ 47% ، أما دورة 2014 فلم يتم بعد تحديد قيمة دعم المجلسين لها...كما أن منحة 2014 للمركز السينمائي (وزارة الاتصال) تراجعت بنسبة 33% عن السنة التي سبقتها.
فمن جهة لم نجد ردا على طلباتنا المتكررة لرئيس مجلس الجهة من أجل لملاقاته ومناقشة الموضوع كما أن المجلس البلدي لم يعد يعير اهتماما للشراكة المفتوحة التي تجمعه بجمعية الفن السابع، باستمراره في تقليص و تأخير مساهمته في تنظيم مهرجان المدينة... وخلال الدورة الأخيرة وعدنا السيد والي جهة الشاوية ورديغة بالعمل مبكرا تحضيرا لدورة  2015.
هذا و إننا إذ نوضح للرأي العام ما ورد أعلاه ، فإننا نطرح أمامه بكل شفافية و مسؤولية ما حصل فعليا في مالية التظاهرة خلال سنة 2014 ونعتذر لكل الفنانين و مؤطري المحترفات و لجنة التحكيم و فائزي الدورة و ممونها والمنشطين وأصحاب الخدمات الفندقية والمطبعية وكل المتضررين من تأخر صرف جمعية الفن السابع بسطات لمستحقاتهم ، كما نتوخى صحوة المسؤولين على المستوى المحلي و الجهوي من أجل الحفاظ على مكسب وطني مهم تحتضنه مدينتنا وجهتنا وهو مكسب لا يضمنه الدعم المالي لوحده مهما كانت قيمته.

سينفيليا