الصفحة الرئيسية   إتصل بنا
 >>  متابعات سينمائية    
رسالة حب من تونس لكل المكرمينً في لقاء جواسم بالمحمدية

  المكرمون حسن وهبي سعد الشرايبي و مصطفى العلواني   

اليوم أحتفل بمرور خمسين سنة على انخراطي بنوادي السينما، بنادي قفصة، عاصمة الفسفاط ، والنقابات، ومن حوضها المنجمي انطلقت الانتفاضة المسكوت عنها، شرارة الثورة في تونس، عام 2008
أتذكر أستاذ العربية الدكتور والعالم في الحضارة الإسلامية عبد المجيد الشرفي ، عابد الجابري تونس، لما أعطاني بطاقة انخراط في نادي السينما، من يومها لبستني السينما، ولبستها، وتبوأتُ كل المراتب في النوادي حتى أصبحت أمينا عاما للجامعة التونسية ، لنوادي السينما وعمري 21 سنة، جامعة طبعت لها أربعين ألف انخراط ذهبت في أسبوع واحد.

تعلمت من النوادي ، الفرجة، والفرحة، والجمال، وآداب النقاش، والآخر، ومبادئ الديموقراطية وشيئا من النقد والتأليف، وعندما سُجنت ، وطُردت من دراسة الطب لم أجد أمامي إلا ما تعلمته من النوادي وطبعا لُغتي، وأصبحت صحفيا ثم مدرسا لمادة الصورة من أرشفة وتحليل،
وشعرت عبر مسيرتي ، وأتشبث بهذا، أنني دوما صحفي هاوي وقارئ محترف، وأنني متفرج ملتزم.

وأحتفل اليوم بنص أرقى ما كتب في النقد تمخضت عنه ندوتكم اليوم وبالذات من المحمدية مؤرخ يو 18 غشت ، هذا النص أحتفظ به كالطلسم، أعتبره مرجعا وديدنا، حبره قلم رجل اعتبره الصنو والمرجع
سوف يهتز بعضكم لذكر اسمه، وسوف يوافقني جل الحضور،
أعرف أن مغنية الحي لا تطرب ،
إنه يُعتبر في العالم العربي مثل المناضل السينمائي،
هو نتيجة نوادي السينما،
ربما نعترف له ببعض الأخطاء ، لكن ما فعله وما يفعله للسينما المغربية وللسينما المغاربية عظيم،
نور الدين الصايل ، ثروة وطنية، مغربيا ومغاربيا، وعربيا وأفريقيا،
كنا منذ ثلاثين سنة مع الطاهر الشريعة نبحث في طرق لانبعاث سينما مغاربية، قال:"لو كانت عندنا نصوص تونس التشريعية في السينما بالمغرب لأصبحنا من أول البلدان إنتاجا ونشاطا"
نعم أخذ التجربة التونسية وطبقها وقفز عاليا
وها هي السينما المغربية في أعلى تجلياتها
من فلمين في السنة إلى حوالي 25 أي تقريبا إنتاج المجر
كم هائل من الأفلام القصيرة
كم هائل من المهرجانات
حضور دولي في جل المهرجانات
هذا ليس عمل نور الدين الصايل، إنها النتيجة الحتمية لروح حب السينما عن طريق جواسم
هنيئا لكم به، رغم من يخالفني الرأي
إن الحملة الشرسة التي تهدده وانزلق فيها بعض اليسار الهمجي ، الذي لا يتعدى تفكيره خمس سنتمترا الفاصلة بين العين والأذن، هذه الحملة هي ليست إلا محاولة من الأصوليين لاجتثاث عمل السنوات الطوال و هدم الذاكرة البصرية ومحاربة السينما والصورة، لأنها تيارات تخاف الجمال والإبداع والفن والجرأة والحرية،
إذا حاربتم نور الدين الصايل في هذه المرحلة هدمتم معلما من معالم الثقافة والسينما
أتوجه لجماعة الغيبيات، الأصوليين، أن هدم صرح سينمائي بمحاربة نور الدين الصايل ، هي كأن يأتيكم علماني ويحول الكتبية في مراكش إلى قاعة سينما
أقول هذا تكريما لكم وتكريما لنا وتكريم أصدقائي الثلاث
الجميل إدريس الشراييي الذي تابعته منذ خطاه الأولى وأحسده على الحركة والنشاط الدائم
ومصطفى العلواني الذي وجدت فيه شبابي الأول في علاقتي مع الماركسية، وأحسده عن مراهقته الدائمة رمز الحياة والاستمرار فما أحوجنا للدنكيشوتات الجميلة
والصديق حسن وهبي الذي اكتشفت فيه السينفيلي الحقيقي الشغوف ، نموذج محب السينما متابعة وأخلاقا
والذي في ابتسامته تغترب القافلة
يقول المخرج العظيم تاركوفستي في فيلمه " التضحية" : كل هدية هي نوع من التضحية،
أهدي لكم ستين فلما من خزينتي ،عشرون من الأفلام التونسية، وأربعون من أروع ما شاهدت
وأقترح أن تسمى خزانة حسن وهبي تكريما مني له وسوف أعمل على تغذيتها شهريا
جاد الفقير بما عنده
ولتعش حركة السينما التي تعيدون لها الروح اليوم في المحمدية

عبد الكريم قابوس-تونس