في هذا المقال القصير سنتكلم عن طريقة  كتابة سيناريو فيلم قصير، في الواقع هنا قاعدة واحدة، والقاعدة تتمثل في أنه ليست هناك قاعدة على الإطلاق.
      ولكن إذا كنت تريد أن يُشَاهَدَ فيلمك، أو أن تحصل على تمويل لإنجاز فيلمك و تحقيقه بطريقة إحترافية، فبإمكاننا أن نحدثك عن بعض المبادئ التي قد تنفعك في إنجاز شريط محترم.
     أول سؤال - ما فائدة الأفلام القصيرة؟ أولماذا نصور فيلما  قصيرا ؟
       إنجاز الأفلام القصيرة ليس حرفة، لا أحد يستطيع أن  يكسب لقمة عيشه من وراء هاته  النوعية من الأفلام، معظم  المخرجين و كتاب السيناريو الناشئين يتخذون الفيلم القصير كأداة لتعلم أبجديات الحرفة أو طريقة لإبراز موهبتهم.

      هل ستنجز فيلمك وحيدا أم معك فريق عمل ليساعدك؟  تأكد من أنك    تستطيع إنجاز فيلمك      في حدود ما هو متاح   لك من إمكانيات مادية،  تخلى عن مشاهد المطاردات و الخدع السينمائية و المؤثرات البصرية إذا كانت ميزانيتك لاتتعدى بضعة ألاف منن الدراهم.

    ما هو الفيلم القصير؟
تذكر أن الفيلم القصير ليس هو الطويل و أن محاولة تقصير فيلم طويل ليبدو قصيرا دائما ماتنتهي بالفشل،        من شروط معظم المهرجانات العالمية مدة 30 دقيقة كحد أقصى لإختيار الأفلام في مسابقاتها، رغم أن غالبية العاملين في   المهرجانات يؤكدون أنه يصعب  إختيار فيلم تتجاوز مدته 15 دقيقة، إذذا كان فيلمك يتجاوز هذه المدة يكون محتما عليك إضافة شخصيات     أكثر للقصة وأحداث أكثر، أغلبية الأفلام التي تحصل على  تمويل في  بريطانيا لا  تتجاوز مدتها 10 دقائق.

         إذا كان هدفك هو تقديم حدث كوميدي أو مضحك فحاول أن تجسد ذلك في دقيقتين أوثلاثة، لاتمطط الأحداث،  تذكر أن الحدث يظل عالقا في ذهن المتفرج ليس فقط لأنه ظريف بل لأنه يدفعه إلى التفكير و التأمل .
  

البحث عن فكرة أو موضوع
كل  قصة تحمل في بنائها الدرامي ثلاثة نقط
1- حدث
2- شخصية
3- عقدة - مشكلة
      الفيلم القصير ليس إستثناءا، فقط معكم وقت أقل لتصويرتفاصيل الواقعة و إبراز مميزات الشخصية، أحسن الأفلام القصيرة هي  تلك التي تحكي عن واقعة أوحدث يصادف شخصيية ما، وتُحكي في زمن وقوعها الفعلي المعاش، من الصعب إنجاز      فيلم قصير  ناجح تحكي قصته أحداثا أو حدثا  يستغرق  عدة أيام.

      الحدث
        يجب أن يقدم الحدث بشكل متين وكامل، ولكن بسبب قِصر المدة الزمن لدينا، من الأحسن بناء القصة  حول حدث مألوف - عرس، عيد ميلاد، أول يوم في المدرسة، زيارة مفاجئة لصديق أو قريب... إلخ ، إتخاذك لحدث مألوف كهذا كأرضية للقصة سيعفيك من إضاعة الوقت في تفاصيل الزائدة أومملة، ويمنحك الوقت للتركيز وإيصال على الفكرة.
موضوع السفرمثلا من المواضيع التي تطرح كثيرا ،  سفر فعلي أو متخيل، أفلام قصيرة كثيرة تركز على حدث ما هام في حياة الشخصية الرئيسية وتدفع المتفرج إلى القيام بأسفار تأملية لسبر أغوار النفس البشرية ومعاناتها الداخلية.

  الشخصية و العقدة
   قبل أن تبدأ في الإنجاز الفعلي لفيلمك، إطرح على نفسك الأسئلة التالية :
 - ما هي شخصية البطل ومن هو؟
 - ماهي مشكلته؟
 - كيف سيتعايش الجمهورمع مشكلته؟
 - هل ستدفع المشكلة الجمهور إلى التفكير؟
 هل الطريقة التي أطرح بها الفكرة هي المُثلى لذلك؟
    منذ البداية يجب أن يعرف الجمهور ماهي الفكرة المطروحة في الفيلم، وهو أي الجمهور لن يستطيع التعرف عليها إذا كنت أنت نفسك لا تعرفها،كأساس للفيلم يجب أن تكون هناك فكرة مرتبطة بالشخصية الرئيسة، لن يكون هناك فيلم إذا لم تكن هناك فكرة.
      عليك أن تهتم بإبراز الدوافع الأساسية التي تسير الشخصية الرئيسية لإرتكاب هذا الفعل أو ذاك، الدوافع عادة تتمثل في:
 - الرغبة
 - الحاجة
 - الواجب
 يجب أن يكون هناك شيئ ما في الفيلم يحول دون البطل و تحقيق مراده.

   الحالة النفسية والداخلية للبطل
إذا إستطعت أن تعبر عن  الحالة النفسية والداخلية للبطل بوضوح بحيث يستطيع المتفرج أن يرى ذلك و أن يتفاعل معه، فسيكون ذلك دليلا على أنك مخرج متمكن، وأنك لست إنسانا عاديا يحكي قصة عادية، حينما نقرأ الكتب فإننا عبر الكلمات نقرأ أفكار الشخصيات، ولكن حينما نشاهد فيلما علينا أن نرى أشياءا و جزئيات و أفعالا ترسم ما يدور داخل البطل.